هبوط الأسعار وارتفاع المصروفات يضغطان على تجار الذهب محليا
يعتزم عدد من تجار الذهب في السعودية وفي المنطقة الغربية تحديدا، مغادرة القطاع بعد الهبوط الذي شهدته أسعار أونصة المعدن الأصفر إلى ما دون 1100 دولار، مسجلة أدنى مستوياتها خلال خمس سنوات، بفعل عمليات بيع في الصين أكبر مستهلك للمعدن في العالم.
ووفقاً لعاملين في القطاع، فإن عددا كبيرا من المستثمرين ينوون ترك القطاع والاتجاه لأنشطة أخرى أكثر أماناً وأوفر ربحا، في ظل ما يعانونه من ارتفاع أسعار إيجارات المحال والمعارض، علاوة على قلة الأيدي العاملة الماهرة، وعدم إقبال الشباب السعودي للعمل في القطاع، إلى جانب بعض الأنظمة التي رفعت من تكلفة العمالة الوافدة، ومضايقة الاستثمارات الأجنبية لمستثمري القطاع.
من ناحيته، أوضح محمد عزوز، عضو اللجنة الوطنية للمعادن والأحجار الكريمة، أن شهر رمضان والأعياد، قد تزيد مبيعات القطاع بنسبة 30 في المائة، إلا أنها لا تعوض خسائر طوال العام، مرجحا أن تزيد الأسعار العالمية في الانخفاض، مستدركا أن هذا الانخفاض لن يشعر به المواطن كثيرا.
فيما قال محمد خضر، أحد تجار الذهب في محافظة جدة، إن انخفاض أسعار الذهب العالمية ليس في مصلحة المستثمرين في القطاع، خاصة أن أصحاب المحال مرتبطون بعدة أمور تتمثل في إيجارات وأجور عمال وغيرها من الأمور التشغيلية، التي تستنزف منهم أكثر مما يربحون من تجارتهم.
وأكد خضير نيته وعدد من تجار الذهب، لمغادرة القطاع والتوجه لقطاعات أخرى أكثر أماناً وأوفر ربحا، مثل قطاع العقار وهندسة الديكورات، خاصة أن قطاع الذهب والمجوهرات في المنطقة الغربية أصبح قطاعا موسميا مرتبطا بمبيعات موسمي الحج والعمرة، اللذين لا يدران الكثير من الأرباح مقابل المصروفات.
من جهته، قال محمد باريان، صاحب محل ذهب، إن قطاع الذهب لم يعد آمنا ولم يعد قطاعا مربحا لكثير من التجار، ما دعاهم إلى ترك القطاع.
فيما توقع خروج ما لا يقل عن 100 محل ذهب من السوق في ظل انخفاض الأسعار الحاصل وارتفاع المصروفات من جهة أخرى، إضافة إلى نشاط تجارة الذهب المغشوش من العمالة الوافدة، الذين يبيعون الذهب للحجاج والمعتمرين بأسعار أقل مما يعرضها التجار السعوديون.
واقترب سعر الذهب من أدنى مستوياته في خمس سنوات أمس، مع توقعات بمزيد الخسائر في الأشهر المقبلة في أعقاب موجة بيع مكثفة يوم الإثنين، أجراها مستثمرون مراهنون على هبوط الأسعار، بلغت نحو 33 طنا من المعدن الأصفر في دقيقتين فقط.
واندلعت عمليات البيع المفاجئة في شنغهاي ونيويورك، حيث أطلق المتعاملون موجة من أوامر البيع خلال دقيقة واحدة بعد فترة قصيرة من فتح بورصة شنغهاي للذهب.