تغريدة عابرة
نشر علي شنيمر تغريدة عابرة على "تويتر" في 2012 تساءل فيها عن كيفية الوصول إلى مانجو جازان. فأشجارها تنتج أكثر من 27 ألف طن في السنة، لكن لا أحد يتذوقها من خارج المنطقة إلا لماما على الرغم من طعمها الحلو. التقط عبدالرحمن ساحلي التغريدة وعمل على ترجمتها إلى أرض الواقع. أنشأ متجرا إلكترونيا ليسوق مانجو جازان بطريقة غير تقليدية. فجاءت المبادرة لتقتنص الحلقة المفقودة من المعادلة وحولتها لمشروع إلكتروني لبيع وتوصيل فاكهة المانجو عبر الإنترنت.
اعتمد التسويق على "تويتر" وحقق ساحلي أكثر من سبعة ملايين ظهور للمتجر في "تويتر" خلال أول عشرة أيام من انطلاقه عبر هاشتاق #مانجو_جازان.
في 2013 تطورت المبادرة وتحولت إلى مؤسسة رسمية وارتفعت المبيعات إلى 42 في المائة واختتمت بتحقيق جائزة سرب كأفضل ثاني مشروع ريادي سعودي.
وفي 2014 ارتفعت إلى 45 في المائة ووسعت الشركة عملها بافتتاح قسم للتسويق على الشركات ففازت بعقد مع شركة محمد عبدالله الشربتلي، وستبدأ عملها وشيكا ومن المتوقع أن تتضاعف المبيعات بأكثر من 200 في المائة.
ويعتبر هذا أول مشروع عربي يصنع من تغريدة وفريق العمل شباب سعوديون من جازان.
في بداية الانطلاقة كان يعتقد عبدالرحمن أنه سيبيع من خلال الإنترنت 1000 كرتونة كحد أقصى إلا أنه استطاع الآن بيع عشرات الآلاف من خلال الإنترنت بأريحية ويتجه لأرقام أكبر.
وصارت له هوية تجارية مستلهمة من التراث الجيزاني الأصيل مع روح معاصرة جعلته يسهم في الارتقاء باسم منتجه الذي بات مألوفا لدى كثيرين من مستخدمي الشبكات الاجتماعية.
والأجمل من مانجو جازان هو عبدالرحمن ذاته الذي قابلته في جازان وتذوقت في عينيه طموحا هائلا وحماسا غفيرا يعكس مستقبلا واعدا.
كم تغريدة عبرت أمامنا دون أن نقتنصها ونستلهم منها. القليل مثل عبدالرحمن الذين يشبهون الشجر. يحولون البذرة إلى فاكهة تسحرك وتسعدك وتأسرك.