يجب وضع حد للأخطاء الطبية
في تعليقه على وفاة فتاة تدعى "أمل" من محافظة الخرج ماتت بفعل خطأ طبي، كتب الإعلامي محمد الثبيتي في صفحته في تويتر "مسلسل الأخطاء الطبية مستمر .. أبطاله أطباء برتبة سباكين.. وزارة الصحة غائبة عن المشهد".
حذر الثبيتي من الأخطاء الطبية وشكا منها، ووقع في "فخ" ما حذر منه، فقد مات محمد الثبيتي بخطأ طبي في مستشفى الدمام بعد عملية جراحية وصفت بالبسيطة.
لم تكن أمل ولا محمد الوحيدين اللذين فقدا حياتيهما بفعل خطأ طبي، بل سبقهم العشرات، فالتقارير الإعلامية تشير إلى أن من مات بفعل الأخطاء الطبية في المستشفيات السعودية يقدر عددهم بالمئات.
المستشفيات التي يفترض أن تكون مصدرا للتعافي أصبحت خطرا يهدد حياة الناس، ولم تعد الأخطاء الطبية، كما في السابق، لا تتجاوز أن ينسى الجراح مشرطا أو مقصا أو "شاش" في بطن المريض، بل تجاوزتها إلى أمور أعظم أدى بعضها منها إلى وفاة وإعاقة كثير من المرضى.
منذ سنوات والإعلام يحذر من الأخطاء الطبية ويسلط الضوء عليها بنقد حاد، ولكنها تزداد في كل عام، ولا يتم الحد منها وكأنها أمر خارج عن السيطرة، في حين أن وقفها يحتاج إلى انضباطية لا أكثر، فعديد من تلك الأخطاء ما هي إلا نتاج إهمال واضح من الممارسين الصحيين من أطباء وممرضين.
الإحصائيات الأخيرة تشير إلى وفاة أكثر من 1239 شخصا في السعودية بفعل الأخطاء الطبية خلال السنوات الثلاث الماضية، ناهيك عن المئات التي تسببت لهم تلك الأخطاء في إعاقات جسيمة. وبزعمي أنه رقم ضخم وكبير جدا، ويشير إلى حجم رداءة الخدمات الطبية لدينا.
لا يمكن أن نحد من تلك الأخطاء، التي أزهقت الأرواح ما لم نرفع من منسوب الإحساس بالمسؤولية لدى الممارسين الصحيين، وهذا الأمر يتطلب لائحة بعقوبات صارمة وقوية تسنها وزارة الصحة ولا تتراخى في تطبيقها.
كلنا أمل في وزير الصحة الجديد وهو من جيل الشباب الطموح القادر على وضع حد لتلك الأخطاء الطبية التي أزهقت أرواحا كثيرة وشوهت سمعة القطاع الصحي في بلادنا.
تركة ثقيلة لا شك تسلمها الوزير الجديد من أسلافه وزراء الصحة السابقين، ولكن الآمال المعقودة عليه كبيرة، ونراه كفؤا لتحمل المسؤولية وتطوير القطاع الصحي الذي يعاني رداءة خدماته كل المواطنين.