جدة الأعلى في مطالبات «دية» المتوفين في الحوادث
نظرت المحاكم السعودية في نحو 1612 دعوى تطالب بتعويضات مالية "ديات" لمتوفين بسبب الحوادث المرورية وغيرها، حيث تقدم بها أولياء الدم، خلال التسعة أشهر الماضية من بداية العام الهجري الجاري.
واستقبلت المحكمة العامة في جدة النسبة الأعلى لهذه القضايا بنسبة تقارب 16 في المائة، وذلك بـ 260 قضية، تليها المحكمة العامة في العاصمة الرياض بـ 127 قضية وبنسبة قاربت 8 في المائة في الفترة نفسها.
وبحسب الإحصائية التي اطلعت عليها "الاقتصادية" تجاوزت ست محاكم عامة وجزائية حاجز الـ 50 قضية في الفترة نفسها، حيث استقبلت الطائف 96 قضية، والمحكمة العامة في مكة المكرمة 95 قضية، ومحكمة الأحساء 85 قضية، إضافة إلى محكمة بريدة 70 قضية، ومحكمة خميس مشيط 58 قضية.
وسجلت محاكم القصيباء، وأملج، وتهامة بللسمر وبللحمر، وشعبة نصاب، الأقل في استقبالها لقضية المطالبات بـ"الديات" خلال الأشهر التسعة الماضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أوضح مسؤول في الإدارة العامة للمرور أن 65 في المائة من نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية هم من فئة الشباب، الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً.
وقال العميد الدكتور علي الرشيدي الناطق الإعلامي للإدارة العامة للمرور ومدير إدارة السلامة، إن عدم التزام بعض الشباب بالأنظمة المرورية وتهورهم بالسرعة الزائدة تسببت في وقوع عديد من الحوادث، التي نتج عنها كثير من الإصابات والوفيات، مشيراً إلى أن الشاب بين أعمار 19 و30 عاماً هم الذين يشكلون النسبة الأعلى للوفيات. وأشار العميد الرشيدي في حديثه لـ"الاقتصادية" إلى أن تفاعل قائد المركبة مع وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر، الواتساب، الفيس بوك.." يسهم في أن يكون السائق عرضة للحوادث المرورية بنسبة عشرة أضعاف عن الآخرين، مؤكداً أن أجهزة الهواتف النقالة واستخدامها أثناء القيادة في الطرق، أصبحت من أسباب حوادث الطرق اليومية.
وأبان مدير إدارة السلامة المرورية أنهم شرعوا في مد الجسور مع وزارة التعليم، لإرسال رسائل توعوية وتثقيفية لطلاب في المدارس، وتحذيرهم من السلوكيات الخاطئة في القيادة، الذي يعرض حياتهم والآخرين للخطر والضرر.
هذا وقد أكد علماء ومشايخ أن ظاهرة المبالغة في قيمة الصلح في قضايا القتل دخيلة لا تمت بأية صلة للدين الإسلامي الحنيف, مشيرين إلى ضرورة تكثيف الوعي الديني بين الناس والتحذير من تلك الظاهرة السيئة, وحاثين على أهمية إحياء فضيلة العفو وتذكير الناس بذلك وبالنصوص الحاثة عليه بكل وسيلة تحقق الانتشار والقبول.
وقال الشيخ خلف المطلق عضو الإفتاء في المنطقة الشرقية المشرف العام على الفرع، إن الدين الإسلامي الحنيف حث على التسامح في القصاص وكان من المعروف عند الجاهلية القتل أنفى للقتل، فأتى الإسلام وشرع القصاص "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" فلو ترك الناس للهرج والمرج ذهبت نفوس كثيرة لكن هذا القصاص يطفئ الفتن، منوهاً بأن الإسلام شرع القصاص وشرع الدية فولي الدم مخير بثلاثة أمور إما أن يقتص وإما أن يأخذ الدية وإما أن يعفو، والعفو هذا إما أن يكون عن صلح بينه وبين أهل الجاني وإما أن يكون عفوا مقابل ما عند رب العالمين عز وجل.