هل يتعمد المدربون الإقالة؟

هل تعمد الألماني رينهارد ستامبف مدرب الشباب، الإقالة، على الرغم من قرار إدارة النادي بإعفائه من منصبه بسبب تصريحات الأخير عقب مباراة النصر ذات الأهداف الثلاثة؟ وكان تبريرها غير مقنع بعد انتقاده المستوى السيئ للبدلاء أمام الملأ.
بالطبع السؤال الأول يعد صعبا الإجابة عنه في ظل الأمانة الأخلاقية التي تعد من مقاييس كرة القدم، وفن وأسلوب اللعبة الشعبية، ولكن ماذا في سلسلة الإقالات التي تشهدها منافسات “عبداللطيف جميل” ويكثر الرقم موسميا؟ فهل من المعقول أن يكون رقم المقالين حتى الآن ثمانية مدربين!
أعتقد أن الرقم كبير عند مقارنته برقم الجولات التي لعبت، بعد تسريح كل من: الإسباني ماكيدا (الفتح)، خالد القروني (الاتحاد)، البلجيكي مارك بريس (نجران)، الجزائري توفيق روابح (التعاون)، التونسي عماد السليمي (الرائد)، التونسي ناصيف البياوي (هجر)، والإسباني كانيدا (النصر).
وحسب الإحصائيات شبه الرسمية بأن 160 مدربا أقيلوا من الأندية خلال سبع سنوات “ناهيك عن الأرقام المخيفة على مستوى المنتخب السعودي”، فالأرقام إذا قورنت بأي بلد آخر في العالم فإنها لم تسجل بعد، وعند البحث في الأسباب نجد أن العامل الأول هو أن الأندية لا تجد حلا لتعثرات فرقها سوى إقالة مدربيها ليكونوا شماعة الفشل بدلا من إلقاء اللوم على اختياراتها، أو على أداء لاعبيها الذين لا يمكن تغييرهم كاملا، كون الأمر يبدو صعبا، وربما مستحيلا.
في المقابل، هنالك بعض المدربين يتعمدون المغادرة بعد أن يواجهوا ضغوطا مختلفة لا يعرفونها إلا بعد مواجهة الواقع المرير من تدخلات إدارية خفية أو جماهيرية، فإذا تواصل الفشل يحاول المدرب تخليص نفسه من هذه الورطة، وهذا الشيء ملاحظ وقد نتابعه مع الأندية الكبيرة.
وقد نرى عقودا تفسخ بالتراضي كما حدث بين الفتح وماكيدا، وقد نرى تقديم استقالة، كما حدث بين البلجيكي مارك بريس مع نجران، بعدما قدم استقالته وعللها بسبب سوء الأوضاع الإدارية والفنية مرة، وسوء أرضية الملعب، وعدم جاهزية صالة الحديد بشكل كامل مرة أخرى، وعدم حل مشكلات اللاعبين المالية ثالثة، ما جعله يتقدم باستقالته.
وأصبحت الجماهير على موعد متوقع مع إقالة أي مدرب لأحد الأندية مع نهاية كل جولة، بسبب تكرار التعادلات والخسائر، فالظاهرة ليست جديدة، لكنها ما زالت مبعثا للتساؤل حول تكرارها، وإدارات الأندية تضع نفسها في موقع الاتهام من التخبط الفني، الذي يحدث مسببا عدم استقرار فرقها، فهل هي المسؤولة فعلا عن سوء اختياراتها؟ أم أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بالمدربين أنفسهم؟ وأن إقالة المدربين عرف سائد، وأصبح أمرا غير مستغرب بيننا.
وقد يرى البعض أن الإقالات لا تتم إلا بعد التعرض لأسباب قهرية وجوهرية، ولا سيما أن الهزائم تعد أمرا طبيعيا في عالم كرة القدم، والاستعجال في حصد النتائج وعدم وجود علاقة حميمة في منظومة العمل بين الإدارة والمدرب واللاعبين تخلق قرارات سريعة.
فالإقالات شعار مشترك لجميع الأندية إذا فرضنا ذلك جدلا، وعدم الصبر على استراتيجية المدربين بحثا وراء تحقيق البطولات والنتائج الإيجابية دون تأنٍ يعد سببا آخر، ولا بد أن يفهم الإداريون أن إقالة المدرب “قرار إداري بحت” أمر مزعج لا يخدم فريقهم، ويتسبب في عدم استقراره.
فالأندية هي التي تهيئ الأجواء الصعبة التي تدفع المدربين للإسراع بالاستقالة أو الإقالة، وبعد نهاية الجولة الـ 13 سنتوقع إقالة مدربين كان لهم أوزانهم الكبيرة عندما تم التعاقد معهم في البداية ووصلوا إلى السعودية بهالة إعلامية كبيرة ووصفوا بأنهم مدربون أفذاذ سيغيرون مستويات الفرق، ولكن حقيقة تبددت هذه الأطروحات بمجرد قيادة الفرق منذ المباريات الأولى. إذن لا بد من تغيير هذه الثقافة السلبية في طريق إقالة أو طرد المدربين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي