بحاح لأبناء القوات المسلحة اليمنية: آن لكم أن تكونوا في جانب إرادة الشعب
أكد الدكتور خالد بن محفوظ بحاح نائب رئيس اليمن رئيس مجلس الوزراء، أن إدارة الصراع والانتصار للحق، وإرادة الشعب هي مسؤولية مشتركة يجب على جميع أبناء اليمن الشرفاء والمخلصين أن يسهموا فيها، وأن تسخر كل الجهود لإيقاف القتل والدمار بعيدا عن أي حسابات أو مكاسب فئوية.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض: "بالوحدة الوطنية والإرادة والعزيمة والثبات على الحق سيتحقق النصر بإذن الله، وإن ما يجري في بلادنا هو اختلال في موازين القوى مكن طرفا من الاعتداء على الآخر، وإن الذين استبدلوا الولاء للوطن بالولاء للأفراد باتوا مع كل خطوة يخطونها يرفعون مستوى الكراهية عليهم، ومع كل طلقة نارية يستنزفون ما لهم من رصيد في قلوب أبناء الشعب، فهم الآن في ثوب المعتدي الغاشم الخائن لشعبه ودينه المفارق للجماعة، لن يرحمهم التاريخ وسيضعهم في مزبلته، وإننا وإن نترحم بكل حزن وأسى على كل الشهداء الذين لقوا ربهم دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة الإنسانية فإننا نتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى، ونحيي أبطال المقاومة الشعبية الذين سطروا ببطولاتهم صفحات من نور، وستتذكر الأجيال القادمة تضحياتهم واستبسالهم في عدن والضالع وتعز وأبين وشبوة ومأرب والبيضاء وغيرها من المحافظات الأخرى.
وأضاف": إن الحكومة اليمنية التي قررت العودة إلى ممارسة عملها في ظروف معقدة واستثنائية استجابة واستشعارا منها للحس الوطني تواجه في الواقع تحديات كبيرة، ولا يخفى على الشعب اليمني ولا عليكم جسامة المسؤولية القائمة أمامها، ونحن نطالب بالحرية وإطلاق سراح الوزير محمود الصبيحي وجميع الأسرى والمعتقلين السياسيين، كما نتوجه بالنداء إلى المخلصين من أبناء قواتنا المسلحة بأن آن لكم أن تكونوا في جانب إرادة الشعب، وتثبتوا بأنكم فعلا حماة الوطن تحديدا في هذه الأيام الفارقة من تاريخ البلاد."
وبين بحاح أن تحسين الوضع الصحي الذي وصلت إليه بعض محافظات اليمن هو أولوية في مجال الإغاثة، ونناشد جميع المنظمات الصحية الإقليمية والعالمية إعارة الجانب الصحي اهتمامها البالغ لوجود شح في الأدوية وانتشار الأمراض المعدية والمطالبة بتوفير السلع والأدوية.
وأوضح أن الحكومة الحالية أمام عدد من الملفات المهمة والعاجلة في نفس الوقت ولعل في مقدمتها ملف الإغاثة، حيث تم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نقل أكثر من 90 في المائة من اليمنيين العالقين في الخارج من مصر والأردن والهند، وبلغ إجمالي عدد العالقين حتى هذه اللحظة 8450 شخصا.
وثمن بحاح الدور الكبير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قائلا: " للمركز دور كبير ومشكور في توفير الموارد المالية لتكلفة عملية نقل العالقين"، مبينا أن جهود الحكومة اليمنية مستمرة بشكل حثيث، حيث من المقرر خلال الأسبوع المقبل بإذن الله نقل بقية العالقين من ماليزيا وإندونيسيا وتركيا وتونس وإثيوبيا وألمانيا وغيرها الذي يبلغ عددهم نحو 1500 يمني.
وقال بحاح خلال المؤتمر الصحافي: "تجدر الإشارة إلى استجابة السعودية للنداء الإنساني والأخوي، والمتمثل في إنشائهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكذلك ما أسفرت عنه المساعي المشتركة بين البلدين الشقيقين، بإنشاء عدد من مراكز إعادة الأمل التي تقدم فرصة لعدد من أبناء اليمن لتصحيح أوضاع إقامتهم بالسعودية، حيث تم إنشاء عدد من تلك المراكز في مدينة الرياض وجدة وعدد من المناطق الأخرى، أما فيما يخص جانب الإغاثة فقد بلغ سفن الإغاثة الغذائية عبر الأمم المتحدة 21 سفينة، نسعى جاهدين أن توزع هذه الجهود الإغاثية بشكل عادل على جميع المحافظات، على أن تعطى الأولوية للمناطق الأكثر حاجة، ونناشد كل المنظمات الإغاثية أن تعمل وفق هذه القاعدة المنصفة، كما عملت الحكومة على تسهيل إجراءات السفن التجارية المحملة بالمواد الغذائية، حيث تم دخول 23 سفينة غذائية محملة بالمواد الإغاثية في الوقت الذي لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وأضاف أن الحكومة اليمنية سعت إلى توفير المشتقات النفطية، التي للأسف لم يصل إلى الموانئ منها إلا اليسير بسبب سطو ميلشيات الحوثي وصالح على بعضها واستخدامها للأغراض الحربية.
وقال نائب الرئيس اليمني: "خلال أقل من شهرين من أداء اليمين الدستوري وتسلم مهامي كنائب للرئيس وعودتنا إلى الحكومة، قمنا بزيارة كل دول الخليج، وتم التطرق في هذه الزيارات إلى وضع اليمن اليوم وغدا، ومكانها الطبيعي بين دول المجلس، وقد لمسنا من الملوك والأمراء تفهم كبير لوضع اليمن في المرحلة الحالية والقادمة، ولا يسعني هنا إلا أن أقدم الشكر للسعودية على حزمها وعزمها من أجل اليمن وشعبها.
وأضاف: "إننا نتطلع إلى أن يكون اليمن جزءا من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكي نسهم معا في حماية إقليمنا وشبه الجزيرة العربية، وبين أنه وفي إطار المساعي الحثيثة التي تبذل لوضع نهاية للحرب وتعزيز التحالفات الوطنية، بذلت جهود كثيرة على المستوى السياسي لعل أبرزها انعقاد مؤتمر الرياض الذي مثل وبالمشاركة الواسعة للمكونات السياسية والحزبية خطوة متقدمة لتعزيز خارطة التحالفات الوطنية، وتوحيد القوى المؤيدة للشرعية، وإذ تقدم الحكومة النتائج التي تمخض عنها المؤتمر وإعلان الرياض وما تحمله المشاركون من معاناة ومخاطر حتى وصولهم، فإننا نثمن دور الأمانة العامة لدول الخليج على تنظيمه، ودور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على استضافتهم للمؤتمر وموقفهم إلى جانب أشقائهم في اليمن.
وقال: "رحبنا بكل جهود المبعوث الأممي وتعهدنا بدعمه، ونؤمن بأن هناك طريقا وحيدا لنجاح أي مشاورات في جنيف أو غيرها وذلك الطريق يمر عبر تنفيذ القرار 2216، واحترام الشرعية الدولية، وقبل ذلك احترام إرادة اليمنيين التي لا يمكن اختطافها باستخدام القوة، وأؤكد أننا ملتزمون بكل مرجعيات الشعب اليمني التي شكلت مخرجات الحوار الوطني خارطة طريق لبناء دولة اتحادية ديمقراطية، دولة الشراكة الحقيقية والحكم العادل الرشيد.
ومن خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين، أوضح بحاح أن الذهاب إلى مؤتمر جنيف سيكون للتشاور في آلية تنفيذ القرار 2216 وكذلك في استعادة الدولة، وهذه استكمال لما بدأنا التفاوض من 2011 و2012 و 2013 و2014 وانتهينا في إطار مخرجات الحوار الوطني وتم من خلال مخرجات الحوار الوطني صياغة مسودة الدستور ونحن نتجه إلى إقرار الدستور من خلال الهيئة الوطنية.
وفيما يخص لجنة الإغاثة " اللجنة الحكومية " بين أنها لجنة عليا تنسيقية مهامها ليست تسلم الأموال وصرف هذه الأموال بقدر عمل نوع من التنسيق بين جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، وتوزيعها للإسهام في تخفيف الأعباء، مبينا أن المرحلة الحالية هي مرحلة إغاثية.
وحول مؤتمر جنيف قال: "إن المؤتمر هو لقاء تشاوري وليس تفاوضيا، واللقاء التشاوري ليس ملزما بقدر إيجاد حلول وآليات لعمليات التنفيذ وليس تفاوضيا، وبدلا من أن نسأل ما الشروط نقول ما المرجعيات، واتفقنا على مرجعيتنا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية وبالأخص 2216، هذه المرجعيات ملزمة لكل الأطراف، ونتفق على هذه القاعدة ونسير عليها في جنيف. وأكد أن المقاومة على الأرض هي عملية لم يكن مخططا لها وهي طبيعية أنتجت نفسها، ويجب أن نعطيها حق المشاركة للوقوف أمام مليشيا الحوثي وصالح التي أنتجت هذا الوضع الذي نحن فيه، وعلينا أن نستعيد الدولة، ونعيد هذه الميليشيا إلى وضعها الطبيعي ليكونوا مواطنين صالحين.
وحول تقسيم اليمن أكد بحاح أن اليمن شقت طريقها في 62 وفي 67 بأن تكون جمهورية، ومن أراد قلب النظام عليه أن يبحث له عن جزيرة ويشتريها، مؤكدا أن الشعب اليمني مسلم ومسالم بكل أطيافه، مفيدا بأن هناك حوزات باسم أنصار الله وهناك طرفا آخر باسم أنصار الشريعة، فكل ذلك تطرف، والقاعدة وأنصار الله وأنصار الشريعة كلهم يأتون في كفة واحدة، واليمن ليس حاضنا للتطرف الديني. وعن دور الحكومة اليمنية الإنساني، بين الدكتور بحاح أن هذه الحكومة الاستثنائية تحملت المسؤولية دون سلطة، لأن الحكومات على الأرض تكون عليها دائما المسؤولية ولديها أدوات السلطة، وهذه الحكومة استثنائية في التاريخ اليمني كونها خارجة، مبينا أن أدوات السلطة في الداخل يسيطر عليها الانقلابيون ويسعون إلى عملية تجويع الشعب اليمني من خلال عدم إيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية في الخارج تواصلت مع كل المنظمات ومع المجتمع الدولي ليتحمل مسؤوليته الكاملة كون هناك أرض مغتصبة تسيطر على جميع منافذها ميليشيات تقوم بتجويع الشعب اليمني، والأماكن التي لا تسيطر عليها الميليشيات نسهم بجزء كبير فيها.