الحذر .. الحذر
يأتي موسم الأمطار هذا العام ونحن نترقب إغلاق ملف "كورونا". الإغلاق لم يكتمل بسبب عدم تماثل الإجراءات والاجتهادات غير الموفقة من قبل البعض والإشكالية الأزلية التي أعفت وزراء، وهي عدم الالتزام بالشفافية فيما يخص مصالح الناس.
كل إشكالية من هذه يحتاج نقاشها إلى مقال خاص، لأنها هموم تنتشر حتى خارج وزارة الصحة. بدأت جهود الوزير "البديل" بتوحيد الإجراءات وإلغاء الاجتهادات الشخصية من خلال مركز القيادة والتحكم، وإصدار تقرير يومي عن الحالات ومواقعها، لكننا نحتاج إلى "مأسسة" كل عمل جديد بحيث يصبح معتمداً في كل المنظومة.
لم يحدث التفاعل المطلوب في حالة إصابات الطائف والرياض المستجدة، وقد تكون هناك حالات لا نعلمها. قال السابقون: "اللي في القدر يطلعه الملاس". مهما حاولت الجهات أن تخفي الأمر على الناس، فلن تفلح سوى في تكوين ردة الفعل أكثر عنفاً، إذا جاءت الأنباء على شكل شائعات.
مدى العنف يعتمد على طول مدة الكتمان وتمكن المعلومة ورؤية الناس للحالات أمامهم، العنف الذي أدى بالمصابين في مدينة الملك عبد الله الطبية في الطائف؛ للهروب من المستشفى، لكن إلى أين؟
عندما يفقد المرء ثقته بالعلاج في المستشفى، يكون العمل الاجتهادي غير المنظم قد وصل مرحلة تجعل المريض يرى الفشل في عيون مَن يتعاملون مع مرضه، فيهرب حتى لا يكون الضحية التالية، وإن كان هروبه مدعاة لتعريض حياته والآخرين لخطر أكبر.
تهطل الأمطار هذه الأيام على مناطق مرت بحالات من الأمراض السارية وآخرها "كورونا" و"حمّى الضنك" و"الوادي المتصدّع". الوعود السابقة التي صورت المستقبل في منطقة مكة المكرمة كواحة صحية لا يمكن الاعتماد عليها اليوم. ينتشر في محافظة جدة وحدها 688 موقعاً لتجمُّع مياه الأمطار؛ الأمر الذي ينذر بخطر صحي على الأطفال والكبار.
يجب على الآباء والأمهات أن يسيطروا على حركة أبنائهم وبناتهم، ويجب على المدارس أن تمارس دوراً توعوياً للتحذير من الوجود حول هذه المواقع، وعلى "الأمانة" أن تعمل على التخلص من تجمعات المياه بشكل أسرع مما نراه.
كل هذه الجهود يجب أن تدعم ببرنامج عمل يديره مركز القيادة والسيطرة في وزارة الصحة على مستوى البلاد لضمان حماية السكان من المخاطر المحتملة.