«أدبي الرياض» يحتفي بالروائي الطيب صالح
أقامت لجنة النشاط المنبري في النادي الأدبي في الرياض أمس الأول، ندوة عن الروائي السوداني الكبير الطيّب صالح شارك فيها الدكتور خالد فتح الرحمن نائب السفير السوداني وعبدالله بن محمد الناصر، وأدارها الدكتور سلطان القحطاني بحضور عدد كبير يتقدمهم السفير الجزائري والدكتور أحمد قران الزهراني مدير عام الأندية الأدبية، والدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
وبدأ مدير الندوة الدكتور القحطاني الفعالية بحديث استذكر فيه مزاملته للراحل الطيّب صالح، ثم رحب بالحضور والجميع، ليشكر الدكتور خالد فتح الرحمن النادي على هذه الفرصة للتحدث عن الطيّب صالح، وقال: "الطيب صالح شخصية متسامحة وهو إنسان عادي خرج من قرية صغيرة، وبسيط جدا في تعامله مع الآخرين".
وأضاف أن الطيب صالح حدثه بأن أول إجازة له في عام 53 بلندن كانت شهرا وكان يرحل إلى كثير من الدول منها الدنمارك والسويد، ثم تحدث عن زيارته له بلندن وكان سعيدا جدا وكان معه كتاب قد ورد فيه اسمه وقال لي: أنا لم أفعل شيئا ولكن إذا ورد اسمك مع أسماء معروفين فلا شك هذا شيء عظيم، بعدها تحدث عن دائرة الإسلام فإن تكون مسلما فأنت أحب شخص إليه وقريب منه جدا وكان متدينا وكان يقرأ القرآن فجرا ومن خلال حضوره الجنادرية بالمملكة كان يذهب إلى الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم تحدث عن عروبته فإذا كنت عربيا كنت أكثر قربا منه.
فيما قال عبدالله الناصر: "الواقع معرفتي بالطيّب صالح قد تكون مختلفة، عرفته طفلا عندما كنت بالدرعية وكان عمي صالح الناصر رجلا مثقفا وله مكتبة فيها الكثير من الكتب وفيها كثير من الروايات، وكان على صلة بإذاعة لندن وكان الطيّب صالح يدير ندوة المستمعين في الإذاعة، وكان عمي يراسل الـ بي بي سي العربية فنجلس عند المذياع كي نسمع الطيّب صالح وهو يردد اسم عمي وهذه معرفتي الأولى به"، بعدها عرج الناصر على بداية معرفته بالطيّب صالح شخصيا وقال: "شاء الله أن أكون ملحقا ثقافيا ببريطانيا ومنذ وصولي وأنا أبحث عن الطيّب صالح، وفي ذات يوم كانت هناك ندوة وفوجئت بوجوده فيها، ونسيت الندوة والحضور وأنا أريد الطيّب صالح، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي به".
وأضاف الناصر: "الطيّب صالح عملاق بأدبه وأخلاقه وثروته اللغوية ومحبته للتراث والعروبة والعرب والإسلام والمسلمين"، ثم ذكر حبه للجزيرة العربية أكثر وبشعرها أكثر أيضا، ثم ذكر بأنه متيّم ومحب للشاعر ذي الرُّمة، بعدها تحدث عن محبته للشيخ عبدالعزيز التويجري عندما كان يُدعى للجنادرية، وذكر الناصر أن له مع الطيّب صالح ثلاث رحلات: الأولى إلى (الجبيلة) شمالي الرياض التي وقعت فيها معركة بين المسلمين والمرتدين، وقتل فيها زيد بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: زار قبر زيد وبكى عنده، والرحلة الثانية إلى ديار صاحبه ومحبوبه الشاعر ذي الرُّمة وهي (شوية)، وقال: لا أستطيع لكم وصف شعور الطيّب وهو يلمس كثبان الرمال وكأنه يشم رائحة ذي الرُّمة، وكان يردد قصائده، والرحلة الثالثة إلى الأماكن التي عاش فيها الشاعر الصمّة القشيري غربي مدينة الرياض قرب تبراك والجلة.
بعدها بدأت المداخلات من الحضور، وممن أسهم في ذلك الدكتور معجب العدواني والدكتور عبدالله المعطاني ونايف رشدان ورجاء عبدالقادر ود. حسين الحربي، وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري المشاركين في الندوة.