دوغة الغراش في الإحساء .. مزار سياحي يجذب عشاق الزمن الجميل
في الجزء الغربي من جبل القارة المعروف تاريخيا بأنه من عجائب الدنيا، حيث تجده في شدة الحر باردا من الداخل وفي قسوة البرد دافئا، تقع (دوغة الغراش) أو بيت الدوغة كما يحلو للبعض تسميته، وهي عبارة عن معمل يدوي يتم فيه صناعة الأواني الفخارية من الطين. والدوغة هي المكان الذي يتم حرق الخزف فيه، وقد أصبحت أحد المعالم السياحية في واحة الأحساء الأثرية.
وعند دخولك للبيت تشم فيه رائحة الماضي وعبق المستقبل، بعد أن أصبح مزارا لكل من يقصد الأحساء، فاتحا ذراعيه لاستقبال جميع الوفود طوال أيام الأسبوع من الزائرين والسياح من مختلف مناطق المملكة من المواطنين والمقيمين والخليجيين والوفود الأجنبية، حيث يتوافد الكثير من الزوار من دول الخليج خاصة من البحرين وقطر والإمارات، ليعودوا بالذاكرة قليلا للوراء ويتذكروا الماضي.
#2#
والتقت "الاقتصادية" المواطن سامي عبدالله البراهيم من الدمام الذي قال إن هناك تطورا كبيرا في الأحساء عن قبل، وأن هناك اهتماما بالمجال السياحي خاصة ما يتعلق منه بالماضي الجميل.
وأضاف: أتيت من الدمام بصحبة العائلة لنزور الأحساء، لأني سمعت بوجود أماكن سياحية كثيرة، حيث زرنا جبل القارة ومطعم زمان أول ودوغة الغراش، حيث اشترينا بعض الأواني والتحف الفخارية، وسنقوم بزيارة سوق الحريم الموجودة في القيصرية، وما لفت انتباهه هو طيبة أهل الأحساء وكرمهم. وفي نهاية حديثه قال سامي: أتمنى أن تكون الأحساء هي المزار الأول في المملكة.
أما المواطن مسلم بو عريش فقال: بين فترة وأخرى أزور الدوغة مع الأهل والأبناء، من أجل اطلاعهم على التراث القديم والتعرف على الحرف التي كان الآباء والأجداد يمارسونها، بالإضافة إلى شراء بعض الحاجيات، والملاحظ أن هذه الأعمال بدأت تندثر. ودعا بو عريش الجميع لزيارة الأماكن التراثية والتعرف على تراث البلاد.
وأبدى إبراهيم المحيطيب إعجابه بالدوغة وقال: المكان جيد وأنا أقوم بزيارته كل فترة وأخرى لشراء بعض الأواني الفخارية مثل المباخر والمسخنة وغيره من الفخاريات، ودائما ما أصطحب العائلة معي لكسر الروتين اليومي، ومن أجل أن يشاهد الأبناء حرف الآباء سابقا.
ونظرا للظروف الصحية التي يمر بها صاحب الدوغة العم السيد علي الغراش، ولحبه لهذه المهنة العريقة، فإن حسن علي الشوملي معلم التربية الفنية الذي تعلم على يد الغراش منذ أكثر من 20 سنة، يقوم بهذه المهنة باستمرار خلال الفترة المسائية.
وعن مدى الإقبال على الدوغة قال الشوملي: هناك إقبال كبير من السعوديين من جميع مناطق المملكة، وكذلك من العرب والأجانب من أمريكا وسويسرا وكندا، لأنهم يعملون في الشركات الكبرى في المملكة، في الجبيل أو أرامكو، ويكون برفقتهم مترجم يوضح لهم كيف تتم الصناعة، أما في الفترة الأخيرة فأصبحت هيئة السياحة والآثار هي من تقوم بتنظيم جولات لهم.
وعن أكثر الجنسيات إقبالا على الشراء، قال الشوملي: يعتبر السعوديون والخليجيون هم الأكثر، لأن الأجانب يخشون من زيادة الأوزان أثناء السفر بالطيران. وعن أهم العوامل التي يجب توافرها لتعلم المهنة أفاد: اليد الحرفية والثقة والصبر، لأن الكثير من الشباب تعلموها وسرعان ما تخلوا عنها لعدم قدرتهم على تحمل التعب.