أمير الرياض يطلق العمل بآلتي حفر الأنفاق العملاقة ويؤكد: المشروع ثمرة جهود خادم الحرمين
أطلق الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام - القطار والحافلات، البارحة الأولى، العمل في آلتين من آلات حفر الأنفاق العملاقة TBM ضمن المشروع، وذلك في كل من موقع انطلاق الآلة الأولى على الخط البرتقالي (محور طريق المدينة المنورة – طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول) بجوار استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، وفي موقع انطلاق الآلة الثانية على الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز) بجوار مقر وزارة التعليم على طريق الملك عبدالله، كما التقى كوكبة من المهندسين والمختصين السعوديين العاملين في المشروع، الذي يزيد عددهم على 800 موظف حتى الآن.
وقال رئيس الهيئة، في كلمتة للكوادر السعودية العاملة في المشروع: في هذه الليلة المباركة التي نحظى فيها بهذه الجولة التفقدية في موقعين من مواقع مشروع قطار الرياض، الذي بلا شك أسعد كل من شاهده، وأسعد كل من استمع إلى التفاصيل بشأنه، وأسعد كل من نزل إلى الأعماق ليرى كيف حققت هذه البلاد بالقيادة الرشيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكيف عمل وخطّط وغرس هذه النبتة، لتقدم لنا هذا المنجز الرائع من هذا العمل الذي يسجل له، ولكل من عمل معه.
وأضاف الأمير فيصل بن بندر: اطلعنا على أعمال مشروع قطار الرياض في موقعين مختلفين، الأول بالقرب من استاد الأمير فيصل بن فهد، والآخر بجوار وزارة التعليم، وكنا هذه الليلة مع آلتين هما (جزلة) و(سنعة)، وكان العمل جزلاً والإنجاز سنعاً، وهذه مؤشرات ولله الحمد تدل على دقة العمل، وتفوق المنتج.
وأشار إلى أنه دائما نقول البشر قبل الحجر، وقد وهبنا الله- سبحانه وتعالى- شباباً من أبناء هذا الوطن، على مستوى عال من العلم والإدراك، ومنهم المهندسون الذين انضموا إلى هذا المشروع، والذين نفخر بهم جميعا، ونفاخر بهم بين الأمم، فهذه الإنجازات تُقدم، وهذا العطاء أمامكم، وأرجو أن تثمر- إن شاء الله- هذه الأعمال لمستقبلنا الزاهر بحول الله- تعالى.
وأبان: اطلعنا في هذا المساء فعلا على آلية وعلى تقنية رائعة جدا، أنا أشكر زملائي من المهندسين السعوديين، وأقدّر كذلك في الوقت نفسه الخبرات العالمية التي تعمل في هذه المشاريع، وتقديري واعتزازي أيضا بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة زميلي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، الذي يتابع هذا المشروع وغيره من المشاريع الكبرى في المدينة، وأعتقد أن الخطوات سريعة مع كثرة الأعمال، إلا أن الخطوات سريعة والإنجاز مقدّر، ونحن بمشيئة الله، نسابق الزمن في هذا المشروع.
وخاطب سكان الرياض قائلاً: أطمئن إخواني أبناء مدينة الرياض، بأن هذا المشروع يسير مسيرة موفقة متقنة، وعلى مستوى عال جداً، متطلعين إلى التوجيهات الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومن ولي عهده، ومن ولي ولي العهد، الذين يتابعون هذا المشروع وسخّروا له كل الإمكانات، التي نحظى بها جميعاً لندفع العجلة في هذا المشروع إلى الأمام، حيث إن المشروع سيكون علامة بارزة في مشاريع المملكة، مختتما كلمته بتهنئته كل من عمل في هذا المشروع، متمنيا تحقق ما يتطلع إليه المواطن، وفقا للتوجيهات الكريمة.
###إطلاق أعمال آلة الحفر "جزلة"
وفور وصول الأمير فيصل بن بندر إلى موقع انطلاق الآلة الأولى على الخط البرتقالي بجوار استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، استمع إلى شرح حول الأعمال الجاري تنفيذها في الخط البرتقالي، وأطلق أعمال الآلة التي جرى تسميتها (جزلة)، حيث ضغط على زر التحكم في تشغيل الآلة العملاقة، لتنطلق أعمالها في باطن الأرض.
#2#
ويشتمل الخط البرتقالي إلى حفر نفق بطول 6.5 كيلو متر من إجمالي الخط البالغ طوله 40.7 كيلومتر، والممتد من طريق جدة السريع غرباً، مروراً بطريق خديجة بنت خويلد، فطريق المدينة المنورة، ثم يواصل امتداده عبر طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول، حتى انتهائه عند طريق الشيخ جابر الصباح عند منشآت وزارة الحرس الوطني في خشم العان.
