كيري يدعو إيران لقبول "خيارات صعبة" ويؤكد استعداد واشنطن للانسحاب
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاحد إن بالامكان التوصل لاتفاق نووي مع ايران هذا الاسبوع إذا قبلت طهران "خيارات صعبة" ضرورية لكن إن لم تفعل الجمهورية الايرانية ذلك فان الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للانسحاب من المحادثات.
وفي تصريحات أدلى بها عقب ثالث اجتماع له مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف قال كيري إن ايران والولايات المتحدة أحرزتا "تقدما حقيقيا" في المحادثات خلال الايام القليلة الماضية لكن لا تزال امامهما عدة مسائل صعبة يتعين حلها.
وقال كيري للصحفيين خارج فندق تجري فيه المحادثات بين ايران من جانب والولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى من جانب آخر "لقد أحرزنا تقدما حقيقيا في واقع الأمر .. نحن لم نصل بعد إلى الوضع المنشود بشأن العديد من المسائل الأكثر صعوبة."
ومن المتوقع بدء وصول وزراء خارجية بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا مساء اليوم فيما تسعى القوى العالمية الكبرى حثيثا لاعطاء دفعة كبرى للوفاء بمهلة تنقضي يوم الثلاثاء لحل النزاع المستمر منذ 12 عاما.
وقال كيري إن المحادثات تضع في اعتبارها المهلة لكن دبلوماسيين آخرين قالوا إنه قد يجري تمديدها الى التاسع من الشهر الجاري وهو الموعد الذي يتعين ان تطرح فيه ادارة الرئيس باراك أوباما الاتفاق على الكونجرس لمراجعته خلال 30 يوما.
ويطالب الاتفاق قيد المناقشة ايران بالحد من أنشطتها النووية الحساسة لمدة عشر سنوات أو أكثر مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها والتي أدت الى خفض صادراتها النفطية وأصابت اقتصادها بالشلل.
وقال كيري إن الادارة الامريكية -التي تواجه اتهامات من جانب الاعضاء الجمهوريين بالكونجرس واسرائيل بتقديم كم كبير من التنازلات - لا تزال مستعدة للانسحاب من المحادثات.
وقال كيري "اذا لم نصل إلى اتفاق وكان هناك تعنت مطلق وعدم رغبة للتحرك بشأن أمور مهمة لنا فإن الرئيس (الامريكي باراك) أوباما يقول دوما إننا على استعداد للانسحاب".
واجتمع كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وايران لليوم السادس على التوالي اليوم في محاولة لتذليل العقبات التي تعترض التوصل لاتفاق نووي بما في ذلك موعد تخفيف العقوبات على طهران وماهي الابحاث المتقدمة وأعمال التطوير التي يمكن أن تقوم بها الجمهورية الاسلامية.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الولايات المتحدة والقوى العالمية تتفاوض بشأن "اتفاق سئ" مواصلا انتقاداته اللاذعة للمفاوضات.
وأضاف نتنياهو في تصريحات اذاعها مكتبه "يبدو ان المحادثات النووية مع ايران قد وصلت مرحلة الانهيار وليس الانفراجة" وقال إن الاتفاق سيمهد السبيل لايران كي تصنع قنابل نووية مع تصعيد عدوانها في المنطقة.
وعلى الرغم من تحقيق قدر من التقدم بشأن شكل تخفيف العقوبات الثنائية الذي قد تلقاه إيران فإن الخلاف ما زال قائما بين الجانبين بشأن مسائل مثل رفع عقوبات الأمم المتحدة وأعمال البحث والتطوير في أجهزة الطرد المركزي المتطورة.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية(إسنا) عن کبیر المفاوضین الإیرانیین عباس عراقجی قوله "توصلنا إلى حل للكثير من القضايا المتعلقة بالعقوبات ويتبقى أربعة أو خمسة موضوعات تشمل النقطة المهمة المتعلقة بتزامن خطوات الجانبين."
كان الدبلوماسيون المقربون من المفاوضات قالوا إنهم توصلوا إلى اتفاق مؤقت على آلية تعليق العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي وأمريكا على إيران.
غير أن الدول الست الكبرى لم توافق بعد على أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يرفع بموجبه عقوبات الامم المتحدة عن إيران وينص على إعادة فرضها في حال عدم التزام إيران بالاتفاق مستقبلا.