عندما تنهض من فراشك
كان ماسون ووترمان يعمل في سوق الأسهم الأمريكية. أثبت نفسه في عمله وحقق نجاحات وظيفية جيدة. على الرغم من صعوده عمليا إلا أنه كان يستيقظ بصعوبة لأنه لا يحس أنها الوظيفة المناسبة له. يخامره شعور أن هناك شيئا أفضل له لا يعلم ما هو. قبل أن يستقيل ويخسر دخله المادي المناسب شرع في تنفيذ فكرة علقت برأسه طويلا. تتمثل هذه الفكرة في إنشاء مطعم لإعداد البيتزا. قد تبدو نمطية وتقليدية. لكن غير التقليدي فيها أن يكون للمحل بُعد إنساني. إنه يبيع شريحة البيتزا بدولار. وللزبون خيار أن يدفع دولارا ثانيا ليمنح شريحة مجانية لمن لا يملك المال. وكل من يدفع دولارا إضافيا يضع ملصقا على الحائط ليقطفه الجائع كثمن للبيترا. أطلق على المطعم اسم روزا. كان هو من يطبخ ويبيع فيه. كان يفتتح المطعم كل يوم بعد نهاية دوامه. لكن المطعم كان يعيش معه في دوامه. يفكر ما النكهة الجديدة التي سيدخلها وكيف سيلبي طلبات الزبائن الكثيرة ومن أين يجلب الخضراوات الطازجة الليلة. أمام هذا الإقبال الكبير على مطعمه وانشغاله به دفعه لاتخاذ القرار الذي انتظره طويلا وهو الاستقالة من سوق الأسهم والعمل على تطوير روزا.
حوله هذا المطعم إلى أيقونة إنسانية ورجل أعمال ناجح. فالعمل الإنساني لا يتعارض أبدا مع النجاح؛ بل يزيده بريقا. والجميل هو أن ماسون بات يحب أن يذهب إلى عمله بعد أن كان يتجه إليه قسرا.
بعيدا عن ذيوع صيت مطعم روزا في الآفاق كان الأثر الإيجابي الذي تركه لدى زبائنه الجائعين الأكثر تأثيرا وإلهاما. كتب أحد الزبائن الذي كان يأكل مجانا لفترة غير قصيرة في روزا: "أشكر كل من قام بالتبرع إلى المطعم؛ لأنه وفر لي مكانا آكل منه كل يوم حتى وقفت على أقدامي مجددا. غدا سأبدأ وظيفتي الجديدة والسبب روزا الذي جعلني أصمد في أحلك الظروف".
حياتنا تصبح أجمل إذا صرنا أكثر إنسانية. عالمنا يمسي أحلى إذا قمنا بأعمال نحبها.
تذكر يا صديقي أنك في الوظيفة الخطأ عندما تنهض من فراشك بمعاناة. وأنك في الوظيفة المناسبة إذا اتجهت إلى عملك مبتسما مزهرا. ولا تنس أن الورود التي لا تبتسم لا تزهر.