الوقود سيبقى رخيصا في سويسرا طوال الشتاء
لم تصل أسعار الوقود والمحروقات إلى هذا السعر المتدني في سويسرا منذ خمس سنوات. اللتر الواحد من البنزين الخالي من الرصاص (95 أوكتان) يباع اليوم في محطة تعبئة الوقود بأكثر قليلا من 1.50 فرنك (1.5 دولار في سعر الدولار) مقابل 1.83 فرنك في أيار (مايو) الماضي.
وتباع 100 لتر من وقود التدفئة "المازوت"، واصل إلى خزانات تعبئة الوقود للشركات والمباني، بحدود 78 فرنكا (78 دولارا) مقارنة بـ 113 فرنكا في كانون الثاني (يناير) 2014.
وسجل البنزين في محطة تعبئة الوقود في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي سعرا قدره 1.74 فرنك للتر، ثم 1.81 فرنك في الفترة من شباط (فبراير) إلى آذار (مارس)، حتى بلغ السعر أقصاها إلى 1.83 في أيار (مايو)، قبل أن يبدا في الهبوط إلى 1.79 في حزيران (مايو).وواصل السعر هبوطه إلى 1.75، و1.69، و1.64، و1.60، و1.58، و1.55، و1.52 فرنك من حزيران (يونيو) إلى نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، على التوالي.
غير أن مؤشر هبوط وقود التدفئة "المازوت" كان أكثر حدة، فبعد أن بلغ 113 فرنكا في كانون الثاني، وصل إلى 108 فرنكات في حزيران (يونيو) ثم 105 و95 فرنكا في تشرين الأول (أكتوبر)، قبل أن يسجل هبوطا حادا خلال فترة قصيرة تمتد من منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) إلى آخر كانون الأول (ديسمبر) من 92 فرنكا إلى 78 فرنكا.
ورغم هذا الهبوط الحاد في أسعار النفط، فإن معدل انخفاض أسعار البنزين في محطات تعبئة الوقود كان أدنى بكثير من معدل انخفاض برميل النفط.
الاتجاهات الجديدة للنفط هذه، مكنت الأسر والشركات تحقيق وفورات مالية كبيرة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي، حسب ما قاله لـ "الاقتصادية"، فيليب رودريك، من اتحاد النفط السويسري، استنادا لأرقام قدمها لـ"الاقتصادية".
ويضم الاتحاد 27 عضوا من المؤسسات المعنية بالنفط، ويتولى تأمين 95 في المائة من واردات سويسرا من النفط الخام والمنتجات النفطية الأخرى.
وقال "إن حكمة هذا العام تقول لأصحاب المؤسسات الصناعية والشركات، والمباني السكنية: لا تتعجلوا في ملء الخزانات بالوقود أو المازوت، فإن لم تشتروهما بسعر يقل قليلا عن أسعار الربع الأول، فلن تشتروها بأعلى"، حسب تعبير رودريك.
ومع ذلك، فإن "كل هذه البشائر السعيدة لم تهز توافق العديد من المختصين النفطيين بأن الانخفاض المستمر لأسعار النفط لا يمكن أن يمتد إلى مدى أبعد من ربيع العام المقبل"، حسب رودريك.
وأضاف "حتى الآن فإن بعض المختصين النفطيين هم أكثر حذرا في الاستفادة من أسعار منخفضة مضمونة للوقود خلال الربع الأول بدلا من انتظار أسعار أكثر مواتاة في الربع الثاني أو الثالث أو الرابع من العام الحالي".
وأكد وجود سعي من قبل المشترين لشراء كميات كبيرة من النفط الخام المتاحة حاليا في السوق "لكن في المقابل فإن حسابات النفقات النفطية للربع الأول من العام المقبل وما بعده غير واضحة المعالم بعد".
واعتبر وجود أي تنبؤ يتعلق باتجاهات أسعار النفط لما بعد الربع الأول من العام المقبل "لا يزال محفوفا بالمخاطر".
وأضاف "لأول مرة في تاريخ الصناعة النفطية نواجه وضعا فريدا. فجزء كبير من الشرق الأدنى تعمه الحرب والإضطرابات، وفي ذات الوقت هناك انخفاض قوي في أسعار النفط، وعليه لا يمكننا القول أن علينا أن نستخلص الدروس من الماضي، فليس في الماضي حالة مماثلة"، حسب تعبير رودريك.