«هدف»: لا تسرب وظيفيا في القطاع الخاص .. ومكافآت التوطين زادت الاستقرار
أكد لـ"الاقتصادية" إبراهيم آل معيقل؛ مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية، عدم وجود تسرب وظيفي للسعوديين في القطاع الخاص، لافتاً إلى أن المبادرات التي نفذها الصندوق أخيراً، خاصة مبادرة مكافأة أجور التوطين زادت من الاستقرار الوظيفي للسعوديين، ليراوح المعدل بعدها بين 20 و30 في المائة.
وقال إن ذلك يعد تحركا وظيفيا، لا تسربا، حيث يبحث الشاب عن فرصة أفضل أو الانتقال للقطاع العام، لكنه لا يستقيل ليجلس في البيت.
جاء ذلك، على هامش افتتاح الأمير فيصل بن بندر؛ أمير منطقة الرياض، أمس، "معرض خطوة قبل التوظيف" في فندق الفيصلية في الرياض، بمشاركة أكثر من 80 شركة عالمية وإقليمية ومحلية، الذي وصفه بأنه معرض عمل وطني ضخم من صندوق الموارد البشرية وشركة "جلو وورك"، لأنه مخصص لتوظيف السيدات، ويخدم بنات الوطن.
وأكد الأمير فيصل، جدية ومثابرة المرأة السعودية بوجودها في مثل هذه المعارض للحصول على وظيفة، مشيراً إلى جهود صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" ومنشآت القطاع الخاص، الذي عده عملاً وطنياً يجب أن يتم تأييده وتشجيعه بشكل جيد.
وبالعودة إلى آل معيقل؛ فقد أوضح أن وزارة العمل نجحت في زيادة عدد الموظفين في القطاع الخاص إلى مليون ونصف موظف، بعد أن كانوا 700 ألف قبل أربع سنوات، منهم 410 آلاف امرأة عاملة، مستدركاً أن هناك تحديات خاصة بتوظيف السيدات في القطاع الخاص.
ولفت إلى أن صندوق الموارد البشرية لا يستطيع توفير فرص وظيفية دون مساهمة الاقتصاد الكلي، لكنه يستطيع أن يحول توظيف السعوديين في ذهن أصحاب العمل إلى عائد استثماري بدلا من كونه تكلفة إضافية، وهو ما نجحوا فيه من خلال مكافآت أجور التوطين التي وصلت إلى مليار و500 مليون ريال لنحو 55 ألف منشأة وظفوا سعوديين جدد أو رفعوا من رواتب السعوديين.
وأكد أن وزارة العمل استطاعت تخفيض نسبة البطالة بين السيدات بنحو 0.8 في المائة، خلال عام، حيث بلغت نسبة البطالة بين السيدات 32.5 في المائة في نهاية الربع الأخير من عام 2014 مقارنة بـ 33.3 في المائة في الربع الأول من عام 2013، وذلك بحسب إحصائيات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات.
وشدد آل معيقل، أن عمل المرأة مسؤولية مشتركة، وعليه سعت وزارة العمل إلى وضع اشتراطات وضوابط من شأنها توفير بيئة عمل آمنه ومناسبة لطبيعة المرأة ومراعاة لخصوصيتها، كما أصدرت العديد من التشريعات والتنظيمات والمبادرات الخاصة بعمل المرأة في القطاع الخاص، ما كان له دور إيجابي في فتح مجالات وفرص عمل للمواطنات في العديد من القطاعات، مثل قطاع التجزئة وقطاع المصانع، حيث تجاوز عدد العاملات في محلات بيع المستلزمات النسائية والمصانع للعام الماضي 12 ألف عاملة.
وحول تطوير برامج دعم عمل المرأة، أوضح أن الصندوق سعى إلى تصميم وتطوير برامج تدعم عمل المرأة، لتوفير فرص توظيف متنوعة في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وذلك انطلاقاً من تطبيق إستراتيجية التوظيف السعودية، حيث تضمنت إحدى سياساتها "التوسع في توظيف المواطنات الراغبات في العمل".
وأكد أن الصندوق ساهم على مدى السنوات الأربع الماضية في دعم عمل المرأة، من خلال برامج الدعم وقنوات التوظيف المتعددة، حيث تجاوز عدد من تم توظيفهن 183 ألف مواطنة، منهن 72 ألف مواطنة تم توظيفهن خلال العام الماضي 2014.
ونصح الفتيات، بأن العمل ليس محصورا في الوظيفة بشكلها التقليدي فقط، مبيناً أن مجال العمل أرحب وأكبر من مجرد الحصول على وظيفة المتعارف عليها، حيث يوجد العمل الحر، وهناك العمل الجزئي والعمل من المنزل وغير ذلك، داعيا إياهن باكتشاف كل الخيارات المتاحة، وعدم انتظار الوظيفة أو الأعمال الأخرى بل السعي إليها، وعدم الاستهانة بأي عرض عمل، وتكوين الخبرات والحرص على التعلم الصحيح لإيجاد الدعم والتطور الوظيفي.
من ناحيته، أكد خالد الخضير؛ الرئيس التنفيذي لشركة جلوورك، أن عدد السيدات الباحثات عن عمل في ازدياد، مبيناً أنه عند تأسيس الشركة كان العدد لا يتجاوز 50 ألف سعودية، أما اليوم بلغ العدد 400 ألف سعودية، مضيفاً أن السوق يتطلب تسويق وجرافيك ديزاين أكثر من المحاسبة وتقنية المعلومات.
وكشف، أن المواصلات أهم عقبة تواجه التوظيف، لذا نصح الشركات بتوفير وسيلة للمواصلات، لأن توافرها دعم لنجاح الفتاة الموظفة، مشيراً إلى أن المعرض حرص على أن تكون هناك وظائف حقيقية للشركات المشاركة، لافتاً إلى أن العام الماضي وفر المعرض أكثر من 1000 فرصة عمل، إلا أنه يأمل هذا العام في توظيف 1300 فتاة، خاصة مع الزيادة الملحوظة في أعداد المشاركات من الباحثات عن فرص العمل، واللائي يتطلعن إلى الوظائف التي تتناسب مع إمكاناتهن وقدراتهن.
ويشمل المعرض 15 ورشة عمل تثري الفتاة في حياتها العملية والوظيفية، كما يستضيف مختصين يناقشون عدداً من القضايا الرئيسة فيما يتعلق بعمل المرأة في المملكة، فيما تشمل محاور الجلسات "ابتداء رحلة العمل"، "إطلاق قدراتك العملية"، "العمل والنجاح".
ويعد "معرض ومنتدى خطوة قبل التوظيف السنوي"، من أهم الأحداث التي تعنى بفرص العمل وصقل المهارات، خاصة أنه يحظى بدعم رسمي من صندوق تنمية الموارد البشرية، الذي يثري فعالياته ويعزز مصداقيته، ويساند الجهود في إتاحة المزيد من فرص العمل للباحثات عن الوظائف، واستقطاب عدد أكبر منهن وتحضيرهن لسوق العمل من مختلف أنحاء البلاد.
ويتوقع أن يزور المعرض أكثر من 50 ألف مشاركة في جدة والرياض والدمام خلال شهر نيسان (أبريل) 2015، فيما ينتظر أن يستقطب 300 من الطالبات المتميزات اللائي في المرحلة الأخيرة من الدراسة في الجامعات السعودية، حيث سيزخر الحدث بالكوادر النسائية من الجامعات والشركات على حد سواء.