ترقب انطلاق برنامج التمويل الشامل للمشاريع السياحية هذا الأسبوع

ترقب انطلاق برنامج التمويل الشامل للمشاريع السياحية
هذا الأسبوع

توقع الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار انطلاق برنامج التمويل الشامل للمشاريع السياحية هذا الأسبوع.
وقال الأمير سلطان خلال رعايته مراسم توقيع عقد تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية في المتحف الوطني في الرياض أمس: "نستشرف قريبا هذا الأسبوع انطلاق برنامج التمويل الشامل وهذا قد يكون من أهم المسارات التي ينتظرها المواطنون والمستثمرون".
وأكد أن السياحة الوطنية لا يمكن أن تنطلق وتتطور إلا بوجود التمويل من الدولة الذي يعزز من قدرات المستثمرين للانطلاق في مرافق الإيواء والترفيه والمسارات الاستثمارية الكبرى الأخرى، أملًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين أن ينطلق ذلك ويقر بعد أن تم إقرار الاتفاقية المشتركة من وزير المالية ورئيس الهيئة وأقر من المجلس الاقتصادي الأعلى وهو الآن على طاولة مجلس الوزراء.
وحضر حفل توقيع عقد تأسيس شركة الضيافة التراثية الأمير خالد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية، والأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، والمهندس عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية، والمهندس إبراهيم السلطان أمين منطقة الرياض، والدكتور خالد طاهر أمين منطقة المدينة المنورة، والمهندس هاني أبو راس أمين جدة، والمهندس عادل الملحم أمين الأحساء.
ووقع عقد تأسيس الشركة مندوبو الجهات والشركات المساهمة، وهي: (صندوق الاستثمارات العامة، وشركة طيبة القابضة، وشركة دور للضيافة، وشركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري، وشركة الرياض للتعمير، وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني)، وذلك بحضور عدد من مسؤولي الجهات الحكومية والشركات المساهمة في المشروع.
وفي كلمته خلال الحفل قال الأمير سلطان بن سلمان إن تأسيس الشركة يأتي في إطار اهتمام الدولة باستثمار وتنمية التراث الحضاري الوطني وأحد مشاريعه المهمة التي تؤسس للتوسع والتطور في الاستثمار السياحي المدعوم من الدولة، والانطلاق في تأسيس الشركات وإطلاق المبادرات التي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في السياحة الوطنية، وذلك ضمن مسارات التطوير السياحي التي بدأتها الهيئة بتنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة.
وقال: "أقدم في بداية كلمتي العزاء للجميع في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والتهنئة والدعاء المخلص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذين هم من بدأوا هذه المسيرة ورعوا ودعموا انطلاق الدولة في المحافظة على المكنوز التراثي وتحويله من مواقع قابلة للاندثار إلى الاستثمار".
ورفع الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما تحظى به قطاعات السياحة والتراث الوطني من اهتمام ودعم كبيرين من قيادة الدولة، واستذكر الدعم والرعاية التي كان يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بالسياحة الداخلية والتراث الوطني التي أثمرت عددا من القرارات لدعم تنمية وتطوير هذه القطاعات المهمة، من أبرزها الموافقة على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وقرار مجلس الوزراء بدعم السياحة ماليا وإداريا، وموافقات المقام السامي على نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني وغيرها من القرارات.
واعتبر أن شركة الضيافة التراثية باكورة مشاريع الاستثمار السياحي التي انطلقت بها هذه الشركة وسبقتها شركة تطوير العقير التي حظيت باهتمام الدولة وأكملت الهيئة الإجراءات الفنية والنظامية تمهيدا لانطلاقها بعد صدور قرار الدولة بتأسيس الشركة المنظور حاليا في مجلس الوزراء.
وتابع: "نتطلع إلى انطلاق شركة تطوير العقير التي أخذت الوقت في مسارات الدراسة والتمحيص وتم توقيع عقد التأسيس وأودعت نحو 25 في المائة من مبالغ التأسيس فيما يزيد على 500 مليون ريال والآن المشروع درس من جميع جوانبه وأقر من جميع الجهات المختصة والمستثمرين وهو أيضا مقدم لمجلس الوزراء، وأنا أؤكد اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين منذ زيارته للعقير قبل سنوات بأن ينطلق هذا المشروع وأن يكون باكورة المشاريع السياحية الكبرى التي يسهم فيها أيضا صندوق الاستثمارات العامة وتملك الدولة بما يقارب 70 في المائة من المشروع على اعتبار أن الشركات المساهمة جميعها شركات مساهمة مفتوحة".
وأضاف: بدأنا بشركة الضيافة وقبلها شركة العقير ثم شركة التنمية السياحية ضمن منظومة شركات الاستثمار السياحي.
وأشار إلى أن مشاركة الدولة في تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية من خلال قرار مجلس الوزراء رقم (93) بتاريخ 1434/4/1هـ يمثل مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج.
وجدد الأمير سلطان التأكيد على حرص الهيئة من خلال مشاريع التراث العمراني في كل مناطق المملكة على إخراج التاريخ الوطني من الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث الوطني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها.
وتابع: "نحن نستشرف في عصر جديد أن نحول الاستثمار في التراث الوطني إلى استثمارات تغطي مسارات أخرى تصب جميعها في تحقيق الفائدة الاقتصادية للمواطنين والمستثمرين وأيضا تحقق فرص العمل، والشركة كما هو مخطط لها ستعمل بتضامن مع برنامج الحرف والصناعات التقليدية اليدوية لتطوير مهارات الحرفيين والحرفيات في أعمال البناء وأعمال ومواد البناء والزخرفة وتقديم المأكولات وتطويرها منتجات جديدة للسوق المحلية وبما يتناسب مع تطلعات الشباب المواطنين".
وأشار إلى أن الشركة تمثل مرحلة في مسار طويل في مجال حماية التراث العمراني وتأهيله وتطويره ومن أهم مراحله مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وتأسيس مركز التراث العمراني الوطني الذي يقوم حاليا بعدد من البرامج والمشاريع في مجال التراث العمراني، واستصدار عدد من الأنظمة، إضافة إلى الاستثمار مع الشركاء وفي مقدمتهم وزارة الشؤون البلدية والقروية لتكون شريكا رئيسا في تنفيذ هذه المشاريع، وغيرها من الأنشطة التي قامت بها الهيئة لتحقيق الشعار الذي بدأ يتحقق (التراث العمراني من الاندثار إلى الازدهار والاستثمار).
وأكد على أهمية مساهمة صندوق الاستثمارات العامة بصفته الشريك المؤسس في رأسمال الشركة، مشيدا بمساهمة عدد من الشركات الوطنية التي يسهم فيها عدد كبير من المواطنين في تأسيس الشركة من خلال المساهمة في رأس المال البالغ 250 مليون ريال، مؤكدا أن هذه الخطوة تعكس إقبال القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة والتراث الوطني ذي الجدوى الاقتصادية، لاسيما بعد صدور عدد من القرارات المحفزة للاستثمار السياحي من قبل الدولة.
وقال: "اليوم نطلق هذه الشركة الرائدة بشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة وعدد محدود من الشركات المساهمة الوطنية التي تمثل نسبة عالية من المواطنين، ثم ستنتقل الشركة في مرحلة لاحقة إلى فتح المساهمة العامة كما ستقوم بتأسيس شركات فرعية تراعي مساهمة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، حيث سيتم إنشاء الفنادق والنزل التراثية وستقدم منتجات جديدة في جميع أنحاء المملكة، مبينا أن الهيئة بدأت بالتزامن مع المراحل الأخيرة لإطلاق الشركة في وضع معايير لتصنيف الفنادق والنزل التراثية وفق أحدث المعايير والأنظمة المعمارية والهندسية المتبعة عالميا في الاستثمار السياحي في المواقع التراثية، حيث ستتبنى شعار سعفة النخلة بدلا من النجوم.
وأضاف: ستعمل الشركة على تطوير منتجات عديدة منها المأكولات الشعبية وتهيئتها حتى يمكن تقديمها بصفة جديدة في الفنادق، وفي تطوير مسار المنتجات التي تستخدم في المفروشات والتزيين الداخلي أو المنتجات الحرفية المتنوعة، كما ستدخل الشركة في نطاقات تشغيل الحرفيين الذين يعملون في مجالات الحرف والصناعات التقليدية بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي تشرف عليه الهيئة.
وعن مشاريع الشركة وبدء مرحلة تنفيذها، أوضح الأمير سلطان أن الهيئة أعدت بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص في دراسات الجدوى لمرافق الضيافة تقييما لجدوى إنشاء مرافق إيواء وضيافة تراثية في أربعة مواقع، حيث خلُصت الدراسة إلى جدوى تأسيس الشركة ومشاريعها المقترحة، لافتا إلى أن الشركة ستقوم بعد تأسيسها وتشكيل مجلس إدارتها باختيار مواقع إضافية تثبت جدواها لتنفيذ مشاريعها.

الأكثر قراءة