رسالة إلى الوزراء النمطيين

فوجئ الشاب أنس الحميد مقدم برنامج "يحق لك" على "يوتيوب"، الذي يعنى بتوعية الناس بحقوقهم التي يكفلها النظام، برسالة إلكترونية (إيميل) من وزير التجارة والصناعة، الدكتور توفيق الربيعة، بعد عرض إحدى حلقاته في 22 يونيو 2013. قال الوزير في معرض رسالته: "اطلعت على حلقاتكم الأربع من برنامجكم وأهنئكم على جهودكم المتميزة وأشكركم عليها ونفتخر بوجود مثلكم. أخوكم، توفيق الربيعة". شكر أنس الدكتور الربيعة على رسالته ثم فوجئ بطلب الوزير مقابلته. لم تمض أيام قليلة على لقائه الوزير إلا وأنس مديرا لإدارة توعية المستهلك في وزارة التجارة والصناعة. وأسهم أنس منذ التحاقه بالوزارة مع زملائه بحملات وجهود توعوية ذكية على المنصات الإعلامية التقليدية والشبكات الاجتماعية بروح شابة متوثبة من وإلى المجتمع.
نجاح الدكتور الربيعة في قيادة وزارة التجارة نابع من حرصه على تطعيمها بكفاءات شابة موهوبة. ليس ذلك فحسب، بل وضعهم في مواقع قيادية. لا يضع بين الموهوب 20 رئيسا يحولون دون إبداعه. لا يتردد طويلا. يعقلها ويتوكل.
يقول أنس في حديث مباشر مع الجمهور في منتدى أرامكو السعودية للتواصل الذي عقد في الخبر، إن الوزير الربيعة جعل كل موظفيه وزراء. استشهد بموقف الوزير الربيعة بعد أن فرغ من تقديم عرض أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. فقد قام الوزير بعد نهاية العرض مباشرة بمشاركة جميع موظفي الوزارة بالانطباعات التي تلقاها من المجلس عبر رسالة إلكترونية وضع فيها بالتفصيل ردود فعل الأعضاء، مختتما الرسالة بشكرهم على جهودهم الحثيثة التي كانت خلف الردود الإيجابية التي حصل عليها. وأرفق مع الرسالة العرض؛ ليطلع الجميع على خطط الوزارة ومشاريعها.
يشير أنس إلى أن هذا هو ديدن رئيسه. يقول: "فهو يشعرنا دائما أنه قريب منا ونحن قريبون منه". هذا الأسلوب زاد من ولاء الموظفين وتفانيهم. فالكثيرون لا يعلمون أن الربيعة منذ أن التحق بالوزارة وهو يعمل بكل ما أوتي من قوة لمقاومة البيروقراطية. يؤكد أنس أن الربيعة حرص على إنشاء مجموعة خاصة في تطبيق "واتساب" لكل إدارة في وزارته وهو عضو فيها؛ حتى يتم إنجاز المشاريع بيسر وسلاسة. فهو يرى أن كثيرا من المواضيع تحتاج إلى قرارات مباشرة وسريعة. فبعض القرارات إذا تم تأجيلها تنتهي صلاحيتها.
تحية للربيعة ولأنس ولكل فرد يعمل من أجل مجتمعه ووطنه. وتذكروا أن الأداء التقليدي لن ينجب فكرة خلاقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي