30 % ارتفاعا في أسعار التمور .. و«الزراعة»: فائض في المعروض والسوق متشبعة
قال لـ "الاقتصادية" مصدر مسؤول في وزارة الزراعة إن وجود آفة سوسة النخيل في بعض مناطق المملكة لم يؤثر في كمية إنتاج التمور هذا العام، بدليل أن هناك كثيرا من أصحاب مزارع التمور لم يستطيعوا تصريف كميات من التمور في السوق بسبب تشبع السوق بعد تغطية حاجة السكان"، مشيرا إلى أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن هناك زيادة مطردة في الإنتاج أكثر من زيادة الإصابة بسوسة النخيل التي انتشرت أخيرا.
وشدد المصدر على أنه لا توجد علاقة بين جودة التمور وإصابة النخيل، إلا أن الخطورة تكمن في نقل التمور المصابة من منطقة لأخرى، الأمر الذي يسهم في سرعة انتشار الآفة وتفشيها على مساحات شاسعة يصعب معها عملية المكافحة، كما أن هناك بعض أشجار النخيل التي لا تظهر عليها أعراض الإصابة، ولا يتم اكتشافها إلا بعد سقوطها على الأرض.
وأكد المصدر أن سوسة النخيل الحمراء تم اكتشافها في المملكة منذ أكثر منذ 30 سنة، عام 1407هـ، وهي معروفة بشدة فتكها وشراستها على جميع أنواع النخيل، وإذا دخلت بلادا لا تخرج منها، لافتا إلى أن جهود الوزارة منذ عدة سنوات تستهدف الحد من خطورتها ومحاصرتها، وليس القضاء عليها نهائيا.
وأبان المصدر أن من أهم طرق المكافحة هو إبلاغ أقرب فرع من فروع وزارة الزراعة، ورش النخل المصاب بأحد المبيدات المتخصصة لمنع تطاير الحشرة، وإزالة النخل المصاب وتقطيعه بالآلات الخاصة بذلك، مع رش وتعفير موقع النخل المزال بالمبيدات، ونشر المصائد الفرمونية الجاذبة لحشرة سوسة النخيل الحمراء، ومكافحة الآفات التي قد تساعد في انتشار الإصابة.
وحول ضبط الأسعار في المنطقة الشرقية قال محمد القريان رئيس اللجنة التجارية في غرفة الشرقية إن الغرفة متواصلة مع الجهات المختصة كحماية المستهلك والأمانة والتجار لضبط الأسعار وعدم رفعها على مدار العام وليس في موسم شهر رمضان المبارك، مضيفا أن اللجنة لا تملك السلطة الكافية لضبط أسعار بعض السلع خاصة في ظل وجود البديل.
وبين القريان أن اللجنة لم تستقبل أي شكوى من مواطنين أو غيرهم بسبب رفع أسعار التمور، مؤكدا أن السوق السعودية تتميز بأنها من أرخص الأسعار على مستوى المنطقة .
وأكد عدد من المتعاملين في سوق التمور في المنطقة الشرقية ارتفاع بعض التمور خاصة سكري وإخلاص القصيم وعجوة المدينة نحو 30 في المائة في الكيلو الواحد منذ دخول شهر شعبان، محملين ارتفاع الأسعار إلى عدد من المحال التجارية وسوق التمور في الشرقية التي تعد المصدر الرئيس المغذي للمحال التجارية وتأخر إنتاج العام الحالي، وكثرة الطلب على بعض أنواع التمور، خاصة من مواطني دول الخليج الكويت وقطر، حيث إن أكثر من 30 في المائة من مبيعات التمور في الشرقية تسجل لمواطني الخليج وذلك نظرا لتميز تمور السعودية عن بقية دول الخليج.
وقال علي العامري أحد البائعين في أحد المحال المتخصصة في بيع التمور إن أكثر من 60 في المائة من المواطنين ودول الخليج يفضلون إخلاص وسكري القصيم على بقية أنواع التمور، ما أدى إلى ارتفاع سعر الكيلو من 35 إلى 45 ريالا، يليه إخلاص الأحساء والخرج حيث يبلغ سعر الكيلو حاليا 20 ريالا بينما الشهر الماضي سعره كان يراوح بين عشرة و15 ريالا.
وبين العامري أن المعروض حاليا من التمور هو من إنتاج العام الماضي "مكنوز" وهناك ضعاف نفوس من بعض المحال التجارية يسوقون لتمور العام الماضي ويدعون أنه إنتاج العام الحالي مع أنه مكنوز ومخزن في مكان مخصص لذلك. من جهته، أكد مسعود المسعود مستثمر في تجارة التمور في المنطقة الشرقية أن المملكة تنتج سنويا أكثر من 100 مليون طن من التمور نصيب المنطقة الشرقية من الإنتاج نحو 30 في المائة والبقية موزعة على عدد من مدن ومناطق المملكة كالقصيم والجوف والمدينة وبيشة، والطلب على التمور على مدار العام إلا أنه في شهر رمضان تتضاعف الطلبات من داخل المملكة وخارجها، لذلك ترتفع الأسعار من المصدر الرئيس المغذي للمحال التجارية والتجار.