«رئيس العلوم والتقنية»: إعلان تحالفات صناعية وتقنية قريبا على غرار مشاريع «الطائرات»
كشف لـ"الاقتصادية" الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود؛ رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عن توقيع عدد من التحالفات التقنية والصناعية في المرحلة المقبلة، على غرار مشاريع تصنيع الأقمار الصناعية والطائرات وإنتاج المياه المحلاة بالطاقة الشمسية.
خلال افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثالث لتقنية المواد المتقدمة 2015، الذي تنظمه المدينة في مقرها تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال إن "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية انتهت من الخطة الأولى، العام الماضي، وبدأنا هذا العام المرحلة الثانية من الخطة، التي ستركز على دعم البحث العلمي للصناعة"، موضحاً أن الخطط بدأت تظهر نتائجها من تقدم السعودية عالميا في النشر العلمي وبراءات الاختراع.
وذكر أن المؤشرات الأولية التي نشرها تقرير لمجلة نيتشر، تؤكد أن السعودية في طليعة الدول العربية بالنسبة للنشر الإلكتروني، والأولى على مستوى العالم الإسلامي في نوعية النشر، مضيفاً كما أنها تحتل المرتبة الـ35 عالميا في نوعية النشر والأولى على مستوى الدول الإسلامية تأتي بعدها تركيا وإيران.
وأشار إلى أن "المملكة تحتل المرتبة الأولى على مستوى الدول الإسلامية في براءات الاختراع، حيث تجاوزت ماليزيا، التي كانت تتصدر القائمة، ولدينا مئات براءات الاختراع وهي في ازدياد مستمر"، مضيفاً "كما نسعى لكي تستفيد من هذه البحوث في الصناعات خلال الخطة الحالية، التي تحمل عنوان "استثمار البحث في الصناعة"، كما نسعى أن نجسر الهوة بين البحث والصناعة بحيث يكون هناك جسر للتواصل بينهما.
وأوضح أن المدينة دعمت من خلال الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار 123 مشروعاً في مجالات تقنية المواد المتقدمة في جامعات المملكة، بقيمة تبلغ نحو 217 مليون ريال تمثل 7 في المائة من إجمالي المشاريع المدعومة للتقنيات الاستراتيجية حتى نهاية 2014، كما أنشأت المركز الوطني لتقنية المواد المتقدمة لتطوير هذا القطاع.
وبين أن تقنية المواد المتقدمة تعد أساساً للنهضة الصناعية، حيث يهتم بالربط بين بنية وتركيب المواد الداخلية وبين خواصها واستخداماتها، وتعتمد عليها الدول المتقدمة في تطوير صناعاتها المختلفة.
وفيما يخص المنافسة العالمية، أكد الأمير تركي بن سعود، أن المملكة لديها إمكانية عالية في هذا الأمر، والحصول على قيمة مضافة من مواردها الطبيعية، من خلال التوسع بشكل كبير في تطوير مواد قائمة على صناعة البتروكيماويات مثل اللدائن والمواد المركبة، وفي مجال صناعة التعدين كالسبائك المعدنية بمختلف الخواص، إضافة إلى السيراميك وما يسمى بالمواد الكيميائية الخاصة.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد بن عبدالرحمن العقاب؛ رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن المدينة اهتمت بتقنية المواد المتقدمة بشكل خاص، ووضعتها إحدى أهم التقنيات الاستراتيجية، التي تسعى إلى نقلها وتطويرها، وعكفت بمعاهدها ومراكزها المختلفة على نقل وتطوير تقنيات مواد متنوعة لتطبيقات مختلفة تشمل الطاقة، والمياه، والبترول، والغاز، والطيران، والبناء، وغيرها.
وأكد أنه لتحقيق هذه الاستراتيجية، تعاونت المدينة مع عديد من الجهات ومراكز الأبحاث المرموقة عالميا مثل المعهد السويسري الفيدرالي لاختبارات المواد، ومعهد فرانهوفر ومعهد ماكس بلانك وجامعة كامبردج وغيرها من الجهات.
وبين أن المؤتمر سيناقش آخر التطورات والأنشطة البحثية المتعلقة بالمواد المتقدمة خفيفة الوزن، والمواد المتقدمة لتطبيقات الطاقة وتقنية المياه، والمواد المتقدمة لتطبيقات الظروف القاسية، والتقنيات المتقدمة في تصنيع المواد الهندسية.
فيما تطرق الدكتور ديفيد ماتلوكمن من جامعة كولورادو للمناجم، إلى الابتكارات في الصناعة العالمية للفولاذ، وأثر تحالف الجامعات والمؤسسات الصناعية.
وتناولت فعاليات المؤتمر، التطورات الحديثة في تصنيع الفلزات ذات الحبيبات الميكرومترية، والتشوه اللدن الفائق من خلال طريقة مثلى لتصغير الحبيبات وتحسين الخواص الميكانيكية والاستطالة، وكذلك المواد الفلزية المركبة الخفيفة المدعمة بمواد ذات حبيبات نانوية، إضافة إلى استراتيجيات تحضير مواد متناهية الصغر لمكثفات تخزين الطاقة، والأغشية غير العضوية لفلترة الماء وتحليته.