هادي : الحوثيين وحلفاؤهم في الخارج يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة
أكد عبدربه منصور هادي رئيس اليمن أن المليشيات الحوثية وحلفاءها في اليمن وحلفاءها في الخارجِ يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة والأمن والسلم الدوليين. وأضاف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي الخاص باليمن اليوم في جدة "لقد أدمنت تلك المليشيات العنف والدمار واجتياح المحافظات فذهبت تلك المليشيات الانقلابية الدموية لتقود عدوانا "دمويا" لاجتياح محافظات تعز ولحج والضالع وشبوة وأبين وقبلها صعدة وعمران والبيضاء ومأرب والجوف والحديدة وأخيرا مدينة عدن الباسلة فسفكت الدماء وأزهقت الأرواح منها الأطفال والنساء والشيوخ وعبثت بالمؤسسات والمنشآت وقصفت المستشفيات وفجرت البيوت الآمنة وأوجدت فوضى عارمة استهدَفت أمنَ واستقرارَ وسكينة أبناء الشعب في معظم محافظات الجمهورية".
وأشار إلى أنه نتج عن هذا العدوان حالة إنسانية كارثية كبيرة بل وراحت تلك العصابات إلى أبعد من ذلك فمنعت جهود الإغاثة الإنسانية بدوافع انتقامية. مؤكدا أن أبناء شعبنا اليمني العظيم بشبابه ورجاله ونسائه جابهوا ذلك العدوان والانقلاب في كل المحافظات. وأعرب رئيس الجمهورية عن شكر اليمن لمنظمة التعاون الإسلامي وقادة وشعوب الدول الأعضاء على حرصهم وتضامنهم مع الشعب اليمني ودعم شرعيته ووحدته وأمنه واستقراره الأمر الذي يتأكد اليوم بتلبيتهم لدعوة الجمهورية اليمنية إلى عقد هذا الاجتماع الاستثنائي الخاص باليمن الذي يلتئم في هذه الأيام المباركة بمشاركة هذا الجمع الكريم وعلى رحاب هذه الأراضي الطاهرة.
وقال "كما تعلمون جيدا فلقد سلكنا في اليمن طريق الحوار وعقدنا مؤتمرا وطنيا شاملا في مارس 2013 بمشاركةِ كلِ الأحزاب والمكوناتِ السياسيةِ اليمنية بأطيافها المختلفة ووصلنا إلى توافقٍ على مخرجات مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشاملِ في يناير 2014 واعتَقدنا بأننا قَد تجاوزنا كثيراً من الصعاب بعدَ الانتهاء من إعداد مسودةِ الدستورِ للدولةِ اليمنيةِ الجديدة إِلا أن أبناء شعبنا فوجئوا مجددا بأن القوى الظلامية عادت مرة أخرى لتجر البلد إلى الخلف متحدية بذلك الإرادةَ الشعبية وقرارات الشرعية الدولية فقادت عملية إنقلابية فملت على اجتياح وعسكرةِ العاصمةِ صنعاء وكذلك العديد من المحافظات ومؤسسات الدولة ومعسكراتها وعملت على محاصرةِ قيادات الدولة العليا".
وأضاف "أننا ندرك جيداً بأن نتائج الحروب والصراعات كارثية ومأساوية ومدمرة وإيماننا بذلك جعلنا نتعاطى بصبر عالي ومسؤولية كبيرة وحس وطني لأننا نعلم أن أول من يكتوي بنار الصراع هم أبناء الشعب المغلوب على أمرهم وفي سبيل ذلك تحملنا وصبرنا وتجاوزنا وحاولنا إرساء ثقافة الحوار لا ثقافة الاستقواء بالسلاح وفي كل محطة كنا نرى بارقة أمل تلوح في الأفق لتخليص شعبنا ويلات الصراع نتمسك بتلك البارقة ما استطعنا ،فتحاورنا لمدة عام كامل وتمخض هذا عن وثيقة جامعة شاملة هي وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ثم عقد مؤتمر الرياض في السابع عشر من مايو برعاية مجلس التعاون الخليجي صاحب المبادرة الخليجية،وحضرته غالبية أطياف العمل السياسي ماعدا القوى الإنقلابية ليمثل ذلك اصطفافا وطنيا كبيرا. وأكد رئيس الجمهورية اليمنية أن مؤتمر الرياض خرج بوثيقة تاريخية عرفت بإعلان الرياض الذي أصبح أحد المرجعيات الأساسية والرئيسية لأي مشاورات و خارطة طريق واضحة ومحددة ومجمع عليها".
وأوضح أن وفد الحكومة الذي ذهب إلى جنيف هذا الأسبوع في محطة أخرى على أمل أن تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا من خلال انصياع مليشيات الحوثي وصالح لاستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 رغم علمنا أن تلك العصابات لا عهد لها إلا أننا تعاطينا بحرص فأوفدنا ممثلي الحكومة إلى جنيف . وقال "لقد ذهب وفد الشرعية مسلحا بصمود وتضحيات شعبنا الأبي ومقاومته الباسلة ومستندا إلى مرجعيات واضحة ومحددة لا انتقاص منها أو نكوص عنها وتلك المرجعيات ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأضاف :"وهنا فإنني أتقدم نيابة عن الشعب اليمني بجزيل الشكر والعرفان لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولكافة إخوانه قادة دول مجلس التعاون والتحالف العربي والإسلامي الذي وقف مساندا للشعب اليمني في محنته هذه، فكانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل،عنوان التعاضد والتكاتف الأبرز مع شعبنا ووطننا،ولن ينسى أبناء شعبنا اليمني العظيم تلك الوقفة الشجاعة والنبيلة والصادقة".
ودعا رئيس الجمهورية الدول والصديقة إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لليمن وقال "إننا نتطلع إلى مزيد من الاهتمام والرعاية للجانب الإغاثي والإنساني فمعاناة شعبنا تتعاظم وتكبر وباتت تقلقنا كثيرا. وعن الأوضاع في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، قال "إن أمام هذه المنظمة العتيدة وقادة وشعوب العالم الإسلامي تحديات جسيمة وقضايا مصيرية تتطلب توحيد الصف وجمع الكلمة وتقوية الإرادة لمواجهتها، ويأتي في مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف التي تمثل القضية المركزية للأمة الإسلامية وسبباً في إنشاء هذه المنظمة".
وأكد رئيس الجمهورية اليمنية على الموقف المبدئي والثابت للجمهورية اليمنية في التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما أكد دعم اليمن لاتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية وثمن عاليا دور جهود منظمة التعاون الإسلامي على صعيد القضية الفلسطينية وحرصها على رفع علم المنظمة على أرض فلسطين من خلال مكتبها المرتقب افتتاحه في مدينة رام الله وكافة جهودها في خدمة القضية الفلسطينية.
وثمن رئيس الجمهورية عالياً كافة الجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة واستقلال الدول الأعضاء والإسهام في الحفاظ على الأمن والسِلم الدوليين وذلك من خلال اللجان والمبادرات والمساعي الحميدة التي يبذلها الأمين العام للمنظمة لحّل قضايا النزاعات في العالم الإسلامي وتعزيز التعاون بين دول المنظمة في مختلف المجالات.
وقال "تتأكد اليوم وأكثر من أي وقت مضى حاجة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى التصدي إلى كافة أشكال الغلو والتطرف والفكر الضال ومحاربة السياسات الطائفية والفتن المذهبية الإقصائية التي برزت على المشهد السياسي وأدت إلى الفوضى العارمة التي يصعب السيطرة عليها وانعكست بالتهديد المباشر لأمن وسلامة واستقرار وسيادة العديد من الدول مع تأكيد الحاجة إلى استيعاب كافة الأطياف والمكونات المجتمعية في إطار الشراكة والمشاركة الوطنية والمساواة الحقيقية في مستقبل بلدانهم دون تمييز أو إقصاء عرقي أو مذهبي".
وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن الإرهاب بكافة صورة وأشكاله يمثل ظاهرة خطيرة وتحديا كبيرا ويتطلب تضافر جهود الدول الأعضاء خاصة والمجتمع الدولي عامة للقضاء عليه ومعالجة جذوره وأسبابه،ويقع على الدول الأعضاء مسؤولية كبيرة حيال توضيح الصورة الحقيقة والقيم الإنسانية النبيلة للدين الإسلامي الحنيف القائم على التسامح والوسطية والاعتدال.
كما أكد أن قضية حقوق الإنسان تعتبر كذلك واحدة من القضايا الهامة التي تتطلب التعاون بين الدول الإسلامية ودعم ومساندة جهود المنظمة لتعزيز احترام حقوق الإنسان والنهوض بدور الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التي تتخذ من السعودية مقرا لها على نحو يمكنها من تعزيز كفاءة وشفافية معايير حقوق الإنسان في الدول الإسلامية بالاسترشاد بقيم حقوق الإنسان وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة والمتطلبات الدولية في مجال حقوق الإنسان.
واختتم كلمته بالتأكيد على ثقته الكبيرة بان المستقبل القريب هو للأمن والاستقرار والرخاء في اليمن وقال "شعبنا يتطلع للخلاص والانعتاق ومغادرة مربع الصراع والاقتتال والدمار ويحلم بوطن آمن ومستقر ومزدهر في ظل دولة مدنية اتحادية حديثة تستلهم أسسها من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل دولة الشراكة والمواطنة والعدالة والمساواة هذه إرادة شعبنا الحر الأبي وإننا ماضون بعون الله على تحقيقها بكلمة نستطيع ومعنا إخواننا وأشقاءنا وأصدقاءنا الذين لم ولن يخذلونا مطلقا.
من جانبه رحب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالكويت الشيخ صباح خالد رئيس الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الإسلامي الكويتي برئيس الجمهورية باعتباره رمز الشرعية الدستورية في اليمن. معربا عن تقديره وامتنانه للاستجابة السريعة لدعوة الجمهورية اليمنية لعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع الراهنة في اليمن استشعارا لخطورة المرحلة وإدراكا لأهمية تطورات الأوضاع هناك، ليس فقط على العالمين العربي والإسلامي وإنما على مختلف دول العالم بشكل عام.
وقال : إن اليمن الشقيق لا يزال يشهد أحداثا أليمة متسارعة ساهمت بزعزعة أمنه وعبثت باستقراره أدت إلى الانقلاب على الرئيس ومؤسسات الدولة الشرعية وشكلت هذه الأحداث تهديدا مباشرا لأمن واستقرار اليمن والمنطقة جمعاء فضلا عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين. مضيفا "لم تكتف الميليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها بالعدوان على الشرعية اليمنية والعبث باستقرار اليمن بل تعدت ذلك بالعدوان على السعودية الشقيقة مهددة أمن المملكة و سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وجدد التأكيد على ضرورة التنفيذ التام والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة المبنية على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والتي تم التوافق عليها من جميع مكونات الشعب اليمني وذلك حفاظا على وحدة البلد الشقيق وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. وأشاد بنتائج مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي عقد في الفترة من 17 - 19 مايو 2015 والذي أثمر عن إصدار وثيقة "إعلان الرياض". مؤكدا أن دولة الكويت ترحب وتدعم عملية إعادة الأمل للنهوض باليمن وإعادة أعماره.
من جانبه دعا معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني الاجتماع إلى مصالحة وطنية شاملة عبر استئناف العملية السياسية بمشاركة كافة الأطراف والقوى والأحزاب السياسية اليمنية في إطار مؤتمر الحوار الوطني الجامع والشامل لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار, كما دعا إلى عقد مؤتمر إنساني لمواجهة الأزمة الإنسانية التي يمر بها اليمن.
وقال " إن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب تحركاً عاجلاً، ولذلك نناشد المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتقديم المساعدات لإنقاذ اليمن واليمنيين, ونأمل من الدول الأعضاء تخصيص جزء من مساعداتها لليمن عبر آلية تنسيق العمل في المنظمة في إطار تعزيز مبادئ العمل الإسلامي المشترك.
ورفع الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين لقراره تقديم التبرعات السخية للشعب اليمني في هذه الظروف الصعبة التي تتطلب مجابهتها وكذلك المساهمات الكريمة من الكويت ودول أخرى. مؤكدا أن المنظمة على استعداد للتنسيق في نقل المساعدات الإنسانية عبر مكتبها للشؤون الإنسانية في اليمن وتؤكد المنظمة على دعم كل التدابير التي يتخذها اليمن من أجل معالجة الوضع الإنساني الماثل والمُلح والمتفاقم.
ودعا مدني جميع الأطراف اليمنية إلى الاستجابة إلى صوت العقل ووضع مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل الاعتبارات. مجددا أهمية أن تساهم المنظمة في الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع اليمن. بعد ذلك بدأت الجلسة المغلقة.