هبوط الأسعار يهدد بإلغاء تمويلات بنحو تريليون دولار في مشاريع النفط والغاز عالميا
توقعت شركة أرامكو السعودية أن يؤثر الهبوط الحاد لأسعار الطاقة سلبا في الاستثمار في مشاريع النفط والغاز عالميا، وأن القطاع قد يلغي مشاريع بنحو تريليون دولار على مستوى العالم خلال العامين المقبلين.
وقال أمين الناصر نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في الشركة، خلال مؤتمر عقد في البحرين "التحديات خلال موجات الهبوط باتت اليوم أكثر تعقيدا من ذي قبل.. في هذه اللحظة يستعد القطاع العالمي لاحتمال إلغاء تمويلات رأسمالية قيمتها نحو تريليون دولار".
وقال الناصر في تصريحات نقلتها وكالة رويترز في وقت لاحق، إن التريليون دولار تتضمن مشاريع ربما يتم تأجيلها فحسب ولا تقتصر على تلك التي قد يتم إلغاؤها نهائيا.
وتابع "وردتنا أنباء من القطاع عن أن هناك مشاريع مقررة بقيمة تريليون دولار سيتم إلغاؤها أو تأجيلها خلال العامين المقبلين بسبب ما يحدث"، دون أن يوضح مصدر هذه التقديرات.
ويئن بعض من صغار الدول المنتجة للنفط تحت وطأة هبوط الأسعار الذي دفع عددا من شركات النفط إلى خفض موازناتها الاستثمارية.
وقالت مصادر في القطاع لـ "رويترز" إن أرامكو نفسها جمدت أنشطة الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز بالمياه العميقة في البحر الأحمر وعلقت خططا لبناء محطة للوقود النظيف بتكلفة ملياري دولار في كبرى مصافيها النفطية في رأس تنورة.
وكان الدكتور عبدالحسين ميرزا وزير الطاقة البحريني قد افتتح البارحة الأولى في المنامة مؤتمر الشرق الأوسط التاسع عشر للنفط والغاز (ميوس 2015)، بحضور عدد من وزراء الطاقة الخليجيين وأمين منظمة "أوبك".
وشارك في المؤتمر عدد من كبار المسؤولين الخليجيين والعالميين والباحثين والمهنيين والمسؤولين والمديرين التنفيذيين وكذلك المهندسين والمختصين في مجال النفط والغاز.
وخلال كلمته في المؤتمر دعا ميرزا إلى تعاون وتكاتف جميع الجهات المؤثرة في كمية الإنتاج وفي تقلبات الأسعار، كشركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية وشركات الخدمات البترولية ومصنعي التقنيات الحديثة.
على صعيد متصل، ذكر الناصر خلال المؤتمر أن "أرامكو" تدير حاليا 212 منصة حفر للنفط والغاز وأنها لم تقرر بعد زيادة العدد هذا العام.
وكانت مصادر في "أرامكو" قد قالت في وقت سابق إنها شغلت 210 حفارات للنفط والغاز في 2014، وهو عام شهد نشاطا غير عادي.
وقال الناصر إن الشركة لم تقرر بعد زيادة العدد في 2015 لكنها ستنتظر لمعرفة متطلبات الإنتاج.
وقالت مصادر في القطاع إن من المستبعد على ما يبدو حتى الآن تغيير خطط "أرامكو" لعام 2015 على صعيد النفط، لكن قد تحدث زيادة في عدد حفارات الغاز مع نمو الطلب المحلي.
وطلبت "أرامكو السعودية" من شركات الخدمات النفطية العالمية خصما نسبته 25 في المائة بسبب انحدار أسعار النفط منذ حزيران (يونيو) الماضي.
وقال مصدر "يريدون الاتفاق على خصم لفترة سنة".
وقال آخر "تقوم أرامكو بمراجعة خطتها لأعمال الحفر بشكل ربع سنوي في ضوء أسعار النفط".
وقال الناصر في كلمة إنه عندما تنخفض تكاليف الخدمات والمواد يصبح من المنطقي الاستفادة من تراجع التكلفة في ضوء محددات السوق، مضيفا أن هناك حاجة لقيام مزودي الخدمات بضبط التكلفة وتحسين الكفاءة وإدارة توقعاتهم بشأن الربحية من خلال خطة طويلة المدى.
وأبلغ مصدر في القطاع "رويترز" بأن التوقعات الحالية تشير إلى أن عدد حفارات النفط التي تديرها "أرامكو" في الربع الثاني من العام الحالي سيبلغ 110 وعدد حفارات الغاز 96. وبالنسبة للربع الأخير تشير التوقعات إلى 108 حفارات نفطية و102 حفارة غاز.