مشاركون: نقد الربيع يمثل مرحلة تاريخية .. وتوصيات بدراسة مذكراته

مشاركون: نقد الربيع يمثل مرحلة تاريخية .. وتوصيات بدراسة مذكراته

انطلقت أمس جلسات ملتقى العقيق الثقافي بنسخته السادسة، الذي تعقد فعالياته في فندق مرديان المدينة المنورة بجلسته الأولى تحت عنوان "نادي المدينة المنورة الأدبي 40 عاما أدب وثقافة" التي أدارها الدكتور نايف الدعيس الشريف وشارك فيها كل من الباحث محمد صالح البليهشي والدكتور عبدالباسط بدر والدكتورة سمية الرومي. وكان محور الجلسة "عبدالعزيز الربيع ومحمد الرميح إسهاماتهما الإبداعية والنقدية".
وأشار الباحث محمد البليهشي في ورقته عن "عبدالعزيز الربيع في عيون محبيه" إلى دور عبدالعزيز الربيع الذي جعل من بيته خيمة لأسرة الوادي المبارك، وترأسها حقبة من الزمن قبل أن يلتف أعضاء الأسرة حول نادي المدينة المنورة الذي أسس لاحقا، حيث كان يؤمن بوجود ناد أدبي للمدينة وبأهمية وجود رسالة للأدب والثقافة على مستوى المدينة والمملكة فسار بالنادي سيرة المستبشر، وأصبح النادي في سباق مع الأندية الأخرى وتحقق له كثير مما كان يتطلع إليه أمير الشباب حينها فيصل بن فهد.
وقدم الدكتور عبدالباسط بدر في دراسته ( الرؤى النقدية وتجلياتها في كتاب شوقيات وشوكيات) قراءة في نقد الربيع في كتابه شوكيات وشوقيات وما صدر عن الرؤى التي أنتجت مقاييسه وأحكامه بفئاتها الأربعة: الفنية والإسلامية والقومية والذاتية وأشار إلى تقدم فئة الرؤى الفنية على ما سواها من الفئات. وقال بدر إن نقد الربيع يمثل مرحلة من مراحل تاريخ النقد الأدبي في المملكة، وحري بدارسي النقد الأدبي ومؤرخيه أن يتتبعوا تمدده في كتب الربيع ومقالاته الأخرى التي لم يتضمنها هذا الكتاب للوصول إلى قراءة متكاملة لأعمال أديب ناقد متمكن، أسهم في حركة النقد الأدبي في المملكة بفاعلية ظاهرة. من جهتها ترى الدكتورة سمية الرومي في ورقتها (فضاءات السيرة الذاتية – ذكريات طفل وديع" أن ذكريات طفل وديع رسمت واقع المدينة المنورة التاريخي والاجتماعي والثقافي والعلمي الذي شهدته في أواخر الخمسينيات من القرن الـ20، وقد أظهر وصفه البون الشاسع بين جيلين؛ جيل الآدباء الذين يمثلهم عبدالعزيز الربيع، وجيل الأبناء الذين يمثلهم ابن صاحب المذكرات الذي خصه بإهداء هذه الذكريات. فيما أشار الباحث صالح بن محمد المطيري في ورقته ( أسرة الوادي المبارك) إلى أن أسرة الوادي المبارك هي النواة الأولى أو البذرة التي تشكّل منها نادي المدينة المنورة الأدبي، وكانت هذه الأسرة أو الجماعة الأدبية الصغيرة قد ائتلفت في عام 1373هـ-على الأرجح- من ثلة من هواة الأدب والشعر في المدينة المنورة، وكانوا في جملتهم فتية من الشباب الناهض معظمهم من خريجي مدرسة العلوم الشرعية، قد جمع بينهم محبة القريض والولع بالكلمة المجنحة، وقال إنه سبق هذه الأسرة ضرب من التكتل أو الائتلاف الأدبي في المدينة المنورة منذ عام 1345هـ، وذلك حين أسس الأديب عبدالقدوس الأنصاري وأحمد ياسين الخياري وآخرون ما سمي بـ (الحفل الأدبي للشباب السعودي المتعلم) وقد تحاشى تسميته بـ (النادي) لأنه في ذلك الوقت المبكر لم يكن لهذه الكلمة أي دلالة مهذبة أو إيحاء مشجِّع ، ويبدو أن هذا التكتل الأدبي لم يدم طويلا، أما أسرة الوادي المبارك، فهي على صغرها، قد تطورت ونمت وأثمرت، بل آتت أكلها ضعفين، لأنه قد انبثق عنها بل أسس بأعضائها النادي الأدبي القائم الآن. وأشار إلى أن اسم (الوادي المبارك) الذي نسبت إليه هذه الأسرة الأدبية المباركة، وهو وادي العقيق الذي يأتي من تلقاء الجنوب فيسير ويمتد حتى يخاصر المدينة من جهة الغرب، وقد تشكلت أسرة الوادي المبارك من كل من: عبدالعزيز الربيع، محمد هاشم رشيد، حسن مصطفى الصيرفي، عبدالرحمن الشبل، محمد العيد الخطراوي، عبدالرحيم أبوبكر، وانضم إليهم لاحقا محمد العامر الرميح، فانتظم به سمط الثريا، وكلهم قد أصاخ سمعه لداعي الشعر، وأخلص الطاعة لهاجس الفن، وكلهم –ماعدا الشبل- قد طواهم الموت في سجله منذ سنين.

الأكثر قراءة