القرية التراثية في المذنب .. حلة تعكس حياة الآباء منذ القدم

تجذب القرية التراثية في محافظة المذنب، أكثر من 20 ألف سائح من كل مدن ومحافظات مناطق السعودية وبمختلف فئاتهم العمرية بشكل يومي، وذلك خلال مهرجان صيف المذنب الـ36.
ويعود تاريخ القرية التراثية إلى ما قبل القرن العاشر الهجري، حيث كانت في الأصل مقراً لأهالي المذنب وسكناً لهم، وتعد الآن أحد المواقع السياحية المهمة على مستوى المملكة، حيث حققت جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني كأول مدينة تراثية متكاملة، تم تشغيلها دون تدخل أو إعادة بناء بالموارد الحديثة لتعكس بحلتها الأثرية ما كان يعيشه الآباء منذ مئات السنين في طبيعة تراثية متناهية، عكست تذكرهم تاريخهم القديم.
وقال محمد الحواس المشرف العام على القرية التراثية في المذنب، إن القرية تتوسط ساحة يحيط بها 33 معرضاً كانت سوقاً لمدينة منذ عام 1290هـ، مضيفاً أن بلدية المحافظة مضت وحولتها إلى محال يعرض فيها الهواة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية يعود تاريخ بعضها إلى ما يزيد على ألف سنة، حيث تم جمعها والمحافظة عليها من قبل محبي الآثار.
وبين أن القرية تحدها من الجهة الجنوبية مدرسة ابن دخيل التي تم بناؤها عام 1313هـ وما زالت بهيئتها نفسها، حيث تخرج فيها عدد من مؤسسي التعليم النظامي في المنطقة خلال تلك الفترة، كما يجاورها سجن المدينة الذي كان يقع على مساحة لا تزيد على 12م2.
وأضاف الحواس أن القرية التراثية تحوي عددا من المعارض والقصور والنزل الريفية والسواني، إضافة إلى خيمة الضيافة والألعاب التاريخية، موضحاً أنها تقع بجانبها ساحة تتوسطها بئر الماء، التي يتم استخراجه عن طريق السواني ومزاميرها التي تطرب الآذان والزوار من رجال ونساء الذين يشاهدون الحدث والألعاب.
وأشار إلى أن القرية التراثية تعد من أهم خمس قرى تراثية في المملكة، واهتمت بلدية المذنب بترميمها منذ عام 1416، ومن ذلك العام وأعمال الترميم مستمرة حتى أصبحت محط أنظار الجميع من منظمي الرحلات السياحية والزوار.
وقال الحواس إن المهرجان يتضمن عروض الفرق والألعاب الشعبية التي يمارسها الآباء والأجداد في الماضي، كما أنه تمت إضافة الأسر المنتجة لهذا العام، ويبلغ عددها 40 أسرة منتجة، إلى جانب الحرفيات اللاتي يعملن على تعريف الناس كيف كانت أعمال الحرف اليدوية القديمة.
وأشار المشرف العام على القرية التراثية في المذنب، إلى أن عدد زوار القرية التراثية يصل خلال اليوم الواحد إلى أكثر من 20 ألفا، مشيراً إلى أن دخول الزوار مجاني.