رفع الإنفاق على تطوير مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلى 25 مليار ريال بنهاية 2020
قال المهندس عبداللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار ورئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصادية إن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية سترفع مستوى إنفاقها على مشاريع التطوير والإعمار، حيث سيصل إلى مستوى 25 مليار ريال بنهاية عام 2020.
جاء ذلك خلال تدشين منتدى الاستثمار في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في الرياض أمس، حيث قال العثمان إن هيئة المدن الاقتصادية تحرص على توفير بيئة تنافسية عالميا، بحيث تكون جاذبة للاستثمارات الرائدة للمساهمة في دفع عجلة النمو والتنوع الاقتصادي.
وقال إنه تم تقييم وضع المدن الاقتصادية في السعودية كل مدينة على حدة والخروج بخطط عمل تفصيلية وفقا لظروف كل واحدة منها. وفي هذا السياق، تم الانتهاء من الدراسة التقييمية لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ووضع خطة لتسريع وتيرة العمل تم التوافق عليها بين هيئة المدن الاقتصادية وشركة إعمار المدينة الاقتصادية (الشركة المطورة)، بحسب العثمان.
وترتكز الخطة على رفع مستوى الإنفاق من قبل المطور الرئيس ليصل إلى مالا يقل عن 25 مليار ريال بنهاية 2020، ورفع معدل الإنجاز في تطوير المشاريع وفقا لبرنامج زمني ملزم.
كما تستهدف الخطة قطاعات استراتيجية نوعية مثل الصناعات الدوائية والغذائية والرعاية الصحية والتعليم والتدريب المتخصص، ودعم المدينة من خلال مشاريع حكومية حيوية لدعم الاستثمارات النوعية.
وكشف محافظ هيئة "الاستثمار" عن ثلاثة أهداف رئيسة تسعى الهيئة إلى تحقيقها وهي إحداث نقلة نوعية لبيئة الاستثمار عبر برنامج تعزيز تنافسية المملكة وحل المعوقات التي تواجه المستمرين، وتوجيه استثمارات نوعية لبناء قطاعات اقتصادية منافسة عبر الخطة الوطنية الموحدة للاستثمار، والسعي إلى التميز في خدمة المستثمرين وتعزيز نموهم عبر إطلاق مسار سريع لخدمة المستثمرين.
ويعتمد نموذج العمل في المدن الاقتصادية على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، بحيث تقوم الدولة بالعمل على توفير بيئة استثمارية محفزة ومنافسة إقليميا وعالميا، بينما يتولى القطاع الخاص دور المطور الرئيس بمهام الاستثمار والتطوير والتشغيل بحسب العثمان.
وقال "لا يخفى عليكم أن هناك عدة مدن ومناطق اقتصادية وطنية تشترك وتسهم في تحقيق الأهداف التنموية للمدن الاقتصادية المشار أليها وعلى رأسها مدينتا الجبيل وينبع ورأس الخير، والمدن الصناعية، ومدينة وعد الشمال وغيرها".
وأضاف "من المهم وجود أطر عمل تكفل تنسيقا أعلى في الإشراف على هذه المناطق والمدن وعملا تكامليا لترويج وجذب الاستثمارات لكل منطقة أو مدينة وفقا لأولوياتها نحو تحقيق أهداف الدولة من تأسيسها".
#2#
وقال "لقد قد دخلت خطة تسريع وتيرة العمل حيز التنفيذ وشهدت المدينة بوادر نجاح ومؤشرات إيجابية أسهمت في استقطاب عديد من كبار المستثمرين العالميين والمحليين".
وذكر أنه جار العمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة على تطوير أنظمة ولوائح محفزة لدعم الاستثمارات الاستراتيجية المستهدفة، مع تأسيس عدد من المشاريع الحكومية الحيوية الكبرى بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وأكد أن الاستثمار في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أصبح أكثر جدوى وجاذبية من أي وقت مضى، متمنيا أن يرى الشركات قريبا على أرض المدينة في تحقيق تنمية وطنية مستدامة.
واستحضر العثمان في بداية حديثه توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى رجال الأعمال، وقال "جددت هذه الكلمات الثقة بتشجيع الدولة المستمر للمستثمرين في المملكة وإتاحة الفرصة لهم للعمل بحرية والحرص التام على تذليل العقبات التي تحول بين القطاع الخاص وقيامه بدوره المطلوب في مساندة الاقتصاد الوطني".
وأضاف "لعل المنتدى يكون إحدى خطوات تحقيق توجه القيادة الرشيدة حيث يشترك القطاعين الحكومي والخاص معا لتعزيز الاستثمار في المدن الاقتصادية من خلال نماذج عمل فريدة ومبتكرة".
وقال فهد الرشيد المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية إن المدينة الاقتصادية تشكل موقعا استراتيجيا في قلب مسار خطوط الملاحة العالمية والبوابة الأفضل لأسواق الخليج ومنطقة البحر الأحمر، إضافة إلى اشتمالها على واجهات بحرية بطول 51 كيلو مترا.
وأضاف الرشيد أن مساحة الأراضي تحت التطوير حاليا تبلغ 45 كيلو مترا مربعا تشمل الوادي الصناعي بمراحله المختلفة وميناء الملك عبدالله وخط الحجاز الذي يربط المدينة بالجسر الري على مستوى المملكة، إضافة إلى المواقع والأحياء السكنية.
ولفت إلى أن إجمالي المساحة التي تستهدفها المشاريع التطويرية داخل المدينة سيصل إلى 70 كيلو مترا مربعا في عام 2020 بنسبة نمو في عدد السكان سيصل إلى 50 ألفا للفترة نفسها.
وتوقع الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية أن تصبح المدينة خلال السنوات الثلاث المقبلة رافدا اقتصاديا قويا ووجهة استثمارية واقتصادية للتجارة الدولية مثلها مثل سابقاتها من المدن الاقتصادية حول العالم.
وأشاد بالعمل الضخم في ميناء الملك عبدالله وتوقع أن يستقبل الميناء خلال السنوات القريبة المقبلة مزيدا من الحاويات التي ستأتي من مختلف المدن والموانئ العالمية.
وشهد حفل الافتتاح أمس إبرام حزمة من العقود والاتفاقيات، حيث أعلنت شركة إعمار المدينة الاقتصادية توقيع عقد مرابحة مع مصرف الإنماء بقيمة 1.25 مليار ريال لفترة تمويل تمتد لثماني سنوات.
وسيخصص المبلغ لتمويل المصاريف الرأسمالية واحتياجات البنية التحتية المتعلقة بتطوير مشاريع الوادي الصناعي (الجزء الشمالي) في المدينة الاقتصادية.
ووقعت شركة إعمار المدينة الاقتصادية اتفاقية مع شركة مجموعة الحكير لتطوير فندق أربع نجوم في حي البيلسان في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية باستثمار قدره 100 مليون ريال.
كما وقعت إعمار المدينة اتفاقية مع شركة إدارة وإنماء المشاريع العقارية لتطوير مجمع سكني يحتوي 288 وحدة سكنية في حي البيلسان في المدينة باستثمار قدره 250 مليون ريال.