اتفاقية تعاون جديدة بين «السياحة» و«الأمر بالمعروف» ضمن برنامج «التطوير الشامل»
التقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة، أمس، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد تناول اللقاء بحث أوجه التعاون بين هيئتي السياحة والآثار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مختلف المجالات، كما جرى خلال اللقاء التوقيع على اتفاقية تعاون إلحاقية لتطوير التعاون بما يخدم التوسع، الذي تشهده السياحة المحلية، وذلك ضمن برنامج "التطوير الشامل للسياحة والتراث الحضاري"، الذي تنفذه الهيئة، ويشمل تطوير اتفاقيات التعاون مع الشركاء بما يتوافق مع مهام ومرتكزات البرنامج، الذي يعمل على تحديد الأولويات وزيادة التركيز وتسريع تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية السياحية، بهدف إحداث نقلة نوعية وجذرية وبارزة في تطوير السياحة الوطنية والاستثمار والتراث الوطني. ومن جهته، قال الأمير سلطان بن سلمان إن ما تتميز به المملكة من كونها مهد الرسالة وبلد الحرمين الشريفين، وموطن الحضارات المتعاقبة، التي توجتها وسادت عليها حضارة الإسلام هو ميزة استثنائية وليست خصوصية كما يسميها البعض.
وقال في تصريح صحافي عقب إلقائه أمس: "اجتماعاتنا مع زملائنا في هيئة الأمر بالمعروف مستمرة، ونحن حريصون على هذا التعاون، فبلادنا قامت على العقيدة الإسلامية، وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من الأساسيات التي ينشأ عليها المسلم، وهيئة الأمر بالمعروف مؤسسة مهمة حريصة على أن تعمل معنا لأجل أن يستمتع المواطن بوطنه، لأن قضية بقاء المواطن في وطنه هي مصلحة عليا ومسؤولية مشتركة تعمل عليها مؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية لتتاح للمواطن الفرصة للتعرف إلى هذا الوطن الاستثنائي، الذي يحظى بميزة استثنائية، فهو بلد الحرمين الشريفين، بلد القيم والشيم وبلد المبادرات والإنجازات المتلاحقة في شتى المجالات وبلد الاستقرار ولله الحمد، وهذه كلها مزايا مهمة جداً لا بد أن يستشعرها الشباب والمواطنون من خلال تجولهم في بلادهم". ولفت إلى أن من أولويات العمل في التنمية السياحية هو إيجاد بيئة مناسبة لتتمتع الأسرة مجتمعة بالسياحة في مناطق المملكة، وتحقق أهداف التعرف على بلادها وعمقها الحضاري المتمثل في مواقعها التاريخية وفي مقدمتها مواقع التاريخ الإسلامي.
وأكد أن الرحلات السياحية الداخلية تعد فرصة مهمة لتقوية الترابط الاجتماعي، وترسيخ القيم، وتعرف المواطنين على بلادهم وتاريخها، وهذا يتطلب تكاتف الجهود لتهيئة البيئة الجاذبة لهم بما يكفل الترويح والاستمتاع للأسرة مجتمعة، وفق القيم المتفق عليها، وهيئة الأمر بالمعروف شريك أساس في تهيئة هذه البيئة.
وأضاف: "كما أن هناك تطورا كبيرا ونموا للسياحة المحلية في جميع المناطق، إضافة إلى ما نحن مقبلون عليه من توسع ضخم في الوجهات السياحية الجديدة، ومشاريع الإيواء السياحي والمشاريع الأخرى، ما يتطلب التركيز على رفع مستويات التعاون بين الهيئتين لتهيئة السبل لاستقطاب المواطنين، ولتكون بلادهم الخيار الأول لهم لقضاء إجازاتهم، وما سمعته من خادم الحرمين الشريفين أمس فيما يتعلق بهذه المسارات، وتوفير السبل لانطلاق مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، ويجعلنا نهتم بتوطيد هذه القيم المضافة لبلدها، والهيئة تمارس دورا أصيلا في هذا الجانب". وأضاف: وقد ناقشنا العمل معا في تطوير ثقافة ووعي الجماهير التي تأتي للفعاليات، وتتضاعف أعدادها سنويا بشكل كبير، ومنحهم المساحة الكافية للاستمتاع في إطار قيم المجتمع المتفق عليها". من جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تعاون الهيئة مع السياحة في إنجاح السياحة المحلية وتعرف المواطنين على بلدهم واستمتاعهم به من خلال الرحلات السياحية هو من المعروف الذي تعمل الهيئة عليه وتتواصى به، مشيرا إلى أن ما تقوم به هيئة السياحة من العمل على ربط المواطنين ببلدهم ومحبتهم له يعد واجبا شرعيا قبل أن يكون واجبا وطنيا واقتصاديا. وأشاد بالتعاون الكبير بين هيئة السياحة وهيئة الأمر بالمعروف.
يشار إلى أن مجالات التعاون بين الهيئتين في الفترة السابقة شملت تدريب 863 عضوا ميدانيا من هيئة الأمر بالمعروف ضمن مشروع التوعية والتدريب على المفاهيم السياحية، والتعاون في مجالات الفعاليات السياحية وعدد من الأنشطة الأخرى.
من جهة أخرى انطلقت أمس الأول في مركز معارض الرياض فعاليات معرض ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2015 الذي تنظمه الهيئة حتى يوم الجمعة الموافق 14 جمادى الآخرة، ويشارك في المعرض عدد من مجالس التنمية السياحية والشركات العاملة في صناعة السفر والسياحة وشركات الطيران والمؤسسات الحكومية والجامعات والجمعيات الخيرية، حيث تتنافس مجالس التنمية السياحية في القصيم ونجران وتبوك ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية والرياض في عرض منتجاتها وحرفها اليدوية ومأكولاتها الشعبية.
وتعرض الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في جناحها بعض المشاريع التي عملت على تطويرها وغدت معالم سياحية ومتنفساً لأهالي العاصمة وزائريها، مثل مركز الملك عبدالعزيز التاريخي ووادي حنيفة، كما يعرض مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية مجسماً لمشروع خليج الدانة الذي يعتبر أحد أكبر المشاريع السياحية على ساحل الخليج العربي.