«شيخ الصيارفة»: اندماج محال الصرافة كارثة .. مررنا بتجربة فاشلة

«شيخ الصيارفة»: اندماج محال الصرافة كارثة .. مررنا بتجربة فاشلة

قال لـ "الاقتصادية" عادل ملطاني شيخ الصيارفة، إن اندماج محال الصيارفة حدث مرة واحدة وتكراره يعد كارثة على القطاع، ويرى أن أي تفكير في هذا الاتجاه أمر لا يتمناه جميع الصيارفة.
وأكد عدم وجود بوادر لأي نوع من الاندماجات في السوق بعد أكبر اندماج بين الصيارفة، الذي كانت نتيجته إنشاءهم بنك البلاد، موضحا أن الاندماج يعده الصيارفة شرا عليهم ولا يتمنون حدوثه بقوله: "انعكاس الاندماج على سوق الصيارفة سلبي على القطاع وعلى العاملين فيه، كما أنه يعد مؤشرا على الخسارة، التي ــ ولله الحمد ــ غير موجودة في قطاع الصيارفة، ولكن ربما تندمج بعض المحال الصغيرة للصيرفة مع المحال الكبيرة، ولكن ليس أكثر من ذلك".
وأشار ملطاني إلى أن أرباح موسم العمرة تراوح عادة ما بين 40 و50 مليون ريال يوميا، ولا تقل عن 35 مليون ريال، ويمتد حتی فترة الربيع التي ينشط فيها التبديل بين السعوديين، حيث يرتفع فيها تبديل الدولار واليورو دون غيرهما من العملات، وينقص التنوع في العملات لأقصى حد، موضحا أنه في غير موسم الحج تتراجع أرباح محال الصرافة لأقصى الحدود، ليصل إجمالي أرباح جميع محال الصرافة إلى مليون و200 ألف ريال في اليوم الواحد، لافتا إلی أن موسم الحج هو الفترة التي تحقق فيها محال الصرافة أرباحها الموسمية.
وأضاف أنه لا يزال الدولار الأمريكي العملة الأكثر طلبا، حيث يعد أكثر العملات أمانا لثبات سعره أمام الريال، وهو العملة الأكثر تبديلا بلا منافس، لأن تبديله في أكثر من 60 في المائة من البلدان التي يذهب إليها الفرد للسياحة يكون أفضل وأوفر لفروقات السعر.
وبيّن أن الوضع يعد مختلفا عما كان عليه قبل عامين، حيث كان لتقليص عدد الحجاج وتراجع عدد المعتمرين الأثر الكبير في حجم أرباح محال الصرافة.
وأوضح أن تبديل العملات يختلف بين الصرافين رغم أن الاعتماد الأول على مؤشر العملات وسعر الصرف فيه. وتنطوي هذه المهنة على العديد من الأسرار وتحتاج إلى الحنكة والخبرة لرفع الأرباح وجذب المكاسب الكبيرة، وكي ينجح العامل في القطاع يحتاج إلى معرفة قراءة السوق. وأشار إلى أن توحيد أسعار التبديل ليس مطلبا للصيارفة، لأنه من الممكن أن تنتهى المنافسة بين الصيارفة، ولكن هذا لا يمنع اعتماد الصيارفة على مؤشر الصرف في غالبية تعاملاتهم، مضيفا أن مؤسسة النقد نظمت أعمال الصرافة، فهي الجهة المختصة بإصدار التصاريح والمراقبة وقال: الحقيقة لقينا تجاوبا كبيرا من مؤسسة النقد مع جميع الخطابات التي بعثناها لها، والتي حددت متطالباتنا.
وأشار إلی أن أكثر ما يعانيه القطاع في الوقت الحالي تذبذب سعر صرف اليورو الذي يتراجع يوما بعد يوم، وقد تسبب في خسائر كبيرة أثرت في عمل الصيارفة ووصلت الخسائر إلى نحو 7 في المائة. وتبع اليورو الثمانية العملات التابعة له وعلى رأسها العملة السويدية والأسترالية والكندية، فحين يشتريه الصيارفة من الحجاج اليوم مثلا ويهبط غدا يخسرون فيه. وأكد أن الأحداث التي تكون داخل المملكة لا تؤثر في قطاع الصرافة ولا في أرباح الصرافين، مبينا أن أكثر ما يؤثر في القطاع هي الأحداث السياسية والاقتصادية وانتشار الأمراض في الدول التي يأتي منها الحجاج، فهم المكسب الحقيقي لملاك المحال، موضحا أن سلة العملات التي كان يتم تداولها في سوق العملات تغيرت وتغير ترتيب العملات الأكثر صرفا بسبب التغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية للدول التي يأتي منها الحجاج، فبعد أن كان الجنيه المصري الأكثر تبديلا لسنوات خلال مواسم الحج ويتصدر معدل عمليات الصرف شهد تراجعا كبيرا بعد الثورات المصرية، وتراجع عدد من العملات كالتركية والنيجرية والتشادية، وخرج عديد من العملات كالليرة السورية والدينار الليبي اللذين أوقف التعامل بهما وتراجع إنفاق حجاج بعض الدول وعمدوا إلى التقليل من المصروفات والقدوم قبيل الحج والسفر بعده مباشرة للحد من المصروفات وتقليل معدل الإنفاق كالحجاج الأردنيين والحجاج الخليجين استبدلوا الأموال بالبطاقات الائتمانية ولم يصل صرف العملات الخليجية حتى 10 في المائة بينما تتجنب عديد من الصيارفة التعامل مع الريال الإيراني لصعوبة تصريفه، فأصبح لا يتعامل به إلا الصيارفة الذين يستطيعون تصريفه، عن طريق بيعه على الحجاج الإيرانيين أنفسهم. وتأتي عملات الأسواق الناشئة لتوجد لنفسها مكانا في مقدمة ترتيب العملات الأكثر تبديلا مثل بعض العملات الآسيوية التي فرض وجودها حجاج تلك البلاد، حيث أتوا بعملات بلادهم الأصلية حتى اتخذت ترتيبا متقدما، حيث جاءت بعد الدولار واليورو مثل الروبية الإندونيسية والروبية الهندية، وقد حرصوا على القدوم بعملاتهم لارتفاع سعر الدولار في بلادهم وارتفاع الضربية عليه، كذلك بسبب سعر الصرف.
وأبان أن السماسرة في الخارج يسعون لشراء عملات الدول التي تشهد اضطرابات لأسباب تتعلق برغبتهم في إبقائها لفترات مستقبلية حتى يتحسن وضعها ثم إعادة بيعها، الأمر الذي يخالفهم فيه بقية الصرافين ويتخلصون منها بشكل مباشر. وقال: سابقا كان هناك سماسرة يوجدون في المنطقة المركزية للحرم ويتلاعبون بسعر العملات لكن تم القضاء على هذه الظاهرة. وأكد أنه من غير الممكن أن تكون بعض محال الصرافة جسرا لغسل الأموال خاصة بعد خروج جميع محال الصرافة غير المصرح لها بالعمل من السوق، والمراقبة المشددة التي فرضت على العاملين في القطاع، التي قضت على أي فرصة لوجود غسل أموال، مشددا علی أن الدور ينصب كاملا على مؤسسة النقد الجهة المخولة بتنظيم سوق الصرافة وتسهيل عمل الصرافين.

الأكثر قراءة