بيروقراطية حكومية .. 90 يوما للموافقة على أمسية شعرية
في الوقت الذي يتواصل فيه غياب الأعمال الثقافية والفنية على مستوى المملكة، حملت جمعية الثقافة والفنون جهات حكومية مسؤولية إعاقة تنظيم فعاليات جماهيرية شبابية، مؤكدة أن ربط إقامة تلك الفعاليات بموافقة وزارة الثقافة والإعلام وإمارات المناطق، التي تتطلب المرور بإجراءات مطولة لحين صدورها تعد السبب الأبرز وراء عدم إقامتها.
وأوضح رجاء العتيبي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض لـ"الاقتصادية" أن طلب إقامة أمسية شعرية في مدينة الرياض على سبيل المثال يتطلب أكثر من ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أن فروع الجمعية بمختلف مناطق المملكة تعمل وفق الإمكانات المتاحة لها إلا أنها مكبلة ببيروقراطية الجهات الحكومية نتيجة عدم منحها الضوء الأخضر في اتخاذ قرار إقامة أي فعاليات ثقافية وفنية، وأضاف لو كنا أصحاب قرار لكنا قادرين على تنظيم فعاليات جماهيرية كبرى.
وقال العتيبي "جمعية الثقافة والفنون كيان مستقل معروف وموثوق به وجميع العاملين فيها كذلك، ولا مانع من أن تكون لديها صلاحية الموافقة على إقامة الفعاليات الثقافية والفنية عن طريقها، وبذلك تكون قد أخذت جزءا كبيرا من العبء الإداري على تلك الجهات، فمن غير المعقول الانتظار لأكثر من ثلاثة أشهر لصدور الموافقة على إقامة أمسية شعرية في الرياض، ونحن بدورنا نتساءل لماذا لا بد أن تكون الموافقات من وزارة الثقافة والإعلام وإمارات المناطق؟".
وأكد مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض أهمية الأعمال الثقافية والفنية بشكل عام، مشيراً إلى أنها باتت تحظى بقبول مجتمعي أكثر من ذي قبل، وأصبح الجميع يتفق حول أهميتها بعد أن ظلت تلقى معارضة فئات من المجتمع خلال السنوات الماضية، وأضاف أن لدى الجمعية عديدا من الأفكار والمبادرات والمواهب، لكن تحتاج إلى صلاحية اتخاذ القرار، وموازنات تقوم على استراتيجية حكومية ضمن الخطط الخمسية الحكومية، وهو ما من شأنه تفعيل البرامج والنشاطات الثقافية والفنية على مستوى المملكة وزيادة الاهتمام بها.
وتابع "نحن لا ينقصنا الأفكار ولا المواهب ولا القياديون، ولكننا مكبلون غير قادرين على تنظيم مناشط ثقافية وفنية على مستوى عال تحتاج إلى عديد من الإمكانات".
#2#
ويأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه عديد من المهتمين في الوسط الثقافي والفني إلى قيام جمعية الثقافة والفنون بدورها في تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تستغل أوقات فراغ الشباب فيما ينفع، وتسهم في الارتقاء بمستوى الثقافة على مستوى المملكة، وفقاً للأهداف، التي أنشئت من أجلها الجمعية.
كما تضمنت أهداف الجمعية أيضاً رعاية الأدباء والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي وتأمين مستقبلهم وتوجيههم لما يخدم مجتمعهم، إضافة إلى تبني المواهب الشابة وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها ونبوغها في ظل الإشراف والتوجيه لتصبح حصيلتها داخل إطار ملتزم بالقيم والأصالة، وتمثيل المملكة في كل عمل من شأنه الارتقاء بالثقافة والفنون على المستويين العربي والعالمي، لمتابعة حركتيهما والتنسيق معهما.
يشار إلى أن جمعية الثقافة والفنون تأسست في 1973/12/13 وذلك بصدور القرار رقم 43 من الإدارة العامة لرعاية الشباب في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنح الترخيص المبدئي للجمعية باسم (الجمعية العربية السعودية للفنون) ولمدة عام من تاريخه وفي عام 1394 - 1974 أصبحت الإدارة العامة لرعاية الشباب مؤسسة حكومية ذات شخصية وميزانية مستقلة ترتبط إدارياً بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب باسم (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) برئاسة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله. وفي يوم 1395/4/12هـ - 1975/4/23م صدر قرار الأمير فيصل بن فهد رقم 33 بمنح الترخيص النهائي للجمعية العربية السعودية للفنون.
