موعد دخول الأجانب في السوق يفتح شهية المضاربين
قال محللون في سوق الأسهم السعودية إن ارتفاع المؤشر خلال تداولات أمس بنحو 4 في المائة يعود لتفاؤل المستثمرين بقرب فتح السوق للشركات الأجنبية المؤهلة، حيث تجاهل المتعاملون الأخبار السلبية لانخفاض أرباح ربع السنوية لبعض الشركات القيادية.
وأكدوا لـ"الاقتصادية" أن السوق شهدت مضاربات على أسهم منتقاة ينتظر أن يستهدفها المستثمرون الأجانب عند فتح السوق رسميا أمام استثماراتهم، وهو ما عكس ارتفاع السيولة وتجاوزها 15 مليار ريال.
واعتبروا شركات معينة في القطاع المصرفي والبتروكيماويات بأنها ستكون هدفا لبعض المضاربين الذين يحاولون تأسيس مراكز سعرية، تنشط معها عمليات الشراء من الأفراد في السوق الذي لا يزالون يشكلون أكثر من 90 في المائة من المستثمرين فيها.
وقال لـ "الاقتصادية" محمد الشامسي مسؤول استثمارات محلية إن ارتفاع سوق الأسهم السعودية أمس يرجع لعاملين رئيسين أولهما إعلان هيئة سوق المال عن موعد فتح باب السوق للمستثمرين الأجانب، والعامل الآخر النتائج التي صدرت من إغلاق يوم الخميس الماضي والتي كانت إيجابية لبعض الشركات.
ولفت إلى أن مكررات الربحية في السوق تصل إلى 19 مرة وهو متفوق كثيرا عن مؤشرات الأسواق الناشئة الأخرى مثلا مؤشر الأسواق الناشئة يتداول عند مكرر 13.5 ولدينا فرق كبير بيننا وبين مؤشر الأسواق الناشئة الأخرى وهو ما يمكن أن يحد من سهولة الارتفاع في المستقبل القريب في السوق.
وتوقع أن يعود هذا الارتفاع الى الفتور بعد فترة بقوله: "على المدى الطويل لن يستمر الارتفاع بالشكل القوي الذي شهدناه والتداول أقوى وأعلى من الأسواق الناشئة الأخرى وهو ما سيحد من ارتفاع السوق بشكل كبير خلال الفترة القادمة أما على المدى القصير فهناك إيجابية بسبب خبر فتح السوق، لكن لن يستمر الزخم على ما هو عليه الآن بل سيتراجع في الأيام المقبلة ولن يستمر عند مستوى 9600 نقطة".
وأشار إلى أن أي تراجع كبير في أسعار النفط سيكون له تأثير لكن التذبذبات البسيطة لن يكون لها تأثير في نفسيات المتداولين، مبينا أن نتائج الأسهم القيادية مثل "سابك" كانت قوية وفوق توقعات المحللين وبيوت الخبرة، مضيفا أن نفسيات المتعاملين قد تتغير في حال تراجع النفط بشكل كبير، منوها بأن برميل برنت وصل إلى 63 دولارا وكان لعدة أسابيع عند مستوی 55 دولارا للبرميل وهو ارتفاع إيجابي ما ساهم في تحسن نفسيات المستثمرين والمتعاملين.
من جهته قال لاحم الناصر المستشار المصرفي: إن السبب الرئيس في ارتفاع السوق هو إعلان هيئة سوق المال السعودية موعد دخول المستثمرين الأجانب، مضيفا أن نتائج سابك وقطاع البتروكيماويات سيئة جدا وفي الظروف العادية كان من المرجح أن تنزل السوق ولا ترتفع لكن الخبر الإيجابي نفى تأثير الخبر السلبي، حيث إن نتائج سابك متراجعة بنحو 39 في المائة.
ونوه بأن ارتفاع سهم سابك طبيعي، فالسوق بأكملها مرتفعة و"سابك" قارئ بيانات السوق وهي مؤثرة ويعتقد العديد من المستثمرين أنها هدف للمستثمرين الأجانب.
وبين أن ارتفاع السوق أمر نفسي ولا أحد يعرف عن تأثير دخول الأجانب في السوق وهل سيكون دخولهم قويا خاصة في ظل الأحداث السياسية، متوقعا ألا يواصل المؤشر الارتفاع وإذا ارتفعت السوق فستكون من 100 إلى 120 نقطة.
وتابع" لو لاحظنا لوجدنا أن السوق فقدت الزخم قبل نهاية جلسة أمس، ومن المؤكد أن الكثير من المحافظ ستغير مراكزها المالية".
وأوضح أن ارتفاع السوق ليس صحيا وارتفاع كل قطاعات السوق يعطي مؤشرا على أن الارتفاع مضاربي بحت، مشيرا إلى أنه لو ارتفعت الأسهم التي يتوقع أن يدخلها الأجانب، فستكون فرصة للكثير من المحافظ الاستثمارية لتغير مراكزها فبالتالي لا يتوقع أن تستمر التداولات بذات الزخم اليوم، وارتفاع سهم "سابك" بنسبة 9 في المائة رغم نتائجها السيئة يؤكد أن الارتفاع مضاربي بحت وليس هناك ما يدل على أن السوق واعية، فالأسواق المتقدمة لا ترتفع كاملة وتنزل كاملة والخبر وإن كان قويا إلا أن تأثيره يزول سريعا. وقال: إن التقييمات الأجنبية للسوق من الشركات الأجنبية ستبدأ وسيحددون ما هي الأسهم التي من الأفضل الدخول فيها.
من جهته قال الدكتور عبدالله المغلوث المحلل المالي إن القطاع المصرفي لا يزال الحصان الأسود للسوق وهو الأكثر ربحية وكذلك قطاع الأسمنت والتجزئة فهي قطاعات جيدة أما قطاع التأمين فوصفه بالقطاع المضاربي بامتياز.