الإرهاب في أقبح تجلياته .. والقديح توحد السعوديين
هل أقبح من أن يقتل ناسك في معبده. أو مصل في مسجده. حتى في العصور الوسطى ارتقى الناس عن أن يفعلوا ذلك إذ يذكر المؤرخون أن الخليفة الإسلامي أبا بكر الصديق حذر جيوشه من ذلك لكن خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان أول من قتل في مسجد على يد أبي لؤلؤة المجوسي منتهكا كل تلك المحرمات، محرمات لم تنتهك بعد ذلك إلا في عصر ميليشيات القتل والتدمير المتبوعة بميكرفونات التكفير.
وفي ظهر الأمس امتزجت دماء المصلين في يوم الجمعة مع بعضها بعضا لتصعد أرواح إلى بارئها وبعض آخر يتطبب في مشاف مجاورة لمسجد الإمام علي حيث يتبرع السعوديون بدمائهم ليعالجوا ما نزف من دماء أبناء القديح البلدة السعودية التابعة لمحافظة القطيف مؤكدين أن الجرح واحد والألم واحد كما أن الرب واحد.
نعم ما زالت عالية أصوات التطرف في مجتمعاتنا العربية هكذا يشير أبناء المنطقة الشرقية لكن أصوات الاعتدال آخذة في الارتفاع في بلاد لم تعرف قبلا مشكلات حادة بين أبنائها تحديدا في عصر الدولة السعودية التي وضعت المواطنة فوق كل اعتبار إلا اعتبار لا إله إلا الله وهو الاعتبار الذي يتوحد فيه السعوديون من الماء إلى الماء.
أصوات كثيرة خرجت تدين الاعتداء الآثم والجريمة النكراء التي أصابت بلدة القديح لكن هيئة كبار العلماء كانت أبرز تلك الأصوات لتؤكد أن مثل تلك الجرائم لا آباء شرعيين لها وإنما كالفعل السفاح الكل يتبرأ منه والشرائع السماوية تنأى عنه.
دماء السعوديين من شتى الأطياف امتزجت قبل أشهر أثر جريمة الدالوة في محافظة الأحساء وهي اليوم على المبدأ ذاته لا تحيد حين يكون المواطن البسيط هو المستهدف فكلنا هنا مستهدفون.