شهادة الأثر
لقد كرس تجاهل الآثار في سنوات ماضية فكرة مغلوطة عن المملكة لدى بعض الخصوم الذين لم يكونوا يرون في السعودية سوى رمال ونفط.
قبل ضم قطاع الآثار إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ عانت آثارنا إهمالا. وكان هناك قصور في الوعي يمعن في تغييب هذه الآثار.
عندما تسلمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ملف الآثار، لم يكن قد تم تسجيل أي أثر سعودي في اليونسكو. وكانت كل المواقع الأثرية تحتاج إلى إعادة تأهيل.
عمل دؤوب بذلته هيئة السياحة والتراث الوطني بقيادة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، تحقق خلالها لقطاع الآثار والتراث الوطني إنجازات مشهودة، وقد تم تتويج ذلك بإنجاز عالمي رابع تحقق السبت الماضي تمثل في تسجيل الرسوم الصخرية في منطقة حائل ضمن قائمة التراث العالمي.
آثار جبة والشويمس يعدها البعض واحدة من أقدم آثار العالم. قبل ذلك كان قد تم تسجيل مواقع العلا والدرعية وجدة التاريخية. وفي الطريق للتسجيل أكثر من عشرة مواقع. وقد واكب هذا الجهد العالمي تحديث في نظام الآثار، وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
لا شك أن حجم ما تحقق في غضون هذه السنوات القليلة، يدعو إلى الغبطة.
الاستثمار في الآثار والتعامل معها في العالم العربي يحتاج إلى إنسان عاشق ودؤوب، هذا هو حال الفريق الذي يعمل في الهيئة. وهكذا كان حال رواد الآثار في المملكة العربية السعودية، فالدكتور عبدالرحمن الأنصاري متعه الله بالصحة، كان خلال اهتمامه بالفاو يبدو وكأنه يغرد خارج السرب، وكان المتحمسون له نخبة قليلة.
إن خطوات تسجيل تراثنا العالمي ترد بشكل عملي على الأفكار المغلوطة، التي تعززت بسبب زهدنا في فترة من الزمن عن التباهي بتاريخنا وحضارتنا التي تتكئ على إرث منذ آلاف السنين.
مبروك للتراث العالمي بالرسوم الصخرية في الشويمس وجبة. ومبروك لبلادنا هذا النجاح المستحق. وشكرا لكل من بذل جهدا في هذا النجاح.