المليونير الصيني .. وصنائع المعروف

زيونج شويهوا مليونير صيني يبلغ من العمر 58 عاما، خرج من قريته فقيراً يسعى وراء أهداف أراد أن يحققها في هذه الحياة. كانت التحديات بالنسبة إليه وقوداً يصهر روحه فيكسبها المزيد من القوة والصبر.
خلال سنوات طويلة كوّن ثروة هائلة من عمله في مشاريع البناء وتجارة الحديد والصلب، لكن الشيء الجميل في هذا المليونير أنه لم يفقد الجانب الإنساني خلال رحلته نحو الكسب المادي، ولم يتنكر لجذوره ولقريته مسقط رأسه التي خرج منها فقيراً معدماً.
يقول: "كسبت مالاً أكثر مما كنت أتخيّل، لكني لم أكن أريد أن أنسى جذوري"، ولذلك عاد إليها مرة أخرى لا ليتباهى بما حصل عليه من ثروة أو ليشعر أهل القرية الفقراء أنه أصبح ثرياً، بل عاد ليسطر حكاية وفاء ندر أن نرى مثلها في عصرنا المادي هذا. قام بهدم كل أكواخ قريته وبيوتهم الطينية البائسة، وفي الوقت نفسه قام ببناء 72 شقة سكنية فارهة ومريحة لـ 72 عائلة لم تكن تحلم بها يوماً، وأثّثها بأثاث "مودرن" يحوي جميع المستلزمات العصرية.
كما بنى 18 منزلاً فخماً لـ 18 أسرة كانت تعامله معاملة استثنائية وأظهروا لطفاً وعناية به وبعائلته فتركت أثرها العميق في قلبه وروحه، وكنوع من الامتنان ورد المعروف على هذه المعاملة الإنسانية قام ببناء هذه المنازل الفخمة لهم، والتي كلفته أربعة ملايين جنيه إسترليني. يقول أحد أفراد هذه الأسر "أعرف والديه كانا في قمة الطيبة وكانا مهتمين بأمور الآخرين. لقد ورث ابنهما عنهما هذه الصفات" ويقول المليونير الصيني "أردت بهذا العمل أن أرد جميل مَن ساعدوني في صغري وساعدوا والدي أيضاً".
سكان القرية من كبار السن ومحدودي الدخل يمكنهم الآن، وبحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية التي نشرت هذا الخبر، الاستمتاع بثلاث وجبات يومياً طوال الحياة يدفع ثمنها المليونير من ماله الخاص.
لو كان "زيونج شويهوا" يحمل في داخله الإحساس بمرارة سخرية واستهزاء أهل قريته به حين خرج منها باحثاً عن رزقه، فهل تعتقدون أنه كان سيحسن إليهم كما فعل، ولو لم يكن أهله يتسمون بالطيبة والمحبة في تعاملهم مع أهل القرية، فهل كانوا سيحظون في المقابل بالمعاملة نفسها من أهل القرية؟!
هي معادلة لا تحتاج إلى فلسفة فهي ببساطة "ما تزرعه ستحصده يوماً.. فقط أحسن النيّة".
وخزة
على الإنسان أن يكون رحيماً؛ لأن الرحمة تجمع بين البشر. (ليو تولستوي)

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي