عصابة تعمل لحساب عصابة
مسلسل إرهاب حزب الله اللبناني ــ الإيراني، لن يتوقف في المنطقة. لسبب وحيد، هو أن إيران أنتجته لهذا الغرض، ولا غرض آخر منه سوى التخريب ونشر الفتن، وتنفيذ أجندة إيرانية تعج شرا وخرابا. وهذا الحزب، ليس عميلا لجهة أجنبية، بل هو جهة أجنبية زرعت في لبنان عن طريق عملاء، تصادف أن يكونوا لبنانيين. إنهم في الواقع عصابة، تعمل لحساب جهة واحدة هي إيران، ولا بأس أن تعمل لحساب جهات أخرى، إذا ما أراد قادتها الفعليون في طهران ذلك. المهمة الرئيسة لهذه العصابة، ليس إلا جعل المنطقة كلها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ما أمكن ذلك، بالحجة التاريخية التي وفرت لكل المجرمين في المنطقة مبررات لوجودهم، وهي إسرائيل. إنها بضاعة وجدت "مع الأسف" من يشتريها في المنطقة، ليس حبا في العصابات والأنظمة الغاشمة، بل كرها في الدولة العبرية.
غير أن هذه البضاعة ليست قابلة للتسويق إلى ما لا نهاية، لماذا؟ لأن أهداف أولئك الذين يروجونها تكشفت الواحد تلو الآخر. فالقضية برمتها لم تكن إسرائيل ولا القضية الفلسطينية، بل كانت ولا تزال وستظل، أجندة إيرانية تخريبية، في كل بلد يمكن أن يدخل إليه نظام الملالي، بأدوات مختلفة؛ منها حزب الله الشيعي، ونظام سفاح سورية بشار الأسد الطائفي النصيري، والعصابات الحوثية الشيعية في اليمن، وعملاء إيران المدفوعون بشيعتهم "لا بوطنيتهم" في البحرين. سعت إيران للتغلغل حتى في مصر، وبلدان المغرب العربي. إنها استراتيجية تحمل فضائحها معها، ليس الآن، ولكن منذ سنوات طويلة. المهم بالنسبة لنظام علي خامنئي، هو نزع الوطنية "إن وجدت" عند كل العملاء المستهدفين.
يذهب حزب الله إلى أبعد نقطة في هذا العالم إذا ما أتته الأوامر من إيران. ولكنه لم يبتعد كثيرا، عندما بدأ "قبل سنوات وليس الآن"، في نشر كل ما يمكن أن يعكر الأجواء العامة في بلد كالبحرين. جند، درب، خطط، وضع الأهداف، هرب السلاح، زرع الفتنة في البحرين وغيرها. هذه سورية التي يقوم فيها بقتل السوريين الأبرياء، وهذا العراق الذي وجد فيه ساحته أيضا، وهذا اليمن، الذي عثر بسهولة قياسية عمن يقبل الخيانة ويمارسها، وفق الأوامر الصادرة من المركز الرئيس إيران. تاريخ عصابات حزب الله يشهد، على كل عملية مشينة تخريبية قام بها، لتحقيق الهدف الأول، وهو تمكين الأجندة الإيرانية. أجندة الشر والقتل والفوضى والفتن. هناك أنظمة استخدمت العصابات في التاريخ من أجل تحقيق بعض أهدافها. لكن في حالة حزب الله وإيران، الأمر مختلف. لماذا؟ لأن عصابة تستخدم عصابة.
لن تتوقف إيران وأدواتها عن مواصلة التخريب بكل أنواعه. وقد أثبتت طوال السنوات الماضية، أنها لا تستطيع أن تبني علاقات طبيعية مع محيطها الإقليمي، وضربت عرض الحائط بكل المحاولات التي هدفت لبناء مثل هذه العلاقات. وكلما أنشأت أدوات إجرامية إرهابية، ارتفعت حدة المخاطر في كل المنطقة. وعلى هذا الأساس، لم يعد ممكنا السماح لإيران وعصاباتها "الأسد، الحوثيون، المخلوع علي عبد الله صالح، أتباعها في البحرين، وأركان في النظام العراقي وغيرهم"، بالاستمرار في استراتيجية الخراب هذه. و"زراعة" العصابات في كل منطقة ممكنة، باتت منذ وقت طويل مسألة مفضوحة. وحزب الله الشيعي لم يكن لبنانيا يوما ما، وبعد جرائمه المحلية والعربية التي يصعب حصرها، لا يمكن أن يكون جزءا من البيئة العربية، لأنه ببساطة لم يكن عربيا في أي وقت. إنه محتل للبنان، يحاول أن يحتل مناطق أخرى في العالم العربي، بأوامر مباشرة من مصنع الخراب الإيراني.