سماسرة حجوزات تذاكر الطيران يرفعون أسعار السفر 100 %
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سماسرة تذاكر الطيران الذين يقومون بعرض خدماتهم التي تتمثل في "حجز تذاكر الطيران مؤكدة لبعض المسافرين" من المقيمين أو المواطنين مساعدتهم في حال فشلهم في الحصول على تذكرة طيران في أوقات الذروة.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلانات الترويجية لأمثال هؤلاء من السماسرة الذين يعرضون خدماتهم ليلا ونهارا في مقابل عمولات مالية.
أدت هذه الظاهرة إلى ارتفاع أسعار التذاكر مائة في المائة، لا سيما وقد يقوم بعضهم بحجز جميع المقاعد على الرحلة المستهدفة حتى يغلق الطرق على المسافرين ويجبرهم على التعامل معه وبعد الانتهاء من الحجز للمسافر يقوم بإلغاء الحجوزات الوهمية التي أسسها.
رصدت "الاقتصادية" عددا من هؤلاء السماسرة الذين يروجون لبعض شركات خطوط الطيران ويقومون بتوفير الحجوزات عبر الموقع الإلكتروني أو الهاتف الخاص بالحجوزات أو عبر مكاتب الخطوط المنتشرة في السعودية.
ورشح مراقبون أن يكون هناك بعض المتعاونين مع هؤلاء السماسرة من داخل شركات الطيران، حيث يقومون بتسهيل الحجوزات في الوقت المحدد من قبل الوسيط الذي في الغالب يأخذ عمولة من الطرفين.
#2#
هنا أوضح لـ "الاقتصادية" عبدالرحمن الفهد المتحدث الرسمي في الخطوط السعودية أنه تبين لشركة الخطوط أن النظام المستخدم هو نظام الحجز على الموقع الرسمي والمتاح للجميع، شارحا ذلك بقوله "إن آلية الحجز تقضي بإلغاء كل حجز لا يتم شراؤه وربط التذكرة به آليا، فيظهر كل حجز يلغى على هيئة مقعد متوفر لمن يتابع موقع السعودية ويتم حجزه وهو ما يقوم به هؤلاء الأشخاص.
تواصلت "الاقتصادية" مع أحد هؤلاء السماسرة والذي تحدث عن الطريقة التي يتم بها توفير الحجز، مؤكدا أنه يمتلك "البرنامج الخاص للحجوزات" والذي من خلاله يستطيع أن يوفر حجوزات لعدد كبير من المواطنين والمقيمين في السعودية نظير بمبلغ "150" ريالا لمن يرغب في حجز تذكرة ذهاب وعودة ومبلغ "100" ريال للذهاب فقط.
ويعمل هؤلاء السماسرة لحسابهم الشخصي دون وجود تراخيص أو أماكن يسمح من خلالها ببيع التذاكر بطرق رسمية.
#3#
وأوضح المتحدث الرسمي في الخطوط السعودية أن من الناحية النظامية حول من يقومون بذلك، فمرجعية ذلك لهيئة السياحة المعنية بصناعة السفر والسياحة في المملكة، وليس لشركات الطيران سلطة عليهم.
يذكر أن حجوزات التذاكر المؤكدة خلال الثلث الأخير من رمضان، شهدت إقبالا من المعتمرين، في المطارات الرئيسة الأربعة، الرياض، جدة، الدمام، المدينة المنورة، فيما سجلت أعلى أسعار لها لتصل إلى ألفي ريال لدرجة الضيافة، وثلاثة آلاف للدرجة الأولى للرحلة المتوجهة من الرياض إلى المدينة.
وتبدأ أسعار تذاكر السفر من الرياض للمدينة المنورة من 280 ريالا لدرجة الضيافة و470 ريالا للدرجة الأولى، إلى 1200 ريال أو 2960 ريالا.
فيما تبدأ أسعار التذاكر من مدينة الدمام إلى جدة أو المدينة المنورة من 450 ريالا، وتتضاعف الأسعار إلى 1200 حتى 2850، وفقا للمقاعد المحجوزة.
وكانت أبلغت "الاقتصادية" مصادر في خدمات الركاب والمبيعات في شركة طيران، أنه على الرغم من كثافة الركاب وعدم وجود شواغر على الرحلات الداخلية من وإلى المطارات الرئيسة، إلا أن الشركات المشغلة لم تضطر لاستحداث رحلات جديدة، إضافة إلى الرحلات المجدولة مسبقا.
وأوضحت المصادر، أن أسعار التذاكر الداخلية ثابتة بموجب قرارات وأحكام هيئة الطيران المدني، اعتبرت أن تسيير الرحلات الداخلية ذات الأسعار المخفضة لا يحقق للشركات أرباحا، بل تمثل خسارة لها.
وبينت، أن أسعار تذاكر درجة الضيافة في الرحلات الداخلية لا تزيد إذا كان الحجز مبكرا قبل موعد السفر بعشرة أيام، وقد تزيد بحسب أعداد المقاعد الشاغرة والوقت المتبقي على الرحلة، ملمحة إلى أن نسبة الزيادة قد تصل إلى نحو 80 في المائة عن السعر الأساسي للرحلة.
وأشارت المصادر إلى أن ما يحدث من زيادة في الأسعار، لا يتم إلا بسبب حجوزات المقاعد جميعا على الرحلات، وبقاء عدد محدود من المقاعد دون حجوزات، مؤكدا أن دخول شركات طيران جديدة سيحل أزمة نقص المقاعد التي تعانيها الرحلات الداخلية، وسيساعد شركات الطيران في إيجاد المنافسة، لافتا إلى أن خطوط الطيران الخاصة في السعودية ترحب بدخول شركات طيران جديدة مشغلة للرحلات الداخلية خلال الفترة المقبلة لمواكبة النمو الكبير الذي يشهده الطيران.
وعن الاستعدادات لهذه الفترة، أوضحت المصادر أنه تم التنسيق في الأيام الماضية مع الجهات المعنية في المطار والجهات ذات العلاقة والمتمثلة في الجمارك والأمن وكل من له علاقة بالمطارات الداخلية، نظرا لزيادة الأعداد القادمة من وإلى مطاري الملك عبد العزيز ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز نظرا لتزامن العطلة الصيفية مع موسم رمضان والعمرة.
من ناحيته، قال فارس المسعود مدير وكالة للسفر والسياحة في تصريحات سابقة لـ "الاقتصادية": إن مكاتب السفر والسياحة كانت تقوم في السابق بتجهيز العروض الخاصة برحلات السفر الخاصة بالمعتمرين من الداخل من خلال تأمين حجوزات ومحل إقامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وخدمات أخرى، إلا أن الوضع تغير كثيرا خلال السنتين الماضيتين.
وأضاف، أنه بعد أن كانت تسابق مكاتب السفر والسياحة في تشكيل العروض الخاصة بالسفر والإقامة خلال المواسم الدينية، بات المواطنون يقومون بعمليات الحجوزات والدفع بأنفسهم، نتيجة التطور التقني وتوافر الإنترنت في كل مكان، وسهولة عمليات الدفع عن طريق الصرافات والبطاقات الائتمانية.