أمين «أوبك»: متفائلون بطفرة مقبلة على الطلب ستدعم الأسعار
قال لـ "الاقتصادية"، سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن اجتماع "أوبك" اليوم سيكون سهلا بعدما جرت مشاورات واسعة على مدار اليومين الماضيين بالتزامن مع افتتاح الندوة الدولية السادسة للمنظمة التي تم خلالها تبادل الرؤى حول دعم استقرار السوق النفطية.
وأضاف المزروعي أن «أوبك» تزداد اقتناعا يوما بعد يوم بسلامة استراتيجيتها بالحفاظ على مستوى الإنتاج ثابتا وهو القرار الذي يمثل بعد رؤية المنظمة وقدرتها على التعامل الجيد مع متغيرات السوق مشيراً إلى أن السوق تتعافى حاليا بشكل جيد ومتسارع وأن الأشهر السبعة الماضية منذ اجتماع «أوبك» السابق كانت فترة كافية وجيدة لمراقبة المتغيرات والتطورات في السوق.
من جانبه، أكد علي العمير وزير النفط الكويتي أنه لا قلق على إمدادات الشرق الأوسط لأن التوترات في المنطقة محدودة وأغلب الأسواق مستقرة وعلى رأسها إمدادات دول الخليج.
وقال العمير إن الكويت من الأسواق التي تتمتع باستقرار واسع وتسعى حثيثا لتحقيق قفزة في حجم الإنتاج والاستثمار لتلبية الطلب المتزايد على نفطها.
أما عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة «أوبك»، فقد ذكر لـ "الاقتصادية"، أن «أوبك» اختارت استراتيجية تقوم على الحفاظ على الحصص السوقية ولذا نحن لسنا قلقين من تراجع الأسعار وكلنا تفاؤل باستعادة السوق لمستويات سعرية جيدة خلال فترة وجيزة مشيرا إلى أن تفاؤلا واسعا يسود السوق حاليا وأن طفرة قادمة في الطلب ستدفع الأسعار نحو استعادة زخمها والتوازن مع المعروض العالمي.
وأشار البدري إلى أن المنظمة ترحب بإنتاج النفط الصخري وترى فيه تطورا مهما ومصدرا لتنوع موارد الطاقة، مضيفاً أن السوق تصحح نفسها بنفسها وأصحاب التكلفة المرتفعة لن يستمروا في المنافسة وسيبقى الأقوى والأقدر على تخفيض تكاليف الإنتاج.
وفى ثاني يوم من أعمال الندوة الدولية السادسة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، عقدت جلسة صباحية عن التكنولوجيا والبيئة رأسها سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي وتحدث فيها كل من علي العمير وزير النفط الكويتي، وبدرو ميزالد بافون وزير الطاقة في الإكوادور، وجوزيف داوا مدير شركة " إن إن بي سي "، وماركوس ميترجر العضو المنتدب لشركة "راج"، وريان لانس رئيس شركة كوكو فيليبس، وبن فان بوردن العضو المنتدب لشركة رويال داتش شل. وخلال الندوة، أكد سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي أن حكومات العالم مطالبة بالإسراع في مجال التعاون التكنولوجي فيما يخص صناعة النفط وزيادة الاعتماد على المصادر الجديدة للطاقة خاصة الأقل ضررا للبيئة ومنها الغاز الطبيعي.
فيما توقع علي العمير وزير النفط الكويتي أن ترتفع أسعار النفط تدريجيا استجابة للنمو المطرد في الطلب العالمي مشيراً إلى أن بلاده تسعى لتلبية حاجة السوق المتنامية من النفط الخام التقليدي في الشرق الأوسط ومشدداً في الوقت ذاته على أهمية الشراكة والتعاون مع شركات النفط العالمية التي لها دور حيوي وبارز في استقرار ونمو السوق.
وقال العمير إن الكويت بدأت العديد من المشروعات لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية المستدامة وتهتم بتطوير الاعتماد على الطاقة الجديدة حيث قامت بإنشاء عدد من محطات الطاقة الجديدة خاصة في مجال السولار. وأشار إلى أن بلاده تدرك حجم التحديات التي تواجه الصناعة والسوق العالمية ولذا تعمل بشكل فعال ودؤوب على الاستجابة للتحديات الدولية خاصة فيما يتعلق بالمتغيرات المناخية حيث تلتزم بالتعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجال.
وأكد العمير أن «أوبك» ستستمر في دورها الفعال والرئيسي في سوق الطاقة العالمية والمنظمة مستمرة بكفاءة في تأمين احتياجات العالم من النفط التقليدي وواجهت بصمود وقوة الطفرة التي حدثت في العامين الماضيين والمتعلقة بوتيرة الإنتاج الصخري ونجحت في إثبات دور مهم وأكثر تأثيرا في سوق النفط وفي خريطة الطاقة الدولية.
ورأى العمير أن الطلب العالمي على النفط الخام يتنامى ومرشح للنمو بمعدلات متسارعة في السنوات القادمة وهو ما يعكس النمو المتسارع أيضا في أداء ومؤشرات الاقتصاد العالمي في أغلب دول العالم.
وأوضح العمير أن الكويت تولي أهمية كبيرة لقضية كفاءة الطاقة مشيرا إلى أن هناك تحسنا دوليا في كفاءة استخدام الطاقة بمعدل نمو 1.2 في المائة سنويا، لافتاً إلى أن بلاده تهتم بمجال التكنولوجيا والتقنيات المتطورة في صناعة النفط لأن تطوير الصناعة عنصر مهم في قدرتها على الاستمرار والمنافسة ومواجهة التحديات والمتغيرات الدولية.
وأشار إلى وجود جهود مكثفة للكويت لزيادة الإنتاج لمواكبة الارتفاع المتوقع لمستويات الطلب ولذا تم تكثيف جهود التنقيب والإنتاج في العديد من الحقول في شرق وغرب البلاد ضمن خطة لرفع مستويات الإنتاج إلى مستويات قياسية بحلول عام 2020.
ومن جهته، قال بن فان بوردن العضو المنتدب لشركة رويال داتش شل إن سوق الطاقة التقليدية في العالم لابد أن يسارع الخطى نحو التعامل الجيد والفعال مع التحديات البيئية والتغيرات المناخية باعتبارهما من أبرز التحديات التي تواجه السوق في المرحلة الراهنة مشيرا إلى أهمية استيعاب التكنولوجيات المتطورة التي تمكن من الوصول لأعلى معدلات الأمان البيئي وكفاءة استخدام الطاقة.
وأوضح بوردن أن الشركات الدولية حققت الكثير في هذا الملف الذي يجيء في مقدمة برامج عملها واستراتيجيات الاستثمار والإنتاج.
فيما ذكر ماركوس ميترجر العضو المنتدب لشركة راج أن تخفيض تكلفة الإنتاج أصبح ضرورة ملحة لكافة استثمارات الشركات في مجال صناعة النفط لمواكبة متغيرات السوق والانخفاضات السعرية الحادة التي يخوضها كل عدة سنوات في إطار الدورات الاقتصادية بالسوق. وأشار ميترجر إلى أن التكنولوجيا المتطورة هي إحدى الآليات المهمة لتخفيض تكلفة الإنتاج إلى جانب زيادة كفاءة استهلاك الطاقة لافتاً إلى أن التكنولوجيات الجديدة مطلوبة بشكل عاجل لتطوير الصناعة والنهوض بها.
في سياق متصل، قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي خلال جلسة مسائية من أعمال ندوة أوبك إن سوق الطاقة تشهد حاليا نهاية دورة اقتصادية مشيراً إلى أن الاستثمارات النفطية تواجه صعوبات وتراجعات بسبب تدني الأسعار إلا أن الطلب العالمي المتسارع قادم بقوة ولابد أن تتعاون الحكومات والشركات على تحسين ظروف السوق والنهوض بالصناعات المرتبطة بالنفط خاصة صناعة البتروكيماويات.
وتوقع نوفاك أن يزداد الاستهلاك العالمي من النفط الخام بنسبة أكثر من 10 في المائة بحلول عام 2020 وهو ما سيحقق تدريجيا التوازن المطلوب بين العرض والطلب.
وأوضح نوفاك أن السوق يؤثر فيها العديد من العوامل المهمة خاصة العوامل الجيوسياسية وأن الاستثمارات النفطية ستتجه خلال السنوات القليلة القادمة بقوة إلى أسواق فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية.
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود أزمة إمدادات في ليبيا والعراق إلا أن دور «أوبك» سيظل محوريا وقويا في السوق الدولية وموسكو تدعم بقوة التنسيق بين «أوبك» والمنتجين من خارج أوبك وتثق بقدرات السعودية الكبيرة في ضبط أداء السوق وقيادة الصناعة إلى مزيد من الاستقرار والتطور.
وذكر نوفاك أن حالة وفرة المعروض ستتقلص تدريجيا مع نمو الطلب مشيرا إلى أن هبوط الأسعار أدى إلى خسارة استثمارات نفطية في روسيا تقدر بـ 100 مليار دولار وتم تأجيل العديد من المشروعات الاستثمارية الجديدة.
وخلال الجلسة الختامية عقدت ندوة عن مستقبل الاقتصاد العالمي ترأسها محمد السادة وزير الطاقة القطري وشارك فيها عدد من الخبراء.
وأوضح السادة أنه يجب العمل على تطوير منظومة الطاقة العالمية وزيادة الاستثمارات وتطوير أداء الشركات والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة مشيراً إلى أن الطاقة تلعب دورا رئيسا في التنمية وتحسين مستويات المعيشة في العالم. وذكر السادة أن الصين وكوريا الجنوبية وألمانيا شهدت مؤشرات جيدة للنمو الاقتصادي إلى جانب معدلات النمو في العديد من الدول النامية والاقتصاديات الناشئة وهو ما يؤكد ارتفاعا مرتقبا في مستوى الطلب العالمي والحاجة إلى مزيد من الإنتاج والاستثمار خاصة في قطاع الطاقة التقليدية.
ورأى السادة أن إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي سيتنامى بشكل أكثر تسارعا في السنوات المقبلة باعتباره من أنظف وأرخص الوقود الأحفوري في العالم حيث يتمتع بإمكانات واسعة في الإنتاج والاحتياطيات.