الأميرة عادلة بنت عبدالله لـ"الاقتصادية" : «التأمين الطبي» و«الرعاية المنزلية» يوفران ملايين الريالات للدولة

الأميرة عادلة بنت عبدالله لـ"الاقتصادية" : «التأمين الطبي» و«الرعاية المنزلية» يوفران ملايين الريالات للدولة

قالت لـ "الاقتصادية" الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، إن دور سيدات الأعمال في المجتمع السعودي للمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، يشهد نماءً ملحوظاً، وإن كل المؤشرات تؤكد أن هناك انخراطا متزايدا من المرأة في سوق العمل، وأصبحت تتمتع بالثقة بالنفس أكثر من قبل، في ظل اهتمام وزارة العمل بتذليل العقبات التي تواجهها في سوق العمل، ولفتت في حديثها لضرورة تطبيق نظامي "التأمين الطبي" و"الرعاية الصحية المنزلية" بشكل أكبر وفعال للمواطنين في ظل ما تعانيه المستشفيات الحكومية من نقص في الأسرة، وتكدس للمراجعين، وارتفاع تكلفة توفير السرير الطبي مقابل هذين النظامين، موضحة أن تكلفة السرير الطبي تزيد على تكلفة الرعاية المنزلية بنحو 90 في المائة، وهو ما يمثل عبئا ماديا كبيرا على ميزانيات الدولة.
وأوضحت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد البارحة الأولى في ختام فعاليات "مهرجان بساط الريح" في نسخته الـ16 في جدة، إن المؤسسة التي تترأسها لا تمتلك كوادر صحية خاصة بها، وإنما دور المؤسسة ينحصر في دعم الكوادر الطبية الموجودة في المستشفيات الطبية العامة بكل ما تحتاج إليه من خدمات، في ظل ما تشهده تلك المستشفيات من نقص في عدد الأسرة للمرضى، لافتة إلى أن الرعاية الصحية المنزلية ستحل هذه الإشكالية عن طريق تقديم الدعم الصحي والاجتماعي لذوي المرضى، وتعليمهم الأساسيات الطبية لرعاية مرضاهم في المنازل، إذ إن غالبية المرضى المسجلين في المؤسسة هم من أصحاب الأمراض المزمنة، ويصل عددهم لـ6257 مريضا، تم تقديم 9239 خدمة لهم، خلال 2014.
وأضافت: "هناك مطالبات بتطبيق التأمين الطبي على المواطنين، وهذا التوجه سيكون خيارا صحيحا لتقديم الخدمات الصحية المنزلية، خصوصا أن تكلفة السرير الواحد في المستشفيات الحكومية يتراوح بين 3000 و3500 ريال في اليوم الواحد، في المقابل تستطيع المؤسسة تقديم الخدمات الصحية نفسها للمريض في منزله بتكلفة 10 في المائة من تكلفة السرير الطبي أي 300 ريال، ومن هنا يظهر المعادلة الاقتصادية المهمة لتطوير وزيادة برامج الرعاية الصحية في المنزل، وكذلك المعادلة الطبية لتقديم الخدمات الأفضل للمريض، سواء في المستشفيات أو المنازل".
وبينت أن المؤسسة وضعت استراتيجية تتكون من سبعة محاور من أجل تحقيق الأهداف ومنها تلبية احتياجات المرضى ودعمهم بالمعدات والمستلزمات الطبية وتعزيز القدرات الوظيفية والاستقلالية للمريض، وتفعيل دور أسر المرضى في تقديم رعاية صحية لمرضاهم من خلال توجيهات الطاقم الطبي، وإعداد أجيال جديدة مبادرة للعمل التطوعي، خاصة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية وتوعية المجتمع وغرس ثقافة أهمية خدمة الرعاية الصحية المنزلية.
وذكرت الأميرة عادلة أن المؤسسة في الوقت الراهن تقدم خدماتها لأكثر من سبعة آلاف مريض، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد مع بداية العام المقبل، ليصبح عشرة آلاف، بعد الانتهاء من افتتاح مركزين في عسير وخميس مشيط، لافتة إلى أن التوجه الجديد للمؤسسة هو افتتاح مزيد من الفروع في المنطقة الشرقية.
وأبانت أن المؤسسة تتعاون مع عدد من المستشفيات في جدة منها مستشفى الملك عبدالعزيز، والمستشفى الجامعي، وفي المدينة المنورة تتعاون المؤسسة مع مركز الرعاية الصحية التابع لوزارة الصحة، الذي يخدم كل المستشفيات الصحية في المدينة المنورة، بالإضافة لمركز الرعاية الصحية في عسير وتبوك والباحة.
وعن مهرجان بساط الريح السنوي، الذي تقيمه المؤسسة، أشارت الأميرة عادلة إلى أن المهرجان هو أكبر مصدر دخل سنوي للمؤسسة، ومن الصعب إقامة ورش عمل لشباب الأعمال خلاله، إلا أن المؤسسة تقدم عددا من ورش العمل والمحاضرات المتخصصة في مجال الرعاية الصحية المنزلية، من خلال مؤتمر كبير مخصص للعاملين في هذا المجال، وهي دورات مرخصة من هيئة التخصصات الطبية، كما استبعدت الأميرة عادلة تخصيص أماكن للأسر المنتجة في المهرجان السنوي، لأن ذلك ليس من تخصص المعرض، إذ إن الغرفة التجارية تتكفل بإقامة المعارض السنوية لهم، ضمن أهدافها وأعمالها.
ولفتت الأميرة عادلة إلى أن المؤسسة لا تستهدف إقامة أبراج أو منشآت صحية للمرضى الذين تتكفل برعايتهم، إذ إن عمل المؤسسة يقتصر على إقامة الشراكات مع المؤسسات والوزارات الحكومية المعنية بتقديم الخدمات الصحية، التي في مقدمتها وزارة الصحة، ووزارة الدفاع، والأمن العام، ووزارة الحرس الوطني وغيرها من المؤسسات، موضحة أن مؤسسات الرعاية الصحية المنزلية عبارة عن مكاتب تقدم الدعم والخدمات في المنازل.
وعن عوائد المهرجان، قالت رندة الفضل، رئيس لجنة مهرجان بساط الريح، إن المهرجان يعتبر مصدر الدخل الأكبر للمؤسسة يليه الرعايات والتبرعات، لافتةً إلى أن البازار بدأ في أعوامه الأولى بإيرادات تصل لمليون ريال، بعدها زاد الدخل السنوي للمهرجان لخمسة ملايين، وأخيراً أصبح الدخل عشرة ملايين ريال، في 2014، لافتة إلى أن المهرجان يشهد نمواً سنوياً في عدد الحاضرات، إذ سجل اليوم الأول دخول 2500 شخص، واليوم الثاني 3500، وهو ما لم نتوقعه، مشيرةً إلى أن أعداد المشاركات هذا العام وصل 280 مشاركة، من دول الخليج والسعودية وإيطاليا والهند.

الأكثر قراءة