فوانيس رمضان .. من فتيل في مصباح إلى باقة متنوعة الأشكال والألوان
جرت العادة على استخدام الفوانيس بأشكالها المتعددة وإضاءاتها المختلفة في شهر رمضان المبارك في المنازل وفي الساحات والطرق، كما ارتبطت كذلك الإعلانات الرمضانية بوجود الفوانيس في محتوياتها، وهي تقليد موسمي يمارسه الكبار قبل الصغار، ولكن ما أصل هذه الفوانيس؟ وأين كانت تُستخدم؟
يعود أصل الفوانيس إلى الاحتفالات الشعبية برمضان في مصر، ضمن الفنون الفلكلورية التي اهتم بها الدارسون في العصر القديم، حيث كان يجري الاعتماد على الفوانيس في رؤية هلال رمضان، كما قيل إنه في العصر الفاطمي أمر أحد الخلفاء الفاطميين بإضاءة الطرق طيلة شهر رمضان بإشعال فتيل داخل مصباح، وحين كانت النساء يرغبن في الخروج يسبقهن غلام يحمل فانوسا للتنبيه بوجود نساء في الطريق، فيفسح الرجال لهن الممرات.
وللفوانيس في مصر مسميات، منها فانوس البرلمان الذي سمي بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري، وكذلك الفاروق الذي يحمل اسم ملك مصر السابق، فيما استخدم 500 فانوس لتزيين القصر الملكي آنذاك.
وانتقالاً لفوانيس هذا العصر نجد أنه اُستعيض بالفوانيس الكهربائية بدلاً عن إشعال الفتيل فتنوعت طُرق تشغيله، وبتغير طرق تشغيله تغيرت هندسته، فأصبحت المصانع تُنوع في أشكاله وخاماته وألوانه، فبعد أن كان يقتصر على الصفيح والزجاج أصبح هناك البلاستيك.
وحين تتجول اليوم في الأسواق وتحديدًا في شهر رمضان ترى باعة الفوانيس في كل مكان، وتحرص عديد من المدن السعودية على اقتنائه وخصوصًا المجتمع الجداوي، حيث تقوم كثير من المحال في جدة بعرض أنواع عديدة منها، إضافة إلى البسطات المنتشرة على جوانب الطرقات في المدينة.
ويقول "سالم علي" أحد باعة الفوانيس في جدة التاريخية لـ "الاقتصادية"، إنهم يقومون باستيرادها من الصين؛ نظرا لأن الصينيين تميزوا خلال السنوات الماضية في صناعتها، وكذلك قلة التكلفة مقارنة بالدول الأخرى.
وأما عن أسعارها فذكر لنا أنها متفاوتة، فبعضها لا يتجاوز بضعة ريالات، والبعض الآخر قد يصل إلى 100 ريال، بحسب اختلاف الحجم والمواصفات. ويضيف: إن الإقبال عليها يتزايد قبل شهر رمضان، فنضطر إلى جلب كميات كبيرة وعرضها في السوق قُبيل قدوم رمضان بأشهر قليلة.