رياضيو البارالمبية: فاجعتنا كبيرة

عاشت رياضة الاحتياجات الخاصة خلال السنوات الماضية، نقلة نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ تمثلت في توفير بيئة خصبة ودعم لا محدود، وجد فيها رياضيو هذه الفئة بكل إعاقاتهم كل ما يلبي احتياجاتهم لتنمية وصقل مواهبهم الرياضية التي تعينهم على الإبداع والتفوق.

وحققت منتخبات اللجنة البارالمبية إنجازات كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين تجاوزت الـ 600 ميدالية بكل أنواعها، في محافل دولية وعالمية وإقليمية.

وكان خادم الحرمين الشريفين- رحمه الله- قد وجه بإنشاء 15 ناديا تمارس فيها كل المنافسات الرياضية والأنشطة الثقافية والاجتماعية في كل من: الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، عسير، القصيم، حائل، الجوف، الباحة، جازان، نجران، تبوك، جدة، الأحساء، والطائف، تستهدف الرياضيين من ذوي الإعاقة الحركية، إعاقة الشلل الدماغي، الإعاقة البصرية، إعاقة التوحد، الإعاقة الذهنية، وإعاقة متلازمة داون، قدمت نجوما مختلفين، أبرزهم أسامة الشنقيطي من نادي المدينة المنورة، وهو السعودي الوحيد الذي عزف له السلام الملكي السعودي في محفل أولمبي ودولي على مستوى الرياضات السعودية، بعد تتويجه بالميدالية الذهبية والمركز الأول في منافسة الوثب الطويل في دورة الألعاب البارالمبية 2008 في الصين (إعاقة بصرية).

وقال أحمد المقيرن رئيس اللجنة البارالمبية العربية السعودية "كان خادم الحرمين الشريفين رحمه الله، الأب الحنون لأبنائه الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان رحمه الله الداعم الأكبر لهم ورجل إنجازاتهم، حيث وفر لهم بيئة وجدوا فيها كل ما يلبي احتياجاتهم".
وأضاف "ما قدمه ملكنا الراحل لهذه الفئة انعكس بلا شك على رياضتنا التي نشرف عليها، حققنا إنجازات كبيرة في محافل دولية وإقليمية عديدة، لعل أبرزها تتويجنا بلقب كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات متتالية، وتحقيق الميداليتين الذهبية والبرونزية في دورة الألعاب البارالمبية 2008 في الصين عن طريق النجم أسامة الشنقيطي (إعاقة بصرية)".

وحظي منتخب كرة القدم باستقبال تاريخي منه رحمه الله عقب نجاحهم في تحقيق لقب كأس العالم للإعاقة الذهنية لكرة القدم "إيناس" عام 2006 في ألمانيا، وأمر بتكريمهم ثلاث مرات عقب تحقيقهم أيضا اللقب نفسه عام 2010 في جنوب إفريقيا، و2014 في البرازيل.
#2#
كما قلد الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى للاعب هاني النخلي المعاق بالشلل الدماغي بمناسبة تحقيقه الميدالية الفضية في مسابقة رمي القرص في دورة الألعاب البارالمبية 2012 في لندن، حيث استقبله في قصره في جدة.
وقال خالد الحسين نائب رئيس اللجنة البارالمبية العربية السعودية "خادم الحرمين الشريفين- رحمه الله ـ كان حريصا كل الحرص على أبنائه المواطنين، ومن بينهم رياضيو الاحتياجات الخاصة، توجيهاته دائما للمسؤولين في القطاع الرياضي بالمحافظة عليهم، والعمل على الارتقاء بهم ورعاية البارزين منهم والاهتمام بهم".

وأضاف "استقباله رحمه الله وتكريمه أبناءه الرياضيين هو استمرار لما يحظى به أبناء المملكة العربية السعودية كافة من رعاية كريمة وحرص على رفعة شأن وطنهم في المجالات جميعها، ومن ضمنهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أثبتوا أنهم ذوو قدرات مميزة بما حققوه من إنجازات لوطنهم في الدورات والبطولات التي شاركوا فيها على المستوى العربي والقاري والدولي".

فيما وصف محمد الخريجي أمين عام اللجنة البارالمبية، وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك بن عبد العزيز آل سعود، بـ "الفجيعة"، التي تألم لها أبناؤه من ذوي الاحتياجات الخاصة، متسائلا: "وكيف لا تكون فجيعة وهو الداعم الأول لهم والراعي لاحتياجاتهم كافة؟"، مضيفا أن فقد الملك عبد الله أصاب جميع أبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة بـ "الصدمة الكبرى"، إلا أن عزاءهم الوحيد هو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وعضد الملك عبد الله مقاليد الحكم، ليكون خير خلف لخير سلف في دعم أبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبه، أكد هاني النخلي المتوج بفضية رمي القرص في دورة ألعاب 2012 لندن، أن تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين بوسام الملك عبد العزيز هو أعظم إنجاز حظي به، وقال "قبل خوض ألعاب الدورة توقعت أن أكرم من قبل القيادات الرياضية، لكن حصولي على هذا الوسام الكبير الذي يحمل اسمَ موحِّد هذه البلد جعلني شخصا مختلفا، أصبحت رياضيا سعوديا من نوع خاص، أصبح الجميع يعرفني، كان هذا التكريم أكبر إنجاز ممكن أن يحظى به رياضي وتشرفت به، رحم الله خادم الحرمين الشريفين الأب الحنون والملك الطيب، كلماته لي حفرتها في مخيلتي، لن أنساها أبدا حينما قال لي: الوطن يفخر بك".