سعوديات ينافسن «الوجبات السريعة» في المتنزهات بالأكلات الشعبية

سعوديات ينافسن «الوجبات السريعة» في المتنزهات بالأكلات الشعبية

ثقتهن بجودة مذاق الطعام الذي يعددنه في البيت، جعلت ثلاث سيدات سعوديات من ربات البيوت ينظرن إليه كمصدر للدخل، في ظل ما كن يعشنه من ضيق ذات اليد. وشرعن في توسيع طاقة مطابخهن المتواضعة ليصنعن ما يكفي للبيع، وحددن منافذ البيع في شكل بسطات نصبنها في الطرق والمتنزهات القريبة من بيوتهن في مدينة الرياض.
يتراوح الدخل الشهري من بيع المأكولات الشعبية بين 3500 إلى 6000 ريال، يوفر لمن يزاولنه ولأبنائهن حياة كريمة، ويكفيهن ذل السؤال.
تقول أم محمد لـ "للاقتصادية" إنها رأت سيدات نجحن في بيع الأطعمة المنزلية في الطرق والمتنزهات وحققن اكتفاء ماديا من وراء ذلك، ولأنها طباخة ماهرة فكرت في أن تستغل هذه المهارة في تحقيق دخل إضافي ربما يفوق الدخل الأساسي المتمثل في معاش الضمان الذي تقول إنه لا يكفي لسد جميع حوائج الأسرة. ونجحت الفكرة وبدأت "أم محمد" في إعداد طعامها البيتي من جريش حائلي إلى جريش أهل نجد، إلى المرقوق والقرصان والمراصيع والكبيبة، علاوة على الحلى الشعبي، الحنين والمحلى والفريك، وكذلك خبز الصاج. تقول: "زبائني من كل فئات المجتمع، معظمهم محترمون وأخلاقهم عالية، لكن هناك قلة تأتي للمعاكسة فقط، وهناك من يأتون للسخرية فحسب"، لذا، طلبت "أم محمد" تخصيص مكان لها تبيع فيه مأكولاتها الشعبية، يجنبها عناء تحمل المعاكسين والساخرين، خلال وقوفها على الطريق لما يزيد على تسع ساعات يوميا.
دخل أم محمد الشهري 3600 ريال، يسد حاجتها، لكن منغصات الحياة أكبر، والمشكلة التي تنغص عليها حياتها هي طفلاها اللذان يعانيان تلفا سمعيا، ويحتاج كل منهما إلى سماعة طبية سعرها ثمانية آلاف ريال، وهي لا تملك هذا المبلغ. رغم أن "أم علي" تحمل تصريحا من أمانة منطقة الرياض لكنها تواجه مشكلة منعها من البيع في بعض الأماكن التي تنصب بسطتها فيها، وتقول إنها تعرضت للطرد من أكثر من مكان، ووصل الأمر إلى درجة التلفظ عليها بألفاظ غير لائقة من حراس الموقع (الحكومي) الذي نصبت بسطتها إلى جواره.
دخل أم علي الشهري نحو 6000 آلاف ريال، يزيد أو يقل، زبائنها يقبلون على الأكلات الجنوبية الشعبية التي تعدها ومنها العريكة والعصيدة وأكلات أهل نجد، الجريش والقرصان والكبسة والقشطية والبليلة.
"أم علي" أرملة لديها أربعة أبناء كبار، لم يجد أي منهم وظيفة حكومية أو خاصة، واثنان منهم يعانيان اضطرابات نفسية. كل هذا– تقول أم علي– لم يثن عزيمتها، بل على العكس زادها صمودا في مواجهة أعباء الحياة، والإصرار على الوصول بسفينة العائلة إلى بر الأمان.
أما "أم لطيفة" فتعول ثلاثة أطفال أيتام، لا يكفي الضمان الاجتماعي لقضاء حاجاتهم وحاجاتها، قرأت عن نجاح الكثير من السيدات في بيع الأطعمة الشعبية في الطرق، فانضمت إلى قائمة صاحبات بسطات الأكل، وأصبحت تحقق دخلا شهريا يقارب أربعة آلاف ريال.
أبرز الأكلات التي تعدها "أم لطيفة" هي الأرز بأنواعه، البرياني والصيني والإيراني، والفطائر التي يحبها الزبائن كثيرا، وفي الآونة الأخيرة أصبحت تقوم بإعداد مشروبات ساخنة، مثل القهوة والشاي والحليب بالزنجبيل والكابتشينو والقهوة التركية، كما تبيع أيضا المشروبات الباردة.
مطالب أم لطيفة تتلخص في توفير مواقع خاصة للبيع، تحتوي على مصلى للنساء ودورات مياه ومظلات تقي من قوة أشعة الشمس، كما طلبت توفير دعم مالي لها حتى تتوسع في عملها.

الأكثر قراءة