إسناد برنامج النقل العام في المدينة المنورة إلى شركتين أمريكية وفرنسية
قال الدكتور طلال بن عبدالرحمن الردادي الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة إنه في ضوء توجيهات الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة فقد بادرت الهيئة بطرح مشروعين لوضع الركائز الأساسية لبرنامج النقل العام، حيث يتعلق المشروع الأول بالتعاقد مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في إدارة المشاريع العملاقة ومتابعة تصميمها وتنفيذها، وتمت ترسية العقد على شركة لويس برجر الأمريكية، أما المشروع الثاني فيتضمن إعداد التصاميم المبدئية لشبكة المترو في المدينة المنورة وقد تمت ترسيته على تحالف شركتي سيسترا وإيجس الفرنسيتين وهما من أقوى الشركات العالمية المتخصصة في شبكات المترو.
وأضاف الردادي أن هناك متابعة مستمرة من أمير المنطقة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة، لتذليل كافة الصعاب التي يمكن أن تتسبب في تأخير الانطلاق نحو تنفيذ شبكة النقل العام، حيث يقوم بتوقيع عقدي المشروعين المذكورين لوضع اللبنة الأولى لمشروع النقل العام الذي يجعل المدينة المنورة في مصاف المدن المتقدمة ويحقق للمواطنين والزائرين الراحة والسهولة في الانتقال الآمن باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم والتقنية في شبكات النقل العام.
وأوضح الردادي أن مشروع النقل العام في المدينة المنورة يتضمن ثلاثة مكونات رئيسة تضم شبكة للمترو تشمل ثلاثة خطوط بإجمالي أطوال يصل إلى نحو 100 كيلومتر، ونحو 70 محطة منها محطات ذات طبيعية متميزة Iconic بالمواقع المهمة مثل المسجد النبوي الشريف والمطار والميقات ومحطة قطار الحرمين السريع ومشروع شركة دار الهجرة، إضافة إلى مراكز التحكم والصيانة، وتحرص الهيئة على أن تكون قطارات شبكة المترو من أحدث القطارات على المستوى العالمي من ناحية الأداء والتشغيل وراحة الركاب وسلامتهم.
وأضاف الردادي أن مشروع النقل العام يضم شبكة من الحافلات التي تتكامل مع شبكة المترو وتغذيتها من خلال خطين للحافلات السريعة ذات المسار المخصص BRT بطول 35 كيلومترا إضافة إلى أربعة خطوط حافلات سريعة بطول نحو 90 كيلومترا، وسبعة خطوط مغذية تخدم المناطق الداخلية لربطها مع شبكة المترو بطول نحو 90 كيلومترا، وبذلك يبلغ إجمالي طول شبكة الحافلات ما يزيد على 200 كيلومتر تخدم ما يزيد على 200 محطة، وتضم مخازن وورش لخدمة الشبكة.
وتحرص الهيئة على أن تكون الحافلات على أعلى مستوى من ناحية راحة الركاب حيث سيتم تشغيل حافلات ذات أرضية منخفضة لسهولة صعود ونزول الركاب، مع اتباع أحدث المواصفات العالمية المتعلقة بحماية البيئة من الانبعاثات الكربونية. وأشار الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة إلى أن مشروع النقل العام في المدينة المنورة يتضمن مكوناً ثالثاً يشمل تطوير شبكة الطرق الرئيسة وتقاطعاتها بهدف رفع كفاءتها وتحقيق انسيابية الحركة المرورية، هذا إضافة إلى إنشاء العديد من مواقف السيارات التي تخدم منظومة النقل العام والتي تعرف باسم أوقف سيارتك واركب النقل العام Park and Ride.
وحتى يمكن تحقيق التكامل التشغيلي بين كافة مكونات منظومة النقل العام "المترو – الحافلات – الطرق" فسوف تتم الاستعانة بالنظم الذكية للنقل، ونظام موحد للتذاكر لراحة مستخدمي شبكة النقل العام وسهولة تنقلهم بين وسائل النقل المختلفة ضمن منظومة النقل العام.
وقال: حرصا من الهيئة على تكوين جيل وطني مؤهل من الفنيين والمتخصصين في إدارة منظومة النقل العام، فقد حرصت على تعيين نحو 50 موظفا سعوديا من الشباب بهدف تأهيلهم وتدريبهم لضمان استيعابهم للمتطلبات وقيامهم بواجبهم على الوجه الأكمل. وأضاف الردادي أن ما سبق هو بداية لمشروع عملاق سوف تتوالى مراحله حيث سيتم البدء في تأهيل التحالفات التي ستتم دعوتها لمناقصات التنفيذ، وطبقاً للتكليف الصادر من مجلس الوزراء الموقر بأن يتم تنفيذ الخط الأول للمترو وما يصاحبه من حافلات مغذية وأنظمة نقل ذكية خلال ثلاث سنوات من بدء التنفيذ على أن يتبع ذلك إنجاز باقي مراحل المشروع خلال خمس سنوات لتكون المدة الإجمالية لهذا المشروع العملاق ثماني سنوات. وذكر أنه من الواجب الإشادة بالتوجه الكريم لدى القيادة الرشيدة في تبني مشاريع النقل العام في المدن الرئيسة في الدولة، الذي يعبر عن رؤية ثاقبة واستشراف لآفاق المستقبل التي تحقق ما هو طيب للمواطن والزائر من خلال استقطاب الخبرات العالمية والاستفادة من التقنيات المتطورة للتعامل مع التحديات المرتبطة بالاعتماد على السيارة الخاصة كوسيلة أساسية في حركة التنقل.