«أوبك»: إنتاج النفط الصخري الأمريكي يصل إلى ذروته قبل 2020

«أوبك»: إنتاج النفط الصخري الأمريكي يصل إلى ذروته قبل 2020

توقع تقرير اقتصادي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" عن مستقبل الاعتماد على مصادر الطاقة المختلفة أن يصل إنتاج النفط الصخري الضيق إلى ذروته الإنتاجية قبل حلول عام 2020 مشيرا إلى أن غالبية هذا الإنتاج يتركز في أمريكا الشمالية إلى جانب وجود كميات محدودة من هذا الإنتاج في روسيا والأرجنتين وأن إنتاجه سيشهد انخفاضات كبيرة في نهاية المطاف.
وأشار التقرير إلى استمرار نمو إمدادات سوائل الغاز الطبيعي في أمريكا وكندا نتيجة ارتفاع إمدادات الرمال النفطية والوقود الحيوي وأن الزيادات الرئيسية على المدى الطويل في الإمدادات ستأتي من أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر قزوين.
وقال التقرير إن الانخفاضات في الإنتاج ستتركز في أوروبا والمكسيك وفي بعض مناطق آسيا بسبب نضوب الحقول لافتاً إلى أن الصين تواجه مشكلة الموارد المحدودة في الفترة المقبلة، وموضحاً أن النفط التقليدي سيستمر في السنوات المقبلة كأكبر مصادر الطاقة في العالم كما سيتزايد أيضا نمو إنتاج الغاز الطبيعي بوتيرة أسرع من معدلات الإنتاج السابق ليحتفظ مع النفط بكونه من أبرز مصادر إمدادات الطاقة في العالم.
وتوقع التقرير ارتفاع إمدادات الغاز الصخري في الولايات المتحدة وزيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة في السنوات المقبلة مشيرا إلى أن انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عزز أيضا جدوى صناعة البتروكيماويات.
وبحسب التقرير فإن طفرة الإنتاج من خارج أوبك جاءت في الأساس من التوسع في إنتاج النفط في الولايات المتحدة وكندا خاصة النفط الضيق والصخري وكذلك الرمال النفطية إلا أن هذا الإنتاج عال التكلفة ويمثل أضرارا كبيرة للبيئة بسبب تغيير معالم القشرة الأرضية.
وذكر التقرير أن بعض الزيادات في الإنتاج جاءت من روسيا والصين وأن معظم الزيادات في الإنتاج القادمة من خارج أوبك تعاني الآن انخفاضات وتراجع في الإنتاج خاصة في أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية أو نضوب الآبار أو عدم التخطيط الجيد لمسار الإنتاج، وحدث ذلك في الأساس في منطقة بحر الشمال وبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط غير الأعضاء في أوبك.
وقال التقرير إنه على المدى المتوسط فإن السوق العالمية للنفط ستشهد ارتفاع إنتاج النفط الخام الصخري والغاز الطبيعي غير التقليدي الأمر الذي سيهيمن على المعروض خاصة في أسواق أمريكا والدول الصناعية حيث يقدر حجم زيادة المعروض من خارج أوبك بنحو 1.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2019.
وأوضح التقرير أن العديد من المناطق يتوقع أن تشهد زيادة في الإمدادات في هذه الفترة خاصة فيما يتعلق بالنفط الخام وفي مقدمتها أمريكا اللاتينية (البرازيل وكولومبيا في الأساس) إلى جانب الشرق الأوسط وإفريقيا وبحر قزوين وروسيا إلى جانب بعض الزيادات في المعروض من الوقود الحيوي ومعظمها من البرازيل وأوروبا.
وتوقع التقرير أن هذه الزيادات ستعوض الانخفاض المتوقع في إمدادات النفط القادمة من بحر الشمال في أوروبا وانخفاض إنتاج المكسيك وذلك بين عامي 2013 و 2019، وأن تنامي إمدادات أوبك من النفط الخام التقليدي إلى مستويات جيدة خلال عام 2018 بما يلبي تناميا متوقعا في الطلب على هذا الإنتاج.
ويقول لـ "الاقتصادية"، عامر البياتي المحلل الاقتصادي، إن إنتاج النفط الرملي الكندي أقل تكلفة من إنتاج النفط الصخري الأمريكي وأكثر قدرة على التأقلم مع مستويات منخفضة في الأسعار ولكنه يواجه صعوبات أخرى منها صعوبات في النقل.
وأشار البياتي إلى سعي منتجي النفط الصخري الأمريكي إلى مواجهة الصعوبات الراهنة بالعمل على التوصل إلى تقنيات أقل تكلفة للإنتاج لأن استثمارات كثيرة عملت في هذا المجال واستوعبت الكثير من الوظائف وأن توقف هذا النشاط يهدد بآثار اقتصادية سلبية واسعة في الاقتصاد الأمريكي.
ومن جانبها، ذكرت ين بيتش المحللة الفيتنامية، أن إنتاج النفط الضيق عموما سواء صخري أو رملي يحمل كثيرا من الآثار السلبية في البيئة خاصة النفط الصخري الذي يتطلب إنتاجه تكسيرا واسعا للصخور العميقة ما يهدد بتغيير ملامح القشرة الأرضية وربما يتسبب في حدوث زلازل كما يهدد النفط الرملي بأضرار صحية كبيرة على المستهلكين ويسبب تلوثا كبيرا في الصناعة.
وأشارت بيتش إلى أن الطفرة الإنتاجية في المصادر غير التقليدية لإنتاج النفط الخام خاصة الصخري والرملي ما زالت بعيدة عن منافسة النفط التقليدي الذي يتمتع برخص تكاليف الإنتاج نظرا لوجوده قريبا من سطح الأرض في الدول المنتجة له.
وبحسب الإحصائيات فإن إنتاج كندا من النفط الرملي الذي يتركز في إقليم "ألبرتا" بلغ 1.98 مليون برميل يوميا قبل عامين وأن إنتاجها سيصل إلى خمسة ملايين برميل يوميا بداية من هذا العام وحتى 2030.
على صعيد الأسعار، ارتفع سعر خام برنت نحو 6 في المائة أمس بعد أن بدأت السعودية ودول عربية عملية عسكرية في اليمن، لكن المستوردين الآسيويين قالوا إنهم لا يشعرون بالقلق من حدوث تعطل فوري للإمدادات.
وقد يثير الهجوم على الحوثيين الذين طردوا الرئيس اليمني من العاصمة صنعاء المخاوف بشأن أمن شحنات النفط من الشرق الأوسط.
وبحسب "رويترز"، فقد قفزت أسعار النفط مع قلق التجار والمستوردين من الهجمات التي تعد أحدث تطور في صراع بدأ يخرج عن نطاق السيطرة في أغنى منطقة بالنفط في العالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل إلى 59.78 دولار للبرميل وبزيادة بلغت نحو 6 في المائة عن التسوية السابقة، وارتفع الخام الأمريكي أكثر من ثلاثة دولارات أيضا ليصل إلى 52.35 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة