دول خليجية ترفض طلبات صينية لتزويدها بشحنات نفط إضافية
رفضت السعودية والكويت والإمارات الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طلبات صينية لمزيد من النفط نظرا لاحتفاظهم بالوقود لمصافيهم مع بلوغ الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم مستويات جديدة هي الأعلى على الإطلاق، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".
وربما لا يكون رفض السعودية والدول الأخرى لتوريد شحنات خام إضافية جزءا من استراتيجية جديدة للأسعار لكن رفضهم لطلبات أكبر عملائهم يسهم في تفسير تحسن أسعار النفط بنسبة 40 في المائة هذا العام مع اضطرار المستوردين الصينيين إلى طلب مزيد من الخام من موردين آخرين في سوق يقول بعض المحللين إنها ما زالت متخمة بالمعروض.
ونقلت "رويترز"، عن تجار النفط الصينيين قولهم أن السعودية امتنعت عن تلبية طلبات إضافية من "تشاينا أويل" و"يونيبك" وهما ذراعا تجارة النفط لشركتي بتروتشاينا وسينوبك على الترتيب لإمدادهما بشحنات إضافية من الخام للتحميل في أيار(مايو) وحزيران (يونيو) وهو ما اضطرهما إلى السعي لطلب إمدادات من منتجين في غرب إفريقيا وعُمان وروسيا.
وقال تاجر لدى واحدة من كبريات الشركات المستوردة للنفط في الصين طالبا عدم ذكر اسمه: إن السعودية اعتادت إمدادنا بالخام إذا طلبنا شحنات إضافية فوق المتعاقد عليها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام ولكن ليس في الشهرين الحالي والمقبل. فيما ذكر مصدر آخر بمصفاة صينية تستورد النفط السعودي أن الخام السعودي الثقيل "يشح قليلا" في هذين الشهرين.
ويشير أحدث تقرير أصدرته "تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس" في آسيا إلى أن حصة السعودية من واردات الخام الصينية تراجعت إلى ما يزيد قليلا على 30 في المائة في أيار (مايو) من 36.5 في المائة في الشهر الماضي.
وقلصت "أرامكو السعودية" بالفعل الإمدادات المتعاقد عليها لبعض العملاء في اليابان وكوريا الجنوبية في نيسان (أبريل)، ولم يتسن الحصول على تعليق من شركة أرامكو.
وأشار التاجر في إحدى كبريات الشركات المستوردة للنفط في الصين إلى أنه تم أيضا رفض طلبات لاستيراد المزيد من الخام من الكويت والإمارات، ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولي "بتروتشاينا" و"سينوبك" ونادرا ما يعلقون على نشاط التجارة.
وتوجد عوامل معظمها محلية وراء عدم تلبية طلبات شحنات النفط الإضافية، فقد جرت العادة أن تصدر السعودية النفط الخام ولكن تستورد المنتجات المكررة.
إلا أن هذا الوضع يتغير، فمصفاتها الجديدة ياسرف البالغة طاقتها 400 ألف برميل يوميا دخلت حيز التشغيل الكامل في نيسان (أبريل) وتستخدم الخام السعودي الثقيل في إنتاج وتصدير فحم الكوك البترولي ووقود الديزل والبنزين، وفي العام الماضي بدأت "أرامكو" تشغيل مصفاة الجبيل التي تملك طاقة إنتاجية مماثلة وتعتزم الشركة بناء مصفاة ثالثة بطاقة 400 ألف برميل يوميا أيضا بحلول 2018.
ويزيد منتجون آخرون في الشرق الأوسط مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في الإمارات من المصافي وتقبل المنطقة على موسم ذروة الاستهلاك الذي تستخدم فيه مزيدا من الخام لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة تكييف الهواء.
وتقلصت إمدادات الخامات الثقيلة أيضا بسبب إغلاق حقلين تديرهما السعودية والكويت معا وهما الخفجي في تشرين الأول (أكتوبر) لأسباب بيئية والوفرة في الأسبوع الماضي لإجراء أعمال صيانة بما أدى إلى تقليص الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا.
ورغم رفض بعض الطلبات الآسيوية إلا أن السعودية التي بلغ إنتاجها مستوى قياسيا يزيد على عشرة ملايين برميل يوميا ودول الشرق الأوسط ما زالوا حرصاء على تلبية أكبر قدر ممكن من الطلب الآسيوي ومستعدين لتلبية احتياجات عملائهم.