مشايخ القطيف لـ"الاقتصادية": حادثة «القديح» عمل إرهابي جبان لم يراعِ قدسية المكان والزمان
قال لـ"الاقتصادية" عدد من مشايخ وأعيان القطيف إن الحادثة المروعة التي شهدتها المنطقة البارحة الأولى تؤكد استهداف أطراف خارجية لزعزعة أمن واستقرار المملكة، موضحين أن العمل الإرهابي الغادر لم يراع قدسية المكان والزمان عبر استهداف المصلين في مسجد في يوم الجمعة الفضيل، مؤكدين أن التفجيرات الإرهابية لا تفرق بين سنة وشيعة، واستهداف مسجد تقام فيه صلاة الجمعة عمل غادر جبان من أطراف تكفيرية تهدف إلى إذكاء الفتنة الطائفية وشق وحدة الصف".
#2#
وأوضح الشيخ منصور السلمان أن المجزرة البشعة ملأت القلوب بالرعب في بيت من بيوت الله وتحديدا يوم جمعة الذي تهيأ فيه المصلون لأداء الصلاة ليأتي مجرم محمل بالمتفجرات لبيد المصلين ظنا منه أن بهذا العمل الإجرامي يتقرب إلى الله، غير ملتفت إلى أنهم حصلوا على وسام الشهادة الرفيعة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.
وأكد السلمان أن المؤججين للفتنة الطائفية يتحملون العبء الأكبر وتفتيت الوطن المتماسك ولكنهم لن يصلوا إلى مرادهم فأبناء القديح يبعثون رسالة واضحة إلى هؤلاء المجرمين أنهم سيبقون في أرضهم وترابهم لن تزلزلهم الأحداث الإجرامية التي يصنعها هؤلاء الإرهابيون وسيأتي اليوم الذي يؤخذ فيه بالحق لهؤلاء الشهداء.
من جهته، قال الشيخ محمد الجيراني قاضي الأوقاف والمواريث الشرعية في محكمة القطيف إن تلك الجريمة الشنعاء مدانة شرعا وعقلا وعرفا وإنسانية، حيث كشف المجرمون عن وجههم الحقيقي أكثر بقتلهم الأبرياء والمصلين والآمنين في مدينة القديح.
وأضاف، ندين ونستنكر هذا العمل الشرير والإجرامي الطائفي وأوجه النداء لإخواني من الطرفين انبذوا الطائفية المقيتة وحاربوا التفرقة المذهبية والتمييز الطائفي، أنتم إخوة مسلمون ومؤمنون موحدون عليكم بالوحدة حفاظا على الوطن الغالي.
بدوره، قال عبدالحليم آل كيدار عمدة جزيرة تاروت في القطيف إن حادثة القطيف تؤكد استهداف أطراف خارجية لزعزعة أمن واستقرار المملكة، وعناية الرب سبحانه حفظت المصلين من كارثة أكبر، حيث كان بالإمكان أن يكون الضحايا أكبر من ذلك لولا عناية الله ولطفه.
وأضاف" توجهت للموقع فور سماع النبأ ورأيت بنفسي تكاتف جميع المواطنين والجهات الأمنية حيث فزعوا جماعات وأفرادا للمستشفيات للتبرع بالدم رغم الظروف الصعبة حيث أجهش الحاضرون بالبكاء تأثرا من هول الموقف، وهذا التلاحم الشعبي الكبير رد على كل من أراد بنا سوءا".
ووصف آل كيدار الحادث بالمؤلم ومن شاهد سيل الدماء وتناثر الأشلاء التي كانت صدمة قاسية يتأكد أن من كان وراء هذا العمل لا يتحلى بأي إنسانية ولا دين ولا ملة ولا يفرق بين سني وشيعي، إنما هدفه إثارة الفتنة في المنطقة ولكن لا مكان لأمثال هؤلاء بين أبناء الوطن الواحد، وثقتنا كبيرة بقيادتنا وولاة أمرنا ورجال الأمن وتلاحم الشعب السعودي في هذا الظرف، حيث رأينا تكاتف وتعاطف جميع أطياف الشعب السعودي ولن يفرق بيننا أي مخرب"
وأضاف أن أعداء الوطن هم من يقفون وراء ذلك ويستهدفون زعزعة أمننا واستقرارنا والتكفيريون الذين يستخدمون كأدوات لهم أناس لا يخافون الله ويسعون إلى تنفيذ أجندة خارجية، ونحن على ثقة بقدرة جهاتنا الأمنية على الوصول ومعرفة من يقفون وراء العمل الإرهابي الجبان، والجريمة واضحة وأطالب أبناء القطيف بالصبر لتخطي هذا الظرف الصعب، حيث وجب علينا أن نكون صبورين وفخورين بوطننا وعلينا المتابعة الأمنية حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث بالتبليغ على كل ما يثير الشبهة للجهات الأمنية، وأمن الوطن مسؤولية الجميع.
وأردف عمدة تاروت قائلا إن المملكة مستهدفة في أمنها ومواردها واستقرارها ونسأل الله أن يرحم شهداء الوطن ويشفي الجرحى ويصبر أهالي الضحايا، ونجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، ونشكر أمير المنطقة الشرقية على اهتمامه ونشكر الشعب السعودي كافة على مشاعرهم ووقفتهم وعلينا الصبر في هذه الظروف الصعبة ونضرب بيد من حديد على كل العصابات التي تستهدف أمننا واستقرارنا .
واختتم آل كيدار تصريحه بالعزاء للقيادة الرشيدة ولأهالي القطيف وندعو أبناء القطيف للصبر في هذا الظرف ونثق بقدرة رجال الأمن على محاسبة المتسببين، ونشكر المواطنين والمقيمين على تسارعهم للتبرع بالدم في المستشفيات وبعزيمة رجال هذا الوطن لن نسمح لمن يريد زعزعة أمننا.