الدوحة تحتضن الاجتماع الرابع بين دول الخليج والمغرب والأردن
عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاجتماع الوزاري المشترك الرابع في العاصمة القطرية الدوحة بحضور معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية.
ورحب وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية في بداية الاجتماع بالمجتمعين في بلدهم الثاني قطر، مشيداً بالجهود المخلصة والمقدرة لمعالي الشيخ صباح الخالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت رئيس المجلس الوزاري في دورته السابقة التي كان لها بالغ الأثر في تعزيز مسيرة العمل المشترك بين دول المجلس.
كما تقدم نيابة عن أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون بخالص الشكر والتقدير لمعالي وزير الخارجية بالمملكة الأردنية الهاشمية ناصر جودة ومعالي وزير الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية صلاح الدين مزوار لمشاركتهما في هذا الاجتماع.
وأُعرب الدكتور العطية في كلمته عن خالص التعازي والمواساة للمملكة المغربية في ضحايا السيول التي اجتاحت إقليم كلميم وبعض المناطق الأخرى بالمملكة .. سائلًا العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن ينعم على أهلهم وذويهم بالصبر والسلوان وأن يحفظ المغرب الشقيق من كل شر أو مكروه.
وأكد أن تطلعات الشعوب في كل من دول مجلس التعاون والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية لتحقيق المستقبل المزدهر في شتى مناحي الحياة هو الهدف الذي سيبقى ماثلا أمامهم جميعا وتحديا يتعين عليهم أن ينجحوا فيه ، مشددا على أن الشراكات والتعاون والتكامل بين هذه الدول هي التي تستطيع أن تحقق ذلك وتحافظ عليه.
ونوه وزير الخارجية القطري بالنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في إطار الاجتماعات السابقة بفضل الجهود المبذولة في إطار تعزيز مسيرة العمل المشترك تدفع الجميع إلى بذل المزيد منها والمضي قدماً في مسيرة العمل المشترك بين مجلس التعاون وكل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وصولًا لتحقيق كافة الأهداف المنشودة بما يحقق آمال وتطلعات دولنا وشعوبنا الشقيقة.
وتوجه بالشكر والتقدير لفرق العمل المشتركة على ما بذلته من جهود مقدرة للتوصل لهذه النتائج الإيجابية في شتى مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى ، سائلاً الله عز وجل أن تحقق هذه الاجتماعات النتائج المرجوة التي تتناسب مع طموح وتطلعات شعوب دول مجلس التعاون والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية في التقدم والازدهار.
من جهته، أكد وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية ناصر جودة : إن هذا الاجتماع يؤكد متانة ورسوخ وتميز العلاقات الأخوية بين بلاده ودول مجلس التعاون، منوها بحرص الأردن الدائم على تعزيز وتوثيق عرى التعاون والعمل على تحقيق شراكة استراتيجية مميزة انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن الجميع يشكل عمقا استراتيجيا لبعضهم البعض.
واستعرض عمل اجتماعات لجان العمل المشتركة لهذا العام لبحث أسس وترتيبات مختلف أوجه التعاون من اقتصادية وتعليمية وإعلامية وغيرها من المحاور الهامة، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات تعكس حرص دول مجلس التعاون والأردن على تنفيذ ما تضمنته خطة العمل المشتركة التي تم اعتمادها خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد بالمنامة في شهر اكتوبر 2012 ، متطرقا في سياق متصل إلى مجالات التعاون المختلفة بين الأردن ودول مجلس التعاون، مشيدا بجهود الأمانة العامة لمجلس التعاون في هذا الخصوص.
وجدد شكر الأردن لدول مجلس التعاون على المنحة التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لتمويل المشاريع التنموية الأردنية على مدار خمس سنوات لمجابهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها بلاده، مؤكداً أن هذه المنحة ستستخدم في الاستثمار والتطوير في قطاعات حيوية تعود بالخير والمنفعة على الشعب الأردني خاصة في الآونة الأخيرة حيث يستضيف الأردن أكثر من مليون وأربعمائة ألف مواطن سوري على أراضيه.
ونبه وزير الخارجية الأردني إلى العديد من التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والتي يتعين مواجهتها بمواقف مشتركة وجهد منسق، لافتا إلى أن أهم هذه التحديات القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين والعالم الأولى.
وأكد الرفض التام للتصعيد الأخير الذي مارسته إسرائيل .. وقال إن الأردن من منطلق الوصاية الهاشمية والرعاية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الاردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، مستمر في التصدي لهذه الممارسات بكافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية خاصة من خلال عضويته في مجلس الأمن حاليا، داعياً إسرائيل إلى وقف هذه الإجراءات التصعيدية فورا والالتزام بالحفاظ على الوضع القائم في أماكن المقدسة خاصة المسجد الأقصى المبارك.
وقال إن الأردن سيواصل حشد الجهود الدولية من أجل إعمار غزة وسيعمل كذلك على ضمان عدم تكرار هذه الدائرة من العنف والحرب والتي لا يمكن معالجتها كلها إلا من خلال إنهاء السبب الجذري لذلك وهو الاحتلال من خلال استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية والسماح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته ذات السيادة الكاملة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
ونبه إلى ضرورة مواجهة الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة وضرورة التصدي له بكل حزم وقوة كونه يحاول إشعال الحروب الطائفية والمذهبية وتشويه صورة المسلمين أو التسبب في سوء فهم لرسالة الدين الإسلامي الحنيف السمحة والعظيمة، داعيا إلى ضرورة محاربة التطرف والإرهاب.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية دعا إلى حل سياسي لها بما يحقن الدماء ويحقق الانتقال السياسي وبما ينسجم مع الطموحات المشروعة للشعب السوري ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا ويوفر البيئة المناسبة لعودة أبنائها إليها.
وأكد من ناحية أخرى دعم الأردن للأشقاء في العراق في مساعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار لأن ذلك ركيزة أساسية من أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا حرص بلاده الكامل على وحدة العراق ووقوفها إلى جانب الشعب العراقي.
وعبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية صلاح الدين مزوار، من جانبه، عن شكر بلاده لدول مجلس التعاون التي قدمت الدعم المطلوب للحكومة المغربية متمثلًا في المنحة الخليجية الخاصة بدعم المشروعات التنموية.
وأضاف في هذا الصدد أنه تم اعتماد خطة عمل مشتركة لخمس سنوات، كما تم وضع هيكل لمتابعة تلك الشراكة الاستراتيجية التي اتسمت بالجد والانتظام، وقال إنه بقدر ما يسعد هذا الإطار التشاوري بين الجانبين، بقدر ما يبقى ذلك ويدفع على العمل من أجل الخروج بأدوات تنفيذ على أرض الواقع تترجم روح التعاون في صورة ناجحة في شتى مجالات التعاون والالتزام بمضاعفة الجهود من أجل استكشاف آفاق جديدة في المستقبل.
وأكد أن تناغم المواقف السياسية بين المغرب ودول الخليج العربي إزاء القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى وقوف دول الخليج إلى جانب المغرب في قضاياه الوطنية، وما يبديه المغرب دوماً من تضامن فعلي وموصول مع أشقائه في دول الخليج وتفاعله الدائم مع قضاياهم الحيوية، يشكل بالنسبة إلى الجانبين معاً أسساً قوية وصلبة لمواصلة الجهود من أجل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بينهما، وإيلاء المزيد من الاهتمام للتعاون في المجالات ذات الأولية للطرفين.
وناقش الاجتماع العديد من القضايا السياسية ومنها القضية الفلسطينية والإرهاب والصحراء المغربية والتطورات في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وغير ذلك من القضايا السياسية التي تهم الجانبين.