سفير فرنسا: 10 % قفزة في التبادل التجاري بين الرياض وباريس في 2014
قال لـ "الاقتصادية" برتران بزانسنو، سفير فرنسا لدى السعودية، إن العام الماضي شهد رقما قياسيا في التبادلات التجارية بين السعودية وفرنسا، تجاوز عشرة مليارات يورو بارتفاع نسبته 10 في المائة عن العام السابق له.
وقال السفير الفرنسية إن هذا النمو يرجع إلى الصادرات السعودية باتجاه فرنسا، التي ارتفعت بنسبة 16 في المائة، بمبلغ يتجاوز سبعة مليارات يورو، رغم انخفاض سعر النفط الخام خلال الأشهر الستة الأخيرة من 2014م.
وقال بزانسنو "رغم أن الصادرات الفرنسية ظلت دون مستوى انطلاقها الأولي البالغ ثلاثة مليارات يورو بقليل، فإن هناك نموا في بعض الصادرات مثل منتجات العطور والألبان وتجهيزات البناء والاتصالات والسيارات".
وعلى صعيد الاستثمارات ذكر أن النظام الفرنسي الضريبي يتمتع بجاذبية للمستثمرين الأجانب على عكس ما يشاع، حيث يوجد إجراءات مثل الائتمان الضريبي للأبحاث تجعل بلدان غربية أخرى تحسدهم عليها، كما يقول.
وأضاف أن الائتمان الضريبي للأبحاث يسمح للشركات بخصم 50 في المائة من مصاريفها الخاصة بالبحوث والتطوير من ضرائبها، ما يجعل فرنسا في مقدمة البلدان الأوروبية في استقبال الاستثمارات الصناعية.
وذكر بزانسنو أن الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا تتجاوز قيمته 900 مليون يورو، وتعادل 3 في المائة من الاستثمار المباشر الأجنبي السعودي في العالم و30 في المائة من الاستثمار المباشر الأجنبي لدول مجلس التعاون في فرنسا.
وأبرز الاستثمارات السعودية في فرنسا تتركز في قطاع العقارات كما ذكر السفير.
وفي السعودية قال إن الاستثمارات الفرنسية تنتج 10 في المائة من الطاقة الكهربائية في المملكة، في حين أن مصفاة ساتورب التي تم تشغيلها حديثا، هي نتاج شراكة بين شركتي توتال الفرنسية وأرامكو السعودية، وتمثل وحدها استثمار تبلغ قيمته 12 مليار يورو.
وتشارك توتال في هذا المشروع بنسبة 37.5 في المائة، وتعتبر المصفاة من "الجيل الأخير" وتقع في منطقة الجبيل، ومن أكبر مصافي العالم، حيث تنتج 400 ألف برميل يوميا.
وذكر السفير الفرنسي استثمارات فرنسية أخرى في قطاعات مختلفة مثل المياه، الصناعات الثقيلة، صناعة المواد الغذائية، المصارف – التأمين، الفندقية، والأسواق الكبرى، وكذلك النقل وغيرها من الاستثمارات.
وأضاف "حسب الإحصائيات السعودية، يبلغ مجموع الاستثمارات المباشرة للشركات الفرنسية في المملكة نحو 15.3 مليار دولار، ما يضعنا في المرتبة الثالثة من قائمة المستثمرين الأجانب في المملكة".
ويوجد في السعودية 67 مؤسسة فرنسية، نصفها تعمل كشركة محاصة في السعودية، وتشغل أكثر من 27 ألف عامل منهم عشرة آلاف سعودي، ما يمثل نسبة سعودة مرتفعة تصل إلى 36 في المائة.
وقال بزانسنو إنه توجد عديد من المصانع الفرنسية في المملكة، حيث في قطاع الطاقة قامت شركة الستوم باور بالاستثمار مع سعودي أرابيان بامكو (مجموعة بن لادن السعودية) في إنشاء وحدة بناء مولدات بخار مع إمكانية استرجاع الحرارة في منطقة ينبع.
كما تستعد شركة الستوم غريد للاستثمار لإنشاء مصنع تجميع للمحطات الفرعية لعزل الغاز، إضافة إلى أنه قد بدأت شركتا شنايدر إلكتريك (ثلاثة مصانع في الرياض) ولوغراند (بعد عملية شراء SEICO) في إنتاج مكونات كهربائية محليا.
وفي قطاع المياه تنشئ شركة VEOLIA / SIDEM مصنعا ثانيا لتحلية المياه في الجبيل، وفي قطاع الصناعة الثقيلة استثمرت شركة AIR LIQUIDE في وحدة غاز صناعي في ينبع كما استثمرت VALLOUREC في وحدة تصنيع أنابيب فولاذية.
وبين أن هناك مشروعا قيد الإنشاء، وهو مشروع بناء مصنع لإنتاج مصل الدم من قبل مختبر الصيدلة البيولوجية الفرنسي LFB بالشراكة مع مجموعة بن لادن السعودية، كما أن شركة سانوفي موجودة في قطاع الصحة مع استثمار في مصنع في مدينة رابغ (مدينة الملك عبد الله الاقتصادية)، مضيفا أن هناك عديدا من المصانع الفرنسية قيد الإنشاء في المملكة في الوقت الحالي.
وذكر أنه في العام الماضي تم إصدار أكثر من 80327 ألف تأشيرة دخول للسعوديين واستقبال أكثر من 220 ألف سائح سعودي، كما تقوم فرنسا حاليا بمنح السعوديين تأشيرات دخول صالحة لمدة أربع سنوات بحسب صلاحية جواز السفر.
وتتركز السياحة السعودية في فرنسا بشكل رئيسي في ثلاث مناطق هي باريس والرون - اللب والريفييرا.