رسالة إلى جندي شجاع في «عاصفة الحزم» (2)

أيها الجندي الشجاع:
ليتك ترى كيف يحتفل الوطن بك كل صباح ومساء، أصبحنا نتشارك معك حتى تفاصيل يومنا حين نتحدث عن قصص بطولاتك ومواقف استبسالك في "عاصفة الحزم"، وسأحدثك عن "بعض" مواقف الفخر بك، فإن مساحة المقال لا تسمح لي بأن أسردها لك كلها، ولكن أعدك أن تصلك رسائلي أسبوعيا ــ بإذن الله تعالى ــ إلى أن يكتب الله تعالى النصر وعودة الشرعية لليمن الحبيب.

أيها الجندي الشجاع:
أعلن مدير جامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور عبد العزيز الساعاتي، إعفاء العسكريين المشاركين في "عاصفة الحزم"، من الدارسين في الجامعة بنظام التعليم المطور للانتساب، من الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الثاني، ليس ذلك فحسب بل أعطى توجيهاته بمراعاة ظروفهم فيما يخص احتساب درجات أعمال السنة، والاختبارات النهائية، لمن لم يستطع تأديتها وفقا للجداول التي أعدتها عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في الجامعة.
أرأيت كيف يهفو الوطن بكل مؤسساته لرسم لوحة بيضاء نقش فوقها "أنت فخر للوطن ونحن معك".

أيها الجندي الشجاع:
في حفل تخريج طلاب جامعة الملك خالد وفي ذلك اليوم الذي يفترض أن يحتفل فيه كل طالب بشهادته الجامعية بعد طول سهر وكفاح وتعب، رأينا الطلاب يخلعون "بشوت" التخرج ويقذفون بها وهم يرددون "لبيك يا سلمان جينا اليوم لعيون الوطن، أبشر بعزك يا زعيم المملكة يا أبو فهد.. حنا جنود الله بعنا أرواحنا بأغلى ثمن، في جنة الفردوس موعدنا ويا نعم الوعد"، أرواحهم تتوق للانضمام إليك في عاصفة العزة والكرامة والمجد، ورائحة ثرى الوطن الغالي تمتزج بقلوبهم الصادقة، فيرمون كل إنجاز شخصي جانبا ليصبح الدفاع عن العقيدة وبلاد الحرمين هو الهدف الأسمى لهم.

أيها الجندي الشجاع:
في يوم بدر نظر النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ إلى أصحابه وهم 300 ونيف، ونظر إلى المشركين، فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل القبلة وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا". قال عمر بن الخطاب: فما زال يستغيث ربه ويدعوه، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فردَّه، ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه منجز لك ما وعدك".
فالله الله في الدعاء في كل حين ووقت.
حفظك ربي وحماك وسدد رميك وأعادك إلى الوطن سالما غانما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي