حجار: منطقتنا العربية لها النصيب الأوفر من قنوات الكراهية الطائفية
قال الدكتور بندر حجار وزير الحج وزير الثقافة والإعلام المكلف، إن المنطقة العربية والإسلامية كان لها النصيب الأوفر من القنوات التي لا هدف لها إلا الربحية وإشاعة الكراهية المذهبية والطائفية والنعرات ذات الأفق الضيق. جاء ذلك خلال افتتاحه، أمس، فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2014م الذي تنظمه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات آسيا تحت شعار "الجيل القادم من البث والإعلام"، وذلك في فندق هيلتون في محافظة جدة.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، رحب حجار في كلمته بالحضور في المنتدى الذي يسعى لتسليط الضوء على العديد من المحاور المهمة ذات العلاقة بصناعة الإعلام, التي ما زالت في حاجة ماسة إلى كثير من الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تنظمها للوصول في المحصلة النهائية إلى رؤية واضحة لما فيه خير الأفراد والمجتمعات. وبين أن عالمنا شهد منذ القرن المنصرم ثلاث مراحل رئيسة فيما يخص وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بدأت المرحلة الأولى بالبث الإذاعي في مطلع القرن المنصرم وساعدت الإذاعة في جهود الدول في مجال التنمية ثم جاءت مرحلة البث التلفزيوني التي تميزت بازدحام البث الفضائي بكم هائل من القنوات التي لا هدف لها إلا الربحية وإشاعة الكراهية المذهبية والطائفية والنعرات ذات الأفق الضيق, ولعل اللافت للنظر والمؤسف هنا أن المنطقة العربية والإسلامية كان لها النصيب الأوفر من هذه القنوات ولعل السؤال الأهم هنا لماذا نرى هذا النوع من القنوات تنتشر في منطقتنا العربية والإسلامية ؟ والإجابة عن هذا التساؤل تحتاج إلى الدراسة والبحث والتقصي كونها باتت ظاهرة لا بد من تفكيكها بصورة علمية لمعرفة الأسباب وطريقة علاجها. وأفاد حجار بأن المرحلة الثالثة هي التي يمكن وصفها بمرحلة العالم أو الفضاء الافتراضي وبدأت هذه المرحلة مع انتشار "الإنترنت" منذ منتصف التسعينات من القرن المنصرم ومن أهم خصائص هذا الانتشار التسارع غير المسبوق في الطرق التي يحصل عليها الناس على معلوماتهم فأضحت شتى أنواع المعلومات متوافرة لكثير من الناس من خلال هواتفهم الذكية أو أجهزة الحاسب المتنقلة، مشيرًا إلى أنه رافق التطور في وسائل الاتصال، تطور في التطبيقات التي أصبح الكثير يستخدمها بشكل يومي وغدت لكثيرين في شتى أنحاء المعمورة جزءًا من روتين حياتهم اليومية, ومن هذه التطبيقات ما أصبح يطلق عليه وسائل التواصل الاجتماعي وهو مصطلح يجمع عدة تطبيقات كتويتر وفيسبوك ويوتيوب. وبين أن من أهم الخصائص التي سرعت بالانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي هي سهولة التواصل والتفاعلية وقلة أو ندرة القوانين الخاصة بمحاسبة من يسيء استخدامها. وقال " إن العالم الافتراضي أفرز هو الآخر ظاهرة منتشرة في العالم الثالث كذلك وتحتاج إلى الدراسة والبحث بسبب وجود كثيرين ممن يسيئون استخدامه وعوضًا عن كون تطبيقاته المسماة التواصل الاجتماعي آلية للتنافر وإشاعة الكراهية سواء لأسباب شخصية أو مذهبية أو طائفية أو غير ذلك من الأسباب المرفوضة دينيا وإنسانيا". وأكد أن العمل الإعلامي هو صناعة بحد ذاته يحتاج لقوانين وتشريعات كما هو الحال مع باقي الصناعات ولعل أهم ما يتم تداوله عند الحديث عن العمل الإعلامي هو مدى الحرية التي يعمل بها وبأنها هي أساس للعمل الإعلامي الناجح، مع الوضع في الاعتبار أن للحرية آليات يجب الالتزام بها وأهم هذه الآليات أن تكون هذه الحرية مرتبطة بمسؤولية وعقد اجتماعي تجاه المجتمع الذي تعمل فيه الوسيلة الإعلامية مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل مجتمع ثوابته الدينية وعاداته وتقاليده. وقال: "إن الكلمة أمانة تحتاج إلى من يكون ملتزماً بها وينأى عما من شأنه الفرقة والتشرذم من أجل مكتسبات وحسابات شخصية لا تصب في المحصلة النهائية في مصلحة المجتمع، والدليل على أهمية تطبيق مبدأ الحرية المسؤولة أننا نرى خلافه ونقيضه واضحاً جلياً على العديد من القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تبث كل صنوف الفرقة والكراهية التي ترفضها النفوس السوية حتى أن البعض انطلاقاً من سوء الاستخدام من قبل مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي أصبح يطلق عليها وسائل التنافر الاجتماعي ومع قول ذلك فلن نكون متشائمين حيالها".