مختصون: وسائل التواصل الاجتماعي تتغلب على البيت والمدرسة في تنشئة الأجيال

مختصون: وسائل التواصل الاجتماعي تتغلب على البيت والمدرسة في تنشئة الأجيال

شن الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة مكة سابقا هجوما على البيت والمدرسة اللذين لم يقوما بالدور ذاته الذي نعرفه سابقا في تحقيق مراد التربية والتعليم لأطفالنا وأصبحت وسائل التواصل أكثر تأثيرا في أوساط الشباب بل الأطفال، وأسهمت في جعلهم يتلقون الأخبار والأحداث عبر شاشات الهاتف الجوال، وذلك خلال حديثه ضمن فعاليات حملة "معا ضد الإرهاب والفكر الضال"، التي انطلقت يوم أمس في مركز الملك خالد الحضاري في بريدة وتستمر لمدة ثلاثة أيام، وقد شارك في فعاليات اليوم الأول إلى جانب الدكتور عثمان الصيني الدكتور عبدالله الخضيري والدكتور ماهر زغلول.
وأضاف الصيني أن الدور الوطني للإعلام السعودي يتمثل في المواءمة بين المسؤولية والمهنية، معلقا على أن الوطنية ليست "شرهة" تمنح، إنما عمل جاد، كذلك فليس الإعلامي موظف علاقات عامة لدى الجهات، فدوره حيوي، يتحتم عليه التعايش مع المستجدات والتطورات ومواكبة ركب التقنية.
مشددا على أن الإنترنت التي ظهرت في عام 2000، جعلت الناس يتوجهون لها بشكل كبير بحثا عن الجديد من معلومات، وضرب الصيني أمثلة في سرعة نقل المعلومة سواء عن طريق يوتيوب من خلال المقاطع التي يوجهها أناس يبحثون عن الظهور وينقلون معلومات وأخبارا غير صحيحة في سبيل ظهورهم، وكذلك تويتر وغيره من برامج التواصل الحديثة.
من جانبه، أشار الدكتور عبدالله الخضيري من جامعة أم القرى إلى توجهات المؤسسات الإعلامية وتأثيرها في الرأي العام مؤكدا أن الإعلام عنصر مهم للحياة سواء العملية أو اليومية، وبين أن الإعلام طغى على المجتمع في السنوات العشر الأخيرة خاصة الإعلام الحديث.
وشدد الدكتور الخضيري على أن ما نريده من الإعلام الحديث محاربة الفكر الضال الذي أثر في عقول بعض الناشئة، وطالب الإعلام السعودي بأن يحترم خصوصية المكان لموطني المملكة العربية السعودية وألا يكشف سرا من أسرار الدولة للإثارة، مضيفا: يجب على الإعلامي السعودي أن يكون لديه انتماء وقداسة لبلد يعتبر مهبطا للوحي ويحتضن الحرمين الشريفين.
وقال، ليس كل خبر يقال، أو كل حادثة تنشر، فليس كل سبق يطرح، لأن مثل هذه الأخبار المسبوقة قد تسبب خللا في الأمن الوطني، يستفيد منها العدو، وتوجد تهاونا لدى البعض في مجتمعنا، حيث يرونها وعلى سبيل المثال الجرائم الفردية أمرا هينا، والقرآن الكريم وجهنا لذلك في أمر عدم إشاعة الفاحشة.
مشيرا إلى أن التوظيف المتميز للأخبار التي تنقل بالصورة المثلى ذات قيمة جيدة لا يمكن فهمها فهما سيئا.
في حين أكد الدكتور ماهر زغلول الأكاديمي المعتمد في التدريب في المعهد الكندي، متحدثا عن تأثير المؤسسات الإعلامية في الرأي العام، بأنه يجب على المؤسسة الإعلامية مراعاة القيم والأخلاق وتقديم رسالة هادفة حتى يكون لها تأثيرها الإيجابي، فالخبر والحدث هما رسالة معبرة تتكون من كلمات مؤثرة وصورة مؤثرة، تجذب عقول المتلقين.
مطالبا بألا تكون الوسيلة والغاية سرعة نقل الخبر دون مراعاة ما في الخبر وما يحمله، فالتحقق من نقل الأخبار أمر ضروري حتى لا تؤثر هذه الأخبار في الآخرين.
وخلص الدكتور الخضيري في إجابته إلى حاجة التعليم والتربية إلى مواد متخصصة في الإعلام بقوله: كثيرا ما تناول المهتمون بهذا الموضوع، وطالبوا بذلك، لكن المهم هو أن يكون الإعلام أداة وعي ويراعي المتلقين داخليا وخارجيا.
واتفقا المشاركون في أن الإعلام السعودي بات أكثر مطالبة بالطرح المثالي الذي يقوي اللحمة الوطنية ونسيج المجتمع السعودي في ظل تنوع وسائل الإعلام التي فتحت للمتلقين الأرجاء وأصبحت ولا سيما الإعلام الحديث المتمثل في برامج التواصل الاجتماعي المختلفة أدوات سريعة جدا لنقل الأحداث بأنواعها.
وركز المشاركون في طرحهم على أن يعي الإعلام جانب المتلقي الخارجي الذي ينظر إلى الأحداث في المملكة بمنظور التربص والاصطياد بالماء العكر لتحقيق مآربه ومخططاته، فهناك بعض المحركات الاجتماعية من جهات خارجية تحمل صفات عدائية واستخباراتية.

الأكثر قراءة