5 شركات طيران تتنافس في نقل العمالة البنجلادشية إلى السعودية
توقعت مصادر في مجال النقل الجوي، تنافس خمس شركات طيران عالمية على نقل العمالة البنجلادشية المتوقع قدومها إلى السعودية خلال العام الجاري 2015، بعد أن وقعت السعودية اتفاقية لاستقدام العمالة المنزلية من بنجلادش الأسبوع الماضي. وقالت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة في شركات طيران عالمية، "إن أنظار شركات طيران من بينها الخطوط السعودية، الإمارات، الاتحاد، القطرية، إضافة إلى طيران بنجلادش (بيمان)، بدأت تتجه صوب محطات الركاب في بنجلادش، للاستحواذ على أكبر حصة من سوق حركة النقل الجوي لنقل العمالة البنجلادشية للسعودية، حيث ترجح أرقام غير رسمية نقل نحو 500 ألف عامل بنجلادشي خلال عام".
فيما لم تؤكد مصادر رسمية صحة هذا العدد، لكنها قالت "إن الأعداد تخضع للعرض والطلب، أوضحت المصادر أن التنافس سيكون بين شركات الطيران الخمس، في حين إن الأمور تسير لمصلحة "السعودية" التي تمتلك ميزة تسيير رحلات مباشرة بين المحطات الجوية في البلدين، بينما يتوجب على بقية شركات الطيران الأخرى، التوقف في محطات أخرى قبل الوصول إلى السعودية".
وهنا، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور سعد الأحمد، مختص في النقل الجوي، إن "السعودية" ستكون اللاعب الرئيسي في نقل العمالة الجديدة من بنجلادش، لقدرتها على تسيير رحلات مباشرة من بنجلادش إلى المطارات السعودية، مشيرا إلى أن "طيران الإمارات" ستكون منافسا قويا خاصة أنها تعتبر أكبر مشغل لسوق شبه القارة الهندية.
واستدرك في حديثه، "لكن القوة الشرائية في بنجلادش تعتبر متدنية للغاية، لذا فإن شركات الطيران لن تحقق عوائد جيدة من حركة النقل بين السعودية وبنجلادش، فيما سيكون الهدف من وراء ذلك، تشغيل جزء من أسطول طائراتها بعد أن فقدت شركات الطيران حصصا كبيرة في سورية، لبنان، العراق، اليمن، ومصر، بسبب الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها هذه الدول، حيث كانت محطات النقل الجوي في هذه الدول تشكل موردا ماليا مهما لشركات الطيران الخليجية".
وأوضح، أن شركات الطيران تعمل على اقتناص أي فرصة في أسواق جديدة لتسيير رحلاتها، مضيفاً "لعل عودة العمالة البنجلادشية للسعودية تعتبر سوقا جديدة ستسعى شركات الطيران للاستحواذ على حصة السوق البنجلادشية، رغم أن القدرة الشرائية للعمالة البنجلادشية تعتبر ضعيفة، لذا نجدها تميل عادة إلى شراء تذاكر الدرجة السياحية ذات الأسعار المنخفضة". كما يرى الدكتور الأحمد، أن شركات الطيران الاقتصادي كـ "العربية "و"ناس" و"فلاي دبي"، ستكون لها حسابات أخرى لدخول السوق والمنافسة، مستدركاً "لكن بالتأكيد لن تسيطر على حصص كبيرة في السوق".
بدوره، أبلغ "الاقتصادية" خليل النمشي؛ مساعد مدير عام في إحدى وكالات السفر والسياحة في الدمام، أن شركات الطيران ستقدم عروضا مغرية لما يعرف بـ "تذاكر مسبقة الدفع" لأعداد كبيرة من العمالة البنجلادشية، متابعاً "فعندما يرغب أحد المستثمرين في استقدام أعداد كبيرة من العمالة البنجلادشية بشكل جماعي، فإن بعض شركات الطيران توفر هذه الخدمة، حيث يقوم المستثمر أو شركات ومكاتب الاستقدام بدفع قيمة هذه التذاكر داخل السعودية، وتقوم شركات الطيران بإصدار التذاكر من قبل وكلاء لها في بنجلادش". وبين، أن عودة العمالة البنجلادشية إلى السعودية تعتبر فرصة تجارية ستستفيد منها شركات الطيران التي ستقدم عروضا مغرية للراغبين في القدوم، باعتبار أن ذلك سيجعلها تقوم ببناء قاعدة جديدة من عملاء جدد من المسافرين رغم رواتبهم المنخفضة نوعا ما، إلا أن الجهات المستفيدة من هذه العمالة مضطرة للتعامل مع شركات الطيران، والبحث عن الشركات التي تقدم أسعارا مناسبة. فيما استبعد النمشي، دخول الطيران الاقتصادي في دائرة المنافسة لنقل العمالة، خاصة أنها عادة ما تكون مرتبطة بإجراءات طويلة في بلادها لحين القدوم للسعودية، مضيفاً "لذا فإن هذه العمالة أو الذين سيستفيدون من خدماتها يدركون أن تذاكر الطيران الاقتصادي غير مرتجعة القيمة، وإن أي تعديل أو تغيير في مواعيدها سيترتب عليه دفع غرامة مالية إلى جانب دفع فرق الأسعار، حسب الشروط التي يفرضها الطيران الاقتصادي، في حيث إن العمالة البنجلادشية ترغب في شراء تذاكر في وقت مبكر، حتى تستفيد من انخفاض أسعارها، مع إمكانية التعديل في حال حدوث أي طارئ، وهذه ميزة لا تتوفر لدى شركات الطيران الاقتصادي".