كأس آسيا : اليابان وفلسطين.. الخبرة والمواهب والالقاب بمواجهة العزيمة والتصميم

كأس آسيا : اليابان وفلسطين.. الخبرة والمواهب والالقاب بمواجهة العزيمة والتصميم

سيكون ملعب "نيوكاسل ستاديوم" غدا الاثنين مسرحا لمباراة الخبرة والمواهب بمواجهة العزيمة والتصميم وذلك عندما تلتقي اليابان حاملة اللقب مع فلسطين في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس اسيا 2015.
ومن المؤكد ان المواجهة غير متوازنة على الاطلاق كونها تجمع بين فريق يحمل الرقم القياسي بعدد الالقاب في مستهل حملة دفاعه عن تتويجه الرابع واخر يخوض غمار البطولة القارية للمرة الاولى في تاريخه نتيجة تتويجه بكأس التحدي.
وتحمل مشاركة المنتخب الفلسطيني في نهائيات البطولة القارية نكهة خاصة خصوصا في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.
ويشعر الوسط الرياضي الفلسطيني بالفخر لوصول منتخبه لأول مرة في تاريخه الى نهائيات كأس اسيا ويأمل ان يحقق نتائج مثمرة ومن اهمها تجسيد التطور الهائل للكرة الفلسطينية خلال السنوات القليلة الماضية.
وبحسب مسؤولين في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فان الظروف والتعقيدات السياسية التي تعيشها الاراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال الاسرائيلي تحول دون خلق منتخب فلسطيني اكثر تطورا.
وقد تحدث امين عام الاتحاد عبد المجيد قبيل انطلاق البطولة لوكالة فرانس برس برس قائلا: "رغم كل الظروف التي يسببها الاحتلال الاسرائيلي، وصلنا الى استراليا وهدفنا اثبات انسانيتنا وتحقيق ما عجزت عنه السياسة".
ومثلما تشهده اروقة السياسة في ما يخص الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فان وصول المنتخب الفلسطيني الى استراليا جاء في خضم صراعا مماثل يجري بين الاتحادين الفلسطيني والاسرائيلي في اروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وطالب رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب اكثر من مرة الاتحاد الدولي بمعاقبة الاتحاد الاسرائيلي بسبب القيود التي تفرضها السلطات الاسرائيلية على حرية حركة الرياضيين الفلسطينيين.
وحصلت فلسطين بفضل تتويجها بكأس التحدي في المالديف على حساب الفيليبين (1-صفر) على جائزة افضل منتخب في اسيا لعام 2014 من قبل الاتحاد القاري، ما قد يشكل دافعا قويا للظهور بمستوى جيد خلال البطولة.
وتدين فلسطين بوجودها في نهائيات البطولة القارية الى اشرف نعمان (الفيصلي السعودي)، احد اللاعبين الستة المحترفين في الخارج، اذ كان صاحب هدف الفوز بالمباراة النهائية لكأس التحدي.
ويشرف على المنتخب الفلسطيني احمد الحسن ومساعده صائب جندية، حيث تسلم الاول ادارة المنتخب بعد استقالة الاردني جمال محمود الذي قاد فلسطين الى لقب كأس التحدي في ايار/مايو الماضي.
وقال الحسن في اتصال مع اذاعة صوت فلسطين في رام الله في الضفة الغربية "لا شيء مستحيلا في عالم كرة القدم، والخطط الفنية لكافة المنتخبات باتت معروفة، لكن تبقى الفروقات الفردية للاعبي المنتخبات القادرين على تحقيق النتيجة".
واضاف "المنتخب الياباني يمتلك لاعبين محترفين، ولديه خبرة كبيرة، لكن في ذات الوقت لدينا لاعبين يمكنهم مجاراة لاعبي المنتخب الياباني، وما يمتلكه لاعبو منتخبنا من روح قتالية وفدائية قد يفتقر لها العديد من لاعبي المنتخبات المشاركة".
وتخوض فلسطين التي تحضرت لمغامرتها القارية الاولى بهزيمتين امام السعودية (صفر-2) واوزبكستان (صفر-1) وفوز على فيتنام (3-1) وتعادل مع الصين (صفر-صفر)، النهائيات بتشكيلة تعكس الواقع الفلسطيني الجغرافي والسياسي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
ومن المؤكد ان المدرب الحسن يعول بشكل اساسي على خبرة المحترفين في الخارج وهم الحارس رمزي صالح (سموحة المصري) الذي حافظ على نظافة شباكه في كأس التحدي، والمدافعان عبد اللطيف البهداري (الوحدات الاردني) واليكسيس نورامبوينا (بلخاتوف البولندي) ولاعب الوسط جاكا حبيشة (كاراكا السلوفيني) ومحمود عيد (نايكوبينغس السويدي) اضافة الى اشرف تعمان.
ولم يتمكن اللاعب هيثم ذيب الذي يعمل في احدى المدارس العربية داخل اسرائيل من الالتحاق في المنتخب في استراليا خوفا من خسارة وظيفته.
وبعيد عن الظروف السياسية، يقول عبد الناصر بركات مدرب المنتخب الفلسطيني الأولمبي ان المنتخب خضع لفترة اعداد كافية قبيل التوجه الى استراليا.
غير ان بركات اضاف لوكالة فرانس برس "برغم ان الاعداد كان جيدا الا ان مواجهة المنتحب الفلسطيني مع اليابان ستكون مهمة صعبة عليه".
ويضيف "صحيح ان اليابان تحظى بمستوى رفيع، لكن هذا يجب ان لا يدفعنا للاستسلام، وانما الى تقديم افضل ما لدينا للظهور بمستوى مقبول رغم فارق الامكانات".
ويراهن بركات على المنتخب الفلسطيني في تحقيق نتائج ايجابية امام العراق والاردن، تمكنه من الانتقال الى الدور الثاني: "منتخبا الاردن والعراق لا تختلف امكاناتهما كثيرا عن فلسطين خلافا للمنتخب الياباني". غير ان المدرب حسن حسين يقول بانه "لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم".
ولم يلتق المنتخب الفلسطيني مع نظيره الياباني سوى مرة واحدة في دورة الالعاب الاسيوية في العام 2002، وانتهت لصالح اليابان 2-صفر، والتقيا على المستوى الاولمبي هذا العام وفازت اليابان 3-صفر.
ومن البديهي انه ورغم عزيمة واندفاع المنتخب الفلسطيني فان نقاط المباراة الثلاث مرشحة بقوة للذهاب الى اليابان بقيادة مدربها المكسيكي خافيير اغويري الذي تسبب بجدل كبير بسبب ورود اسمه في فضيحة تلاعب بالنتائج.
ومن المفترض ان يمثل اغويري امام محكمة في فالنسيا الاسبانية في شباط/فبراير المقبل بعد ورود اسمه في فضيحة التلاعب بالنتائج التي تعود الى عام 2011 حين كان مدربا لريال سرقسطة.
ونفى اغويري الذي قاد بلاده الى الدور الثاني من كأس العالم لعامي 2002 و2010، هذا الاتهام الذي لا يبدو انه يؤثر على الاتحاد الياباني اذ اكد تمسكه بخدماته.
وبرغم شبح تلاعب اغويري، تبقى اليابان مرشحة فوق العادة للدفاع عن لقبها الذي احرزته في قطر 2011 بشق النفس على حساب استراليا 1-صفر، رافعة عدد القابها الى اربعة ومنفردة في الرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع السعودية وايران.
ويخوض منتخب السامواري النهائيات بعد خروجه من الباب الضيق في مونديال 2014 ما تسبب باستقالة مدربه الايطالي البرتو زاكيروني. لكن الفوز الساحق على هندوراس 6-صفر ثم استراليا 2-1 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي منح اغويري الثقة، وذلك بعدما اعاد استدعاء لاعب الوسط المخضرم ياسوهيتو اندو صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية.
كما عاد نجم الفريق كيسوكي هوندا الى مستوياته المعروفة فيما ينتظر شينجي كاغاوا العائد الى بوروسيا دورتموند الالماني من مانشستر يونايتد الانكليزي اعادة اكتشاف موهبته الضائعة مع الشياطين الحمر.
بيد ان اليابان تحتاج الى تعزيز خطها الدفاعي الذي دمره نيمار ورفاقه برباعية نظيفة امام البرازيل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وتبرز ايضا في تشكيلة الساموراي الازرق اسماء يوتو ناغاتومو (انتر ميلان الايطالي)، شينجي اواكازاكي (ماينتس الالماني)، والقائد ماكوتو هاسيبي (اينتراخت فرانكفورت الالماني).
وتعرضت اليابان لضربة قاسية قبيل انطلاق البطولة باصابة في الركبة لمدافع شالكه الالماني اتسوتو اوتشيدا (26 عاما) الذي حمل الوان بلاده 71 مرة، فاستدعى اغويري بدلا منه مدافع كاشيما انتلرز ناوميتشي اويدا.
لم تخض اليابان التصفيات بحكم تتويجها في النسخة الاخيرة في قطر، فحصلت على هذه الميزة مع وصيفتها استراليا (المضيفة ايضا) وكوريا الجنوبية الثالثة.

الأكثر قراءة