###تفقد تحويلة "الستين"
بعدها استقل رئيس الهيئة ومرافقوه الحافلة، وتفقد الخطة المرورية التي أطلقتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أخيرا، على طريق صلاح الدين الأيوبي (الستين)، بهدف استيعاب الحركة المرورية أثناء تنفيذ الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز)، وذلك ضمن الخطة الشاملة لإدارة التحويلات المرورية أثناء تنفيذ المشروع، حيث اطلع على ما اشتملت عليه الخطة من تحويلات وتجهيزات وتحسينات على الطرق والتقاطعات، وما تضمنته من إجراءات مؤقتة في مواقع العمل في المشروع، جرى تطبيقها بمشاركة كل الجهات المعنية في المدينة، للحد من التأثير على سلاسة الحركة المرورية في الطرق المحيطة بمواقع العمل بقدر الإمكان، وتسهيل عمليات الدخول والخروج من المنطقة المتأثرة بأعمال المشروع.
###إطلاق أعمال آلة الحفر "سنعة"
عقب ذلك انتقل أمير الرياض، إلى موقع انطلاق الآلة الثانية على الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز) بجوار مقر وزارة التعليم، على طريق الملك عبدالله، ثم استقل العربة الكهربائية، لينزل إلى موقع الآلة (سنعة) على عمق يصل إلى 30 متراً تحت سطح الأرض، حيث شاهد تجهيزات الآلة وتقنياتها وآلية عملها، في حفر النفق ونقل التربة. كما اطلع على آلية تبطين جدار النفق وبناء جداره من حلقات القطع الخرسانية الجاهزة، التي يجري تصنيعها في سبعة مصانع جرى تشييدها خصيصاً للمشروع في مواقع مختلفة بمدينة الرياض لتلبية احتياجات المشروع من هذه الحلقات الخرسانية، وقطع الجسور.
بعدها أطلق الأمير فيصل بن بدر، أعمال الآلة (سنعة) لتبدأ أعمالها في اختراق باطن الأرض لحفر نفق بطول خمسة كيلومترات، ضمن الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز) الذي يبلغ طوله 12.9 كيلومتر، على شكل نفق واحد ممتد من طريق الملك عبدالله بجوار مقر وزارة التعليم، حتى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسط المدينة.
###مشروع الحديقة العلمية
إثر ذلك صعد إلى موقع الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة، وشاهد لوحات لتصميم مشروع الحديقة العلمية التي سيتم إنشاؤها في موقع انطلاق آلة الحفر (سنعة) إلى الغرب من مقر وزارة التعليم، على طريق الملك عبدالله على مساحة إجمالية تبلغ 200 ألف متر مربع، وسيقام تحت الأرض في جزئها الجنوبي مركز للمبيت والصيانة للخط الأخضر بمساحة 50 ألف متر مربع، فيما ستقام محطة تحويل لركاب الخطين الأخضر والأحمر في منتصف طريق الملك عبدالله بمحاذاة الحديقة في الجانب الشمالي الغربي وفق تصميم عصري مبتكر، ترتبط بجانبي الطريق عبر جسر مغطى للمشاة.
###متابعة سير العمل في المشروع
عقب ذلك شاهد الأمير فيصل بن بندر، عرضاً مصوراً موجزاً عن سير العمل في تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام - القطار والحافلات، وأبرز الأعمال الجاري تنفيذها حالياً في أكثر من 129 موقعاً على امتداد مسارات شبكة القطار الستة والحافلات في مختلف أرجاء المدينة، وتشمل: المحطات الرئيسية، ومحطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي، ومركز التحكم والتشغيل، ومراكز المبيت والصيانة، إضافة إلى أعمال التسليح وصب الخرسانة لعديد من المسارات والجسور، وأعمال تحويل الخدمات، وتزويد المشروع بالطاقة الكهربائية.
###اللقاء بالمهندسين السعوديين
بعدها التقى رئيس الهيئة مجموعة من المهندسين والمختصين السعوديين الذين تم استقطابهم في الائتلافات المنفذّة للمشروع، من خريجي الجامعات السعودية، ومن المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بلغ عددهم أكثر من 800 موظف حتى الآن، حيث جرى استقطابهم في مختلف مجالات واختصاصات المشروع الهندسية منها والفنية والمالية والإدارية، ويجري تأهيلهم وتدريبهم على رأس العمل، عبر إشراكهم مع نظرائهم من الخبراء والمختصين في الائتلافات العالمية المنفذة للمشروع.
###إطلاق 4 آلات TBM ضمن المشروع
وبإطلاق المشروع، لأعمال آلة الحفر (سنعة) يكون مشروع قطار الرياض، قد شهد إطلاق أربع من آلات الحفر العملاقة السبع التي يشتمل عليها المشروع، التي جرى تصنيعها في كبرى المصانع العالمية في كل من فرنسا وألمانيا، وتستخدم في حفر أنفاق ثلاثة مسارات ضمن المشروع بطول إجمالي يبلغ 35 كيلومتراً. وتقوم كل آلة من هذه الآلات التي يطلق عليها TBM، بمجموعة من المهام الرئيسية في آن واحد، تشمل: أعمال الحفر بعمق يصل إلى 30 متراً تحت الأرض، ونقل التربة، وبناء جدار النفق، ويتراوح طول الآلة الواحدة، بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 200 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طناً، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها.