وكيل اللاعبين .. أين دوره؟

قدمه النادي الأهلي في مركز الظهير الأيمن الذي يوجد فيه عدد من اللاعبين المميزين مستوى ومهارة في الملاعب السعودية، ولم يكن ذاك اللاعب الذي يفوق غيره نضجاً وتميزا غير أن الصراع بين قطبي جدة جعل منه أداة لإظهار القوة وتم ربط توقيعه بكرامة كل كيان وصورته أمام جماهيره، هذه أولى مشكلات إدارات الأندية حين تجعل من توقيع لاعب إنجازاً أو سبقا تفوقت به على غيرها، وبالتالي تخرج في كل وسيلة إعلامية لتكريس هذا الانتصار بينما البناء والتخطيط "يفتح الله" ومن هنا بات الهم ضعيفا والطموح لا يكاد يُرى.
أما القضية سعيد المولد فلم أسع إلى الكتابة عنه منذ بداية الصراع بين الغريمين بشأنه حتى أستبين وأستوضح موقف الركن الأهم، لماذا اتجه إلى الاتحاد وترك الأهلي؟ ومن ثم كيف ينادي بأنه لم يوقع للاتحاد وحين وصلت القضية إلى لجنة الاحتراف لم يكن الصمت سيد الموقف، فالسعي من كل الأطراف كان قويا من أجل التأثير وتحويل القرار حتى انتهى الرأي القانوني بأن المولد اتحادي حسب بيان لجنتي الاحتراف والاستئناف ولأن الكثير كتب عن الرأي القانوني وملابساته فلن أدخل في هذا الباب لكن يعنيني فكر سعيد المولد، وماذا يدور في وجدانه؟ وكيف هي خيالاته الطموحة لمستقبله الكروي؟
سعيد المولد الشاب الذي يرى في كرة القدم "وظيفة ومهنة " تكون رافداً له ولأسرته هل يحمل من "سلامة القرار والموقف" ما يجعله جديراً بهذه الضجة هل عرف كيف يختار عقده القادم ولماذا دخل في دوامة الصراع بين الاتحاد والأهلي ومتى قلنا تجاوزا إنه أخطأ بسبب العائد المادي فلماذا يستمر الآن في المقاطعة ولماذا لا يرجع للعقل بأنه سيخسر الكثير من جراء موقف يعارض القانون المتبع؟
وكيل اللاعبين ما الدور الذي يمكن أن يقدمه للوسط الرياضي وللاعب إذا لم يكن توقيعه لموكله "ملزما" فهذا سعيد ضرب بتوقيع وكيله، عرض الحائط، ولا نراه ينقاد لما جاء فيه فأين هي الثقة بمن يمارس هذه المهنة، وأين موقف الوكيل؟ ولماذا لم نر له وجوداً وتأثيرا؟، لماذا لم يعلن فسخ العقد من طرف واحد بسبب عدم الالتزام ببنود العقد؟، أين احترام المهنة وحقوقها؟، فتجاوز النادي واللاعب للوكيل دليل على عدم احترامهم لوجوده فأصبح الركن الأضعف أو هكذا هم يريدونه جسراً يعبرون من خلاله لتوقيع اللاعب وتنتهي مهمته مع نيله حصته المتفق عليها.
أسئلة كبيرة جداً وعديدة جداً تحدد إطار الاحتراف السعودي بكمية المال المدفوع ورأي الإعلام والجماهير، نعم أرى أنها هي الحقيقة المحزنة والمخيفة احترافنا يسيره المال والجماهير التي تمارس هواية "الطقطقة" فيما بينها، أما وكيل اللاعب "والنظرة الفنية" فلا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد فتتعاقد "مع من لا تحتاج "وتترك من يعالج القصور الفني لديك كون صفقته لا تعطي بعداً "إعلامياً ولا تحقق شهوة الانتصار" وحظوة الحضور كبطل وقوي في نظر بعض الجماهير التي لا تسأل عن البطولة إلا على الورق.
لا أعمم في هذا الرأي ولا أزعم أنه الأغلب فهناك من ترك الحرية الكاملة لأحد اللاعبين في الانضمام لفريقه من عدمه كون هذا الفكر الإداري يُدرك أن الراحة والثقة هما السبيل الأوحد لاستخراج كل ما لديه من طاقة فوق المستطيل الأخضر.
متى نرى الفكر الاحترافي يطور مستوى اللاعب ويجعله صاحب القرار ونشعر بأنه حريص على تطوير مستواه واحترام كرة القدم كمهنة يتقاضى مرتبه من خلالها؟ ومتى نرى وكيل الأعمال له احترامه وتوقيعه يحظى بالقبول؟ فما حدث يعطي انطباعا بأن وكلاء اللاعبين لا حصانة ولا معنى لعملهم ومتى نرى منهم حراكاً يشفع لهم بحسن الوجود وروعة الحضور المثمر وأثره في النادي واللاعب؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي