«داعش» وشيطنة العرب
المملكة العربية السعودية ترفل بحمد الله هي وشقيقاتها في الخليج العربي في أمن وأمان، وسط دول عربية عدة تتأرجّح من حولها. لقد واجهت بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة محناً أفضت إلى ضياع الأمن وامتهان الإنسان، وتسيُّد الخوف والجوع والتشرُّد والكراهية والقتل. وكانت المملكة وبقية دول الخليج حريصة على مساندة هذه المجتمعات وتكريس الاستقرار فيها. ذلك أن استقرار المجتمعات من حولنا يجعلها تعكف على التنمية التي تنعكس على رفاهية الإنسان.
لقد تفاءلت مجتمعات عربية بالتغيير، معتقدة أنها ستكون في حال أفضل؛ لكن من الواضح أن الأمور آلت إلى نتائج مُحبطة؛ إذ لم ينل الثائرون الرفاهية التي ينشدونها، بل إنهم فقدوا الأمان الإنساني والمجتمعي والغذائي والصحي والوظيفي.
إن البعض يتحاشى أن يصادم عواطف المتحمسين بإيراد هذه الحقائق؛ لكن الحقيقة واضحة للعيان. المجتمع العربي هو في أشد حالاته ضعفاً وهشاشة، وإذا استثنينا الخليج العربي ودولاً قليلة أخرى؛ فإن الصورة تبدو قاتمة، والوضع خطير جداً.
إن الحماس والغضب اللذين يملآن نفوس الشباب هناك، لا يُفضيان إلى حلول، بل إنهما يؤديان إلى التعقيد ويعطيان مزيداً من الجرعات التي تسهم في تقوية التطرُّف والإرهاب.
ولعل من السخريات إن بعض مَن لا يحبون "داعش" و"القاعدة" وسواهما قد ساعدوا على تكريسها في واقع تلك الدول الهشة. إن الوعي بخطورة هذا الواقع؛ هو الحائط المانع تجاه عملية "شيطنة" العالم العربي، التي تتشكّل صورتها في الإعلام الغربي رغماً عنا بسبب "داعش" والجماعات المتطرفة